الشارع المغاربي: انتقد رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال استقباله مساء اليوم الخميس 7 اكتوبر 2021 بقصر قرطاج صالح الصايل رئيس هيئة السوق المالية تصنيفات مؤسسات الترقيم السيادي العالمية معتبرا انها “لا تقوم على مقاييس علمية وانما طبقا لمقاييس سياسية ” مشبها علاقة هذه المؤسسات بالدول بعلاقة الاستاذ بالتلميذ .

وشدد سعيّد على” وجوب ان تقوم السوق المالية في تونس على قواعد واضحة” مشيرا الى وجود عديد القضايا المتصلة بها مؤكدا على “ضرورة ملاحقة المتورطين فيها”.

وقال رئيس الجمهورية في فيديو نشرته الرئاسة بصفحتها على موقع “فايسبوك” :” بالتأكيد تتابعون الأسواق المالية العالمية وارتفاع الاسهم بها في حين ان العالم يعيش حالة استثنائية نتيجة تفشي جائحة كورونا ..نريد ان تكون سوق المالية في تونس سوقا قائمة على قواعد واضحة بعيدا عما حصل …هناك عديد القضايا المتصلة بالسوق المالية ولا بد من ملاحقة المتورطين فيها”.

واضاف “لا بد من مراجعة مواصفات وعناصر هذه التصنيفات التي تأتينا من الخارج ..في كل مرة نسمع ان تونس اصبحت ضمن التصنيف “ب” او “س” ..الواحد ولاّت يدّو على قلبو من اثار هذه التصنيفات ..لا بد من وضع هذه التصنيفات في اطار عالمي وفي اطار التقسيم العالمي للعالم ونحن جزء من هذا الاقتصاد”.

وتابع سعيّد “صحيح نتعامل مع هذه المؤسسات ولكن وجب عليها ايضا ان تتعامل معنا كدولة ذات سيادة ..لسنا في موقع التلميذ ولا هم في موقع الاستاذ ..نحن دولة ذات سيادة وسنطهّر كل الاسواق ..لا بد من تطهير البلاد …الشعب يريد تطهير البلاد في كل المؤسسات …يختلقون الازمات ثم يستثمرون خطاب الازمة حتى تتواصل الازمات ..اعرف جيدا كيف تمت السيطرة على السوق المالية خلال سنوات الـ 90 من طرف محترفين للسرقة وللتحيل …يجب وضع حد لهؤلاء حتى تكون اسواقنا بالفعل اسواقا قائمة على قواعد واضحة ويجب ان نبين للعالم ان بعض الخيارات التي تمت كانت نتيجة ايضا لسكوتهم عن تلك التجاوزات ..21 بالمائة من الاقتصاد التونسي كان يدور في فلك من كان يحكم خلال تلك الفترة ..في فلك عائلة واحدة ..الفساد استشرى في كل المجالات وعليهم ان يفهموا ايضا انهم كانوا في وقت من الاوقات ساكتين لانه لم يتم المساس بمصالحهم”.

وعاد سعيّد على موضوع مؤسسات الترقيم السيادي العالمية قائلا”هناك دليل على وجود بعض المفارقات التي تدل على ان هذه التصنيفات لا تتم بمقاييس علمية وانما بمقاييس سياسية كعلاقة الاستاذ والتلميذ …تقعد عاقل نعطيك الفلوس واذا عندك سيادة توا نحطك في القايمة الفلانية ونعطيك صفر” مضيفا ” نحن دولة ذات سيادة ..الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية والمالية كانت في وقت من الاوقات في ظاهرها طيبة ولكن الممارسة كانت في قطيعة تامة مع النصوص التي وضعوها ..سنتصدى لكل من يتلاعب بقوة التونسيين وبالاقتصاد وبالسوق المالية”.