الشارع المغاربي: واصل حمة الهمامي امين عام حزب العمال والناشط السياسي كتاباته الشعرية المعبرة عما يختلج بصدره من مشاعر واحاسيس في مرحلة صعبة من حياته الاسرية نتيجة الازمة الصحية التي تمر بها رفيقة دربه المناضلة الحقوقية راضية النصراوي خاصة بعد تداول اشاعة وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد مرور اقل من اسبوع على نشر قصيدة “واقف والجرح ينزف” نشر الهمامي اليوم الخميس 21 اكتوبر 2021 قصيدة جديدة بعنوان “ايها الليل لن تهزمنا “كتب في طالعها: ايها الليل لماذا اصبحنا نخشى قدومك ؟ …نحن ننشد النوم ..وانت تبعث بيننا غولا ..وحشا ..يهجم علينا سُهادك …يطاردنا بلا رحمة نلعنه ونلعنك …ونتمرد عليه وعليك .
وتقول القصيدة:
أيُّها اللَّيْلْ…
يَا ذِئْبَ الخَدِيعَهْ…
مَا أَوْحَشَكْ
مَا أجْبَنَكْ
اِكْشَفْ وَجْهِكْ
(وهَلْ لَكَ وَجْهْ؟)
وَوَاجِهْنِي…
أَشْهِرْ سِلَاحَكْ
وَبَارِزْنِي
إِنْ كُنْتَ شَهْمًا
ولا تُرْسِلْ
لِي
قُبْحَكْ…
يُؤَرِّقُنِي
يُؤَرِّقُهَا
يَحْرِمُنِي
يَحْرِمُهَا
منْ
غَفْوَهْ…
(2)
أيُّهَا المَاكِرْ
أبْحَثُ عَنْكْ
لِأَقْبِضَ رُوحَكْ
فَأَقْبِضُ
علَى فَرَاغْ…
أنَظرُ إليْكْ
فَلَا أَرَاكْ…
أَقْتَفِي أَثَرَكْ
فَلاأثرَ لَكْ
وَلَا طَعْمَ لَكْ
وَلَا رَائِحة لكْ
لَكِنّكَ
حاضرٌ
أيُّها الجَبَانْ
جَاثِمٌ عَلَى صَدْرِي/عَلَى صًدْرِهَا
تَخْنُقُ أَنْفَاسِي/أنْفَاسَهَا…
وَتَسْخرً مِنَّا…
(3)
آهٍ…
أيًّهَا اللَّيْلْ
يَا أبَا الكَوَارٍثْ
يَا تَوْأَمَ الجَهْلِ
والمَوْتْ
يَا توْأمَالحَزْنِ
والمَرَضِ
وَالجنُونِ
والقُبْحِ وَالجَلَّادِ
والسُّجٌونِ
وَالعَارِ
والخِيَانَهْ…
لَمْأَرَكَ يَوْمًا
فِي مَحْفَلْ
لَمْأرَكَ
إلّا فِي مآتم
وَأْنْتَ تَحْفَلُ
بالبُكَاءِ
وَالنّحِيبْ…
(4)
آهٍ…
أيّهَا اللَّيْلْ…
يا حَبِيبَ القَاتِلِ
والغَادِرْ
يَا حَبِيبَ السَّارقِ
والمتآمِرْ
يَا حَبيبَ
الظّلْمِ
وَالصَّمْتِ
وَالضَّغْطِ
وَالرُّعْبِ
وَالغِيلَانْ…
يَا عَدُوَّ العَصَافِيرِ
وَالأَزْهَارْ
يَا مُخِيفَ
الأَطْفَالْ
عَرِّ وَجْهَكْ
وقَاوِمْنِي…
(5)
آهٍ…
أيُّهَا اللَّيْلْ
مُرَّ وَانْجَلِي…
لن تَهْزِمَنِي،
لَنْ تَهْزِمَهَا…
أَيّهَا الجَبَانْ…
فِي يَدِهَا شَمْعَهْ
وَفَوْقَ رَأْسِهَا نَجْمَهْ
وَعَلَى يَمِينِهَا قِنْدِيل
وَفِي سَمَائِهَا قَمَرْ
وَبَعْدَ لَيْلِهَا صَبَاحْ
وَفِي صَبَاحِهَا
شَمْسٌ تُضِيء
وَخَلْفَهَا
وَحَوْلَهَا
رَفِيقَاتٌ
ورِفَاقٌ
وَأَحِبَّهْ…
يُوقِدُونَ الشُّمُوعْ
وَيَنْشُدُونَ الحَيَاهْ
وَيُطْرِدُونَ الظَّلاَمْ…
ويَهْتِفُونْ:
“بِجُمُوعٍ قَوِيَّة
هُبُّوا لاَحَ الظّفَرْ
غَدُ الأُمَمِيَّة
يُوَحِّدُ البَشَرْ”
تونس 19 أكتوبر 2021