الشارع المغاربي: اعتبر سامي الطاهري الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل اليوم الخميس 5 ماي 2022 أنّ خطاب رئيس الجمهورية الأخير صادم مشيرا الى خطورة فكرة تأسيس جمهورية جديدة مبرزا أنّ ” التأسيس بمحو السابق سيكون عملية بتر واقتلاع من الجذور” وأنّه “لا يمكن لأي كان أن ينجح في ذلك مهما كانت قدراته” مؤكّدا أنّ “الاتحاد لن يُشارك في أيّة جريمة لقتل الأحزاب”.

وقال الطاهري خلال حضوره اليوم بإذاعة “اكسبراس أف أم”: “الغموض يكتنف الوضع وهناك ارتباك ويبدو ان الخطر الجاثم الذي تحدث عنه الرئيس هو خطر جاثم حقيقي من كل الجوانب وخاصة في علاقة بحالة الارتباك والتردد والمسار المجهول الذي ننتهجه والذي هو غير واضح لأحد ونحن من الجهات التي تطلب الوضوح والاجابة على عديد الأسئلة”.

وأضاف “يصعب تحديد العلاقة بين الاتحاد ورئاسة الجمهورية باعتبار أنّ اللقاءات لم تكن كثيرة خاصة منذ ما قبل 25 جويلية بقليل إلى الآن ..منذ اتخاذ اجراءات 25 جويلية تمت 3 لقاءات فقط …تم قطع الاتصالات مباشرة ولا نعرف السبب رغم أنّه كانت سابقا تتم اتصالات بين الامين العام ورئيس الجمهورية 3 أو 4 مرات في اليوم وتتم في اوقات متفاوتة واحيانا غير منتظرة بالنظر للمستجدات والتطورات والوضع حينها كان صعبا وكانت حكومة المشيشي في أسوإ حالاتها وكان يدور حديث عن وجوب الخروج من الأزمة …بعد استقالة حكومة المشيشي بدا الأمر غير واضح واصبحت العلاقة شبه منقطعة”.

وتابع “التواصل مهم لانه يمكننا من فهم بعضنا البعض ورفع اللبس ان كان موجودا وتجاوز سوء الفهم وهذا لم يكن موجودا…كنا مصرين وحاولنا الاتصال بالرئيس مباشرة او بمن يمثله ولكن منذ 2019 كانت الصلات الوسيطة والقريبة من الرئيس والتي تسهل العلاقات مفقودة …حتى العلاقة مع الحكومة تأثرت بذلك لأنّ الحكومة نفسها حبيسة الامر 117 وليست غير منفذ لسياسات الرئيس طبقا لهذا الأمر…هناك تعطّل كبير في كل الأجهزة وفي كل الادوات وهذا يطرح تساؤلات كبيرة”.

وواصل “وصلنا الى وضع مجهول وفي خطاب الرئيس الاخير جُمل صادمة عن تأسيس جمهورية جديدة…في الجمهورية الحالية انحرافات ولكن محوها دفعة واحدة والتحدث عن التأسيس فكرة خطيرة جدا” مشيرا الى أنّ رئيس الجمهورية يتحدث عن تأسيس جمهورية جديدة لا جمهورية ثالثة تكون استمرارا لما سبق.

وأضاف “تخيفنا فكرة التأسيس ونحن مع فكرة البناء والاتحاد اتجه دائما نحو البناء لا التأسيس بالمحو والاعادة ..في هذا تعال على التاريخ التونسي وتاريخ البشرية ككل..هل تونس متصحرة الى هذا الحد حتى نؤسس من جديد ؟ التأسيس بمحو السابق والماضي سيكون عملية بتر واقتلاع من الجذور ولا يمكن لأي كان أن ينجح في ذلك مهما كانت قدراته “.

وقال الطاهري “نحن على حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي والقيمي والأمني والحرائق ومخاطر تهدد البلاد ولهذا نقوم بالضغط الايجابي للتعديل والى حد الان نجحنا في أجزاء وتم تحديد خارطة طريق ونادينا بالحوار رغم انه غامض ولا نعرف ان كان سيتم ام لا…لن نشارك في أية جريمة لقتل الأحزاب لأننا عانينا من الحزب الواحد”.

وأضاف “لن يتورط الاتحاد في هذه الجريمة لانه يعرف انه بعد القضاء على الاحزاب سيتم القضاء على المنظمات ولا نقاش في ذلك وهذه هي فكرة الحكم القاعدي اي غياب التمثيلية…رئيس الجمهورية دعا الى حوار نريد معرفة اهدافه وحول ماذا وما هي آلياته واطاره وما هي اللجنة التي سيتم بعثها ومن هم المشاركون ..لا يمكن للاتحاد ان ينعزل عن واقعه المدني والمجتمعي والسياسي وله فضل على الجميع وحتى على رئيس الجمهورية”.