الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: ابرزت مذكرة أصدرها نهاية الأسبوع الفارط المرصد الوطني للفلاحة ان معدل سعر القمح الصلب في السوق العالمية للحبوب بلغ خلال افريل 2022 نحو 1777 دينار/ طن مسجلا بذلك زيادة بـ 90 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وازداد معدل سعر القمح اللين الأوروبي في السوق العالمية بنسبة 70 بالمائة في حين شهد معدل سعر الشعير الأوروبي ارتفاعا بـ 79 بالمائة مقارنة بسعره في افريل 2021.
ونشر يوم أمس الاثنين 16 ماي 2022 المرصد مذكرته الدورية حول تطور رصيد الميزان الغذائي التي ابرزت تسجيل عجز خلال شهر افريل الفارط قدره 823.2 مليون دينار مقابل 574.4 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام السابق مما يعني توسعه بنسبة 43.3 بالمائة في ظل غياب خطط حكومية للتقليص منه والحد من تداعياته على توازنات المالية العمومية المتضررة من شح الموارد الخارجية.
وسجلت الصادرات الغذائية زيادة بنسبة 26.9 بالمائة بينما زادت الواردات بنسبة 30.9 بالمائة. ويعزى العجز المسجل بشكل رئيسي إلى ارتفاع وتيرة واردات الحبوب (+25.1 بالمائة)، والسكر (+234.8 بالمائة)، والزيوت النباتية (+67.5 بالمائة)، وذلك رغم ارتفاع صادرات زيت الزيتون (+42.9 بالمائة).
وسجل سعر توريد القمح الصلب زيادة بنسبة 93.4 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. كما عرفت أسعار منتجات الحبوب الأخرى (القمح اللين والشعير والذرة) ارتفاعا يتراوح بين 27 و58 بالمائة،وتعود هذه الزيادة بشكل رئيسي الى تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي خضم هذه الوضعية الدقيقة، ارتفعت أسعار القمح في الأسواق العالمية إلى مستوى قياسي، بداية هذا الاسبوع، بعد قرار الهند حظر تصديره، تبعا لتوقع تراجع المحاصيل بسبب الظروف المناخية وبلغ سعر طن القمح 453 دولار.
وكانت الهند ثاني أكبر منتج للقمح في العالم قد اعلنت حظر تصدير القمح دون إذن حكوميّ خاص بسبب تراجع إنتاجها جراء موجات الجفاف. وذكرت حكومة نيودلهي، التي التزمت في وقت سابق بتزويد الدول الفقيرة التي كانت تعتمد على الصادرات من أوكرانيا بالقمح، إنّها تريد ضمان الامن الغذائي لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
ومن المؤكد ان يؤدّي هذا القرار إلى تفاقم أزمة إمدادات الحبوب على المستوى العالمي لا سيما عقب الحرب في أوكرانيا وتأثيراتها على سوق القمح في البلدان العربية بشكل خاص والعالم عموما علما ان الرقم القياسي السابق لارتفاع أسعار الحبوب يعود إلى 13 ماي الجاري، حيث بلغ سعر طنّ القمح 422 اورو باعتبار توقعات أمريكية جديدة بانخفاض إنتاج القمح الأوكراني بمقدار الثلث لعام 2022-2023.
وكان سعر القمح قد ارتفع منذ أشهر إلى مستويات عالية للغاية في الأسواق العالمية، وزاد سعره بنسبة 40 بالمائة خلال ثلاثة أشهر فقط، في ظل توتر شديد للأسواق بسبب مخاطر الجفاف في جنوب الولايات المتحدة وغرب أوروبا.
