الشارع المغاربي: رد رئيس الجمهورية قيس سعيد على الانتقادات ودعوات الرحيل التي وُجهت اليه خلال المسيرة التي نظمتها جبهة الخلاص الوطني يوم السبت الماضي وسط العاصمة مشددا على ان قضية الشعب التونسي هي قضية اقتصادية واجتماعية وعلى انه “لو كان لهؤلاء حد ادنى من ماء الوجه لما ظهروا امام المسرح ولا في وسائل الاعلام”.

وقال سعيد في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها بموقع فايسبوك خلال زيارة ليلية اداها سعيد الى عدد من احياء معتمدية المنيهلة التابعة لولاية منوبة يوم امس الاحد “هذه رسالة لاظهر للعالم ان قضية الشعب التونسي هي قضية اقتصادية واجتماعية ولم اتوجه للمظاهرات امام المسرح او خشبة المسرح… المهم هي قضية الشعب التونسي حتى يعيش بكرامة وليس مثل الذين امام المسرح ويتحدثون عن اخطبوط ولا يعترفون بالقوانين ولو عرفوا حقيقة مطالب الشعب التونسي ولو كان لديهم حد ادنى من ماء الوجه لما ظهروا لا في المسرح ولا في وسائل الاعلام ….”

واكد سعيد في حديثه مع عدد من المواطنين انه يسير على الطريق الصحيح وانه لن يتراجع عما بدأ فيه معتبرا ان القضية الاساسية هي القضاء على الفقر متابعا: ” العمل الذي انا بصدد القيام به هو من اجل التونسيين الذين يجب ان يعيشوا بكرامة … لا.. نحن لن ننساكم واذا كان هناك من يريد نسيانكم وخدمة مصالحه واخذوا اموال الشعب فهذه فترة يجب ان تنتهي ..ونحن في صراع مع الوقت حتى نوفر ظروف العيش الكريم للشعب…”

وافاد بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية بأن سعيد “عاين الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان في هذه المناطق التي لا تختلف عن تلك التي يعيشها الكثيرون في كل أنحاء الجمهورية” مشيرة الى انه “لا طرقات تعبّدت ولا قنوات لتصريف المياه أُحدثت” والى ان “بعض البيوت تفتقد حتى للماء الصالح للشرب وللكهرباء فضلا عن مظاهر الفقر المدقع”.

ونقلت عن سعيد اشارته الى “ان الذين يلتقون اليوم تحت غطاء ما يسمى بالمعارضة بعد أن كانوا في الظاهر خصماء في الأعوام الماضية يحتجّون على مدارج المسرح أو على خشبته والمخرج واحد..” والى انه “كلما مرّ يوم إلا وأظهر أن لا همّ لهم سوى السلطة ولا تعنيهم المطالب الحقيقية للشعب التونسي بل لم يقوموا في السابق إلا بإفراغ خزائن الدولة إلى جانب تحالفاتهم المعروفة مع الخارج فلا وطن يهمّهم ولا سيادة تعنيهم.”

واضافت ان سعيد شدد على ان القضية الرئيسية للتونسيين هي قضية اقتصادية واجتماعية بالأساس وعلى ان الذوات البشرية ليست مجرّد أرقام مبرزا ان من حق التونسيين والتونسيات أن تتوفر لهم كل أسباب الحياة الكريمة.

يشار الى ان احمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني كان قد اكد يوم السبت الماضي ان الازمة السياسية دبت في الدائرة الضيقة المحيطة برئيس الجمهورية قيس سعيد مبرزا انه كان هناك حوله ما وصفه ب” اخطبوط من اشخاص يتعاملون مع الخارج ويرفعون تقارير حول سياسيين الى الخارج” مشددا على ان هؤلاء” كانوا يخططون للايقاع بحكومة بودن لتعيين رئيس حكومة يختارونه ويختارون معه اعضاءه.

واضاف في مهرجان خطابي خلال المسيرة التي دعت اليها جبهته يوم السبت وسط العاصمة  ” الازمة لم تعد تشمل فقط القوى السياسية والمدنية بل دبت الى داخل الدار …الى الدائرة الضيقة المحيطة بقيس سعيد…تعلمون ان تحقيقا قضائيا فُتح في شأن 25 متهما…. نحن لا نعرف ما هي اسرار التحقيق ولا تهمنا اجراءاته ولا تهمنا المسؤوليات الشخصية لهذا او ذاك …ما يهمنا ما كان يجري حول قيس سعيد ..كان هناك اخطبوط من الناس يتعاملون مع الخارج ..مع ضباط عسكريين في الخارج وبالاسم …اناس كانوا ينقلون تقارير كبيرة حول السياسيين التونسيين الى الخارج …كان هناك حوله من نقل ملفه الطبي الى الخارج ..كان حوله من يخططون للايقاع بحكومته وتعيين رئيسا للحكومة يختارونه ويختارون معه اعضاءها ويعينون لها رؤساء دواوينهم… كان هناك من كشف عن دور الخارج في ما جرى يوم 25 جويلية … الوثائق التي تسربت اكدت على دور خارجي مخابراتي في احداث 25 جويلية…”