الشارع المغاربي: حمل زخم المستجدات في العالم بما لم تشتهيه سفن الأفارقة في موعد تاريخي لا يتكرر كل يوم بتخليد الذكرى المائة لانبعاث الجمعية التي جاءت متزامنة مع المعطيات التي طغى عليها التوجس والرهبة من تفشي الوباء ومع ذلك فان شعب الافريقي انتصر لقدسية الاحتفال وتجاهل كل المحاذير والتوصيات الكونية بالتباعد.. وهذا أمر منطقي ومنتظر.. فلولا تلاحم وتراص في الصفوف الجماهيرية لكان حال الجمعية أشد سوءا بعد كل العبث الذي حصل..
بين بداية القرن الفارط وما نعيشه حاليا تغير وضع النادي وحتى ثوابته، فبعد ان نشأ رديفا لتجمعات المثقفين والأرستقراطيين فإن اسم الافريقي صار ملازما للبروليتاريا وعدوا للثراء المادي ، جمعية أحاط بها الانتهازيون وتواترت مشاكلها المادية والخطايا حتى ان وقعها يبدو أشد وطأة وبأسا من كل هذه الأوبئة التي تتفشى بين ظهرانينا ، ومع كل ذلك ظل الإسم صامدا ومشعا.
يقف الافريقي اليوم شامخا بعد مائة عام من تأسيسه وان حاولت قوى العبث مرارا ان تجذبه الى عزلة بالمعنى التام للكلمة رياضيا واقتصاديا، غير أن جمهوره تفنن في عرض كل فروض العشق والولاء وكلما اشتدت الأزمة وتوقع المناوئون سقوط الراية الا وازداد بريق الأحمر والأبيض شموخا وعزة..
يقف الافارقة في منتصف الطريق “متشائلين”، بين واقع يؤكد أن التركة ثقيلة للغاية وأنها تستوجب ضخا كبيرا للغاية لاعادة فرض الاستقرار، وبين بصيص من الأمل يطل ليحمل برهة من التفاؤل بأن القادم سيكون أفضل وأن “الغالية” كما يحلو لعشاقها مناداتها ستعود الى البوديوم الذي خبرها ويدرك وطأة غزواتها وثقلها.. وبين المنزلتين فان الشعب الذي قاوم كل فنون الطغيان السياسي والانحياز الرياضي باق على العهد غير مستسلم للتصنيفات الكلاسيكية ، فكيف لمن كان حالما طيلة سنوات العجاف أن يصمت في عام المائوية الذي يحمل شعار رد الاعتبار للجمعية وحربا عنوانها الشرف الكروي بعد عبث اشترك فيه عدد من الخصوم وأبناء “الدار الكبيرة”؟