الشارع المغاربي-محمد الجلالي: خشية كبيرة من الانعكاسات الوخيمة لاستعمال بعض المواد الكيميائية المحظورة في عديد الدول لمداواة أشجار الزياتين عبّر عنها أكثر من عضو بمجلس إدارة الديوان الوطني للزيت خلال اجتماعات المجلس لسنة 2020.
وجاء في محضر اجتماع مجلس الإدارة الذي حصلت أسبوعية “الشارع المغاربي” على نسخة منه عبر مطلب نفاذ الى المعلومة ان ممثلة وزارة الصحة أشارت الى خطورة مبيد “ديميتوات” المستعمل في مكافحة بعض الامراض التي تصيب الزياتين مشددة على انه تم منعه من قبل عديد الدول وان ممثل إدارة الصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية بوزارة الفلاحة أفاد بأن العديد من الادوية المستعملة ذات سمية عالية.
كما أشار ممثل وزارة الفلاحة في تدخله خلال اجتماع مجلس الإدارة الى عدم وجود بديل للمبيد المذكور بالنظر لثمنه معتبرا انه يمكن الحد من استعماله في المستقبل.
من جهته لفت ممثل وزارة التجارة بمجلس إدارة ديوان الزيت الى ان استعمال هذا المبيد قد يؤثر سلبيا على صادرات زيت الزيتون داعيا الى متابعة استعماله متابعة دقيقة.
وشدد ممثلا وزارتي التعليم العالي والاقتصاد على مدى خطورة المبيد المستعمل داعيان الى البحث عن التمويلات اللازمة واعتماد ادوية بديلة رغم أسعارها المرتفعة.
يذكر ان تقرير نشاط ديوان الزيت لموسم 2019-2020 كان قد أكد انه تم آنذاك اقتناء 20 ألف لتر من مبيد “ديميتويد” إضافة الى مخزون متوفر من نفس المادة والمقدر بـ 40 ألف لتر.
يشار الى ان تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في انتاج زيت الزيتون بعد مجموعة الاتحاد الأوروبي بما يزيد عن 33 بالمائة من الصادرات العالمية. فهل تراجع وزارة الفلاحة سياساتها في التعاطي مع قطاع استراتيجي بهذا الحجم عبر التخلي عن المبيدات السامة وتشجيع الفلاحين على ذلك والتصدي لتوريد شتلات مهجنة وغير ناجعة؟.
*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 10 اكتوبر 2023