الشارع المغاربي – اللهم ألطف بتونس في ما جرت به المقادير بقلم : د. المنصف السليطي

اللهم ألطف بتونس في ما جرت به المقادير بقلم : د. المنصف السليطي

15 يونيو، 2018

الشارع المغاربي :إلهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك ونعمتك، إلهي إن كنت لا تكرم في هذا الشهر إلّا من أخلص لك في صيامه فمن للمذنب المقصر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه، إلهي إن كنت لا ترحم إلّا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لا تقبل إلّا العاملين فمن للمقصرين، إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عبيدك المذنبون فارحمنا برحمتك وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.”

إلهي إهدي قومي إنهم لا يعلمون وجنبنا  العبث السياسي وصراعات الأهواء والمصالح وحروب التموقع والأنا ، إلهي إهدي رؤساء القصور الثلاثة إلى ما فيه خير تونس وسلامتها  وإهدي الطبوبي والغنوشي و إهدي النداء وشقوق النداء ومؤسسي النداء والطامعين في النداء واليائسين من النداء وما ثبت من النهضة وخصومها والمعارضة ورموزها وكل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين إلى كلمة سواء وحوار بناء والرأفة بالضعفاء وبالمحرومين والمظلومين والفقراء وقد قال  النبي محمد صلى الله عليه وسلّم  : ” إنما تنصرون وترزقون بالضعفاء والمساكين، وقال كذلكالراحمون يرحمهم الرحمان ،إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” .

اللهم  يا مجيب الدعوات وهازم اللذات  انقذنا  من تجار الموت ولوبيات الفساد والداعين للفوضى ومزيد تعفين الوضع العام وأولي الأمر نيام ،  اللهم أنقذنا من التضخم الذي وصل 8 بالمائة ومن  إنزلاق  الدينار الذي  لم يعد يساوي إلا ثلث الأورو ، ومن التجارة الموازية وعجز الموازنة ومن  إرتفاع المديونية العمومية  التي كانت تمثل 40 بالمائة سنة 2010 وطارت إلى 70 % في 2017. ومن  كتلة الأجور التي  حلقت مع الطيور  من 7 مليارات دينار  في 2010 إلى 17.50 مليار دينار في 2017،ومن  العجز المتصاعد لصناديق التقاعد و الذي تجاوز 3 مليار دينار، اللهم أنقذنا من شرور صندوق النقد الدولي و من هذه الآفات فقد عجزت حكومتنا  عن رفع التحديات واستسهلت الزيادة في المحروقات  وهذا لعمري أمر فيه ظلم للمهمشين والمعدومين من الفئات مهما كانت المبررات.

 اللّهم نسألك أن ندرك  ليلة القدر ،و ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل للتونسيين  منه أوفر الحظ والنصيب فقد قل صبرهم وضاقت حيلتهم  وهم يعانون من غلاء الأسعار و تعقد معيشتهم و إرتفاع  حتى أثمان الخضار ،  اللّهم خذ من الكبار  والبلطجية   والمحتكرين الأموال المسروقة والمنهوبة وردها إلى أهلها وإلى  المواطنين المساكين ،فقد عجزت حكومتنا عن  ذلك منذ سنين وهي مع سادة القوم وقادة الملل والنحل وأصحاب النزل ترخو لهم العين  ،رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَهم وشرورهم  وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار.

  اللهم إنا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت،  نسألك  العفو والعافية والمعافاة الدائمة لهذا الوطن  و إلطف به في ما جرت به  المقادير  و ألّف بين قلوب أبنائه وإرزقنا بمناضلين وطنيين لا  مأجورين ولا خائنين يحبون بلدهم وأهلهم ولا يديرون ظهورهم لوطنهم وألّف بين قلوب كل التونسيين النزهاء  بكلمتي  الحق والخير، اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه وماله فسبحانك انت مدركه أينما سلك وقادر عليه أينما لجأ ، فمعاذ المظلوم بك وتوكل المقهور عليك. وقد قال عليه السلام  إتق دعوة المظلوم فإنها ليس بين الله وبينها حجاب“.

مقال صادر بأسبوعية الشارع المغاربي بتاريخ 11 جوان


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING