الشارع المغاربي: اعتبر عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق بحركة النهضة اليوم الاربعاء 15 جويلية 2020 ان الوضعية اليوم في البلاد “طيّحني نطيّحك” وان المعركة هي “معركة الـ109” في إشارة الى الاغلبية المطلوبة في مجلس نواب الشعب سواء للاطاحة بالحكومة او لسحب الثقة من رئيس البرلمان.
وقال في مداخلة له على اذاعة “الجوهرة اف ام ” :”اصبحت لدينا هواية في تونس تتمثل في تشكيل حكومة على امتداد 6 أشهر والعمل على الاطاحة بها بعد نفس المدة ثم العودة لنفس الشيء” مشيرا الى ان مثل هذه الظاهرة تستحق الانتباه والى ان تونس شهدت منذ الثورة تعيين المئات من الوزراء وحوالي 12 او 13 حكومة.
واضاف “ان بعض الاحزاب تجرّ البلاد للازمة وتجر وراءها منخرطيها وعامة الناس ولا تتحمل المسؤولية في ذلك وحتى مناضليها لا يحملونها المسؤولية” ملاحظا ان الطبقة السياسية لم تصل بعد الى ثقافة المحاسبة السياسية .
واعتبر ان ما تتعرض له حكومة الياس الفخفاخ ومؤشرات سقوطها السريع ليس بالمفاجىء وان هذه الحكومة كانت منذ البداية “بمثابة زواج بنية الطلاق”.
وعبر الجلاصي عن خشيته من ان تتوصل بعض الاطراف الى “تدبّر” 109 من الاصوات لاسقاط الحكومة لتأتي حكومة أخرى قال إنها ستكون ضعيفة وغير قادرة على انفاذ الاصلاحات محذرا من عودة نفس السيناريو بعد 6 اشهر ومن احتمال ان يسبق الشارع ذلك.
وقال انه تمنّى لو عمل الياس الفخفاخ “مزية” على البلاد واستقال معتبرا ان ذلك كان سيكون افضل سيناريو وان المسالة سياسية واخلاقية وليست قضائية.
واشار الى انه كان هناك سيناريو آخر يقضي بأن تصبر القوى السياسية على بعضها البعض وتعمل على تحقيق الاستقرار الحكومي  والبرلماني وانتظار المسار القضائي مؤكدا انه لم يتم اعتماد هذا السيناريو ولا ذاك وان البلاد الان امام خيارين مشددا على ضرورة ان يلعب رئيس الجمهورية دوره قبل الدخول في الجوانب الدستورية معتبرا انه لا وجود اليوم الا لمظلة رئيس الجمهورية اذا كان يرغب في خدمة السياسة ولا يقتصر على تأويل القوانين داعيا قيس سعيد الى تحمل مسؤولياته وجمع الاحزاب والمنظمات واطلاق المشاورات تحت قبة رئاسة الجمهورية.