الشارع المغاربي – ‮"‬الجُرحُ‭ /‬الحَرِجُ‮"‬ المتحول يُدحرج الثابت في القضية الفلسطينية بعد منعرج 7-18 أكتوبر 2023/ بقلم: عبد الواحد المكني (استاذ التاريخ المعاصر-كاتب جامعي)

‮”‬الجُرحُ‭ /‬الحَرِجُ‮”‬ المتحول يُدحرج الثابت في القضية الفلسطينية بعد منعرج 7-18 أكتوبر 2023/ بقلم: عبد الواحد المكني (استاذ التاريخ المعاصر-كاتب جامعي)

قسم الأخبار

25 أكتوبر، 2023

الشارع المغاربي: صار‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العادلة‭ ‬مرهقا‭ ‬ومُملا‭. ‬ان‭ ‬تنتهي‭ ‬قمة‭ ‬سلام‭ ‬بدون‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬عرف‭ ‬الأشياء‭ ‬ومعتادها‭ ‬امر‭ ‬خارق‭ ‬للعادة‭ ‬ولكنه‭ ‬صار‭ ‬عاديا‭. ‬أن‭  ‬يتنافس‭ ‬الرؤساء‭ ‬المعنيون‭ ‬بالدعم‭ ‬الانتخابي‭ ‬للفوز‭ ‬بود‭ ‬اللوبي‭ ‬الصهيوني‭ ‬العالمي‭ ‬ويكون‭ ‬الثمن‭ ‬ترذيل‭ ‬المواثيق‭ ‬والمعاهدات‭ ‬العالمية‭ ‬وقلب‭ ‬الحقائق‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭  ” ‬هجين‭” ‬ولكنه‭ ‬أصبح‭ ‬مألوفا‭. ‬أن‭  ‬يقتصر‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المحاصر‭ ‬ومع‭ ‬غزة‭ ‬الجريحة‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الاذاعي‭ ‬والموسيقي‭ ‬وحسن‭ ‬النوايا‭  ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يجدي‭ ‬كثيرا‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬عواطف‭ ‬جياشة‭ ‬وحس‭ ‬انساني‭ ‬راقي‭  ‬لكنه‭ ‬أضحى‭ ‬دوما‭ ‬سلوكا‭ ‬متكررا‭.‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬منعرج‭ ‬7‭ ‬أكتوبر2023‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬منعرج‭ ‬جديد‭ ‬بل‭ ‬حاسم‭ ‬حوّل‭ ‬الجرح‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الى‭ ‬حَرَج‭ ‬كبير‭ ‬بل‭   ‬صيره‭ ‬هاجسا‭  ‬عاصفا‭  ‬لعديد‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالملف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭  ‬الأقارب‭ ‬والأباعد‭. ‬ويجمع‭ ‬المختصون‭ ‬في‭  ‬العلوم‭ ‬التاريخية‭ ‬والجيو‭-‬السياسية‭ ‬وعلوم‭ ‬المستقبليات‭  ‬ان‭  ‬تاريخ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬صار‭ ‬منعطفا‭ ‬كبيرا‭ ‬تماما‭ ‬مثل‭  ‬منعطف‭ ‬سقوط‭ ‬جدار‭ ‬برلين‭ ‬في‭ ‬1989‭ ‬وواقعة‭ ‬11‭ ‬سبتمبر2001‭ . ‬الخيط‭ ‬الناظم‭ ‬بين‭ ‬الأحداث‭ ‬الثلاثة‭ ‬هو‭ ‬عنصر‭ ‬المفاجأة‭  ‬وهول‭ ‬الاستتباعات‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭ ‬ولعلّ‭ ‬أبرزها‭ :‬

‭* ‬تغيير‭ ‬الخرائط‭ ‬العتيقة‭ ‬واهتزاز‭ ‬النفسيات‭ ‬الهشة‭ ‬فقد‭ ‬لاحت‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬المستوطنين‭ ‬الجدد‭ ‬كما‭ ‬القدامى‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وخارجها‭ ‬علامات‭ ‬الحيرة‭ ‬والخوف‭ ‬والارتياب‭ . ‬راجت‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬علامات‭ ‬الارتباك‭ ‬وخاصة‭ ‬الشعور‭ ‬بفقدان‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬وصارت‭ ‬انتصارات‭ ‬1948‭    ‬و1967‭ ‬و1973‭ ‬عند‭ ‬أنصار‭ “‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭” ‬مجرد‭ ‬ذكريات‭ ‬وملاحم‭ ‬تآكلت‭ ‬صورتها‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬ضد‭ ‬أنظمة‭ ‬عربية‭ ‬رسمية‭ ‬وليست‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ذاتهم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬اليوم‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬بالأمس‭.‬

كل‭ ‬الخرائط‭   ‬الجغرافية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬والحربية‭ ‬الموجودة‭ ‬آيلة‭ ‬الى‭ ‬التبدّل‭ ‬والمراجعة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الخريطة‭ ‬النفسية‭ ‬والعاطفية‭  ‬لأن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الرسمية‭ ‬نفسها‭ ‬صارت‭ ‬في‭ ‬حرج‭ ‬تماما‭ ‬مثل‭  ‬أغلب‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التنويه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بأن‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬التونسي‭ ‬كان‭  ‬واضحا‭ ‬واستثنائيا‭  ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬وأزال‭ ‬الحرج‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الشارع‭  ‬والضمير‭ ‬الجمعي‭ ‬المناصر‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سابقا‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬سقف‭ ‬مطالبه‭ ‬دوما‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬مطالب‭ ‬الحاكمية‭ ‬الرسمية‭.‬

‭* ‬سيعود‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ “‬الاسرائيلي‭” ‬بعد‭ ‬هدوء‭ ‬العاصفة‭ ‬–هذا‭ ‬إن‭ ‬هدأت‭ ‬سريعا‭-  ‬الى‭ ‬الحسابات‭ ‬والمحاسبات‭ ‬الداخلية‭ ‬لقيادات‭ ‬الجيش‭ ‬ولمهندسي‭ ‬المنظومة‭ ‬الإعلامية‭ ‬لكن‭ ‬خاصة‭ ‬الى‭ ‬رأس‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ” ‬بنيامين‭ ‬ناتانياهو‭” ‬وسيحدث‭ ‬له‭ ‬ربما‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أعسر‭ ‬وأفدح‭ ‬من‭ “‬غولدا‭ ‬مايير‭” ‬بعد‭ ‬انتصارات‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬وصدمة‭ ‬خط‭ ” ‬بارلاف‭”.‬

‭* ‬ستضطر‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭  ‬ساندت‭ ‬اسرائيل‭ ‬بلا‭ ‬قيد‭ ‬ولا‭ ‬شرط‭ ‬الى‭ ‬مراجعة‭ ‬حساباتها‭ ‬خاصة‭ ‬أمام‭ ‬موجة‭ ‬الحراك‭ ‬التضامني‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬العواصم‭ ‬الكبرى‭ ‬وقد‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬سياساتها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الأخيرة‭ ‬وبعد‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬صعود‭ ‬غير‭ ‬مفاجئ‭ ‬لأقصى‭ ‬اليمين‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭.  ‬ويتكهن‭ ‬المتكهنون‭ ‬ان‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الأوروبي‭ ‬لا‭ ‬يعنيه‭ ‬كثيرا‭ ‬شأن‭ “‬الشرق‭ ‬الأوسط‭” ‬وسيكون‭  ‬الضرر‭ ‬والتراجع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المكاسب‭ ‬المجتمعية‭  ( ‬جرايات‭ ‬التقاعد‭ , ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ , ‬التعديل‭ ‬المجتمعي‭ ‬للدولة‭ , ‬الجباية‭ ‬المعقلنة‭ ‬والتمايزية‭ ‬حسب‭ ‬الفئات‭…)‬التي‭ ‬راكمتها‭ ‬النضالات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمواطنين‭ ‬محل‭ ‬تراجع‭ ‬عاصف‭ ‬وخطير‭.‬

‭* ‬تراجع‭ ‬مقولة‭ “‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُهزم‭ ” ‬بدليل‭ ‬تواصل‭ ‬حملات‭ ‬المناصرة‭ ‬والدعم‭ ‬واظهار‭ ‬المستوطنين‭ ‬والجيش‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬في‭ ‬مظهر‭ ‬الضحية‭ ‬ومحاولة‭ ‬المدارة‭ ‬قدر‭ ‬الامكان‭ ‬عن‭ ‬مجزرة‭  ‬مَشْفَى‭ ” ‬المعمداني‭” ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬والانساني‭ ‬الحي‭ ‬وحتى‭ ‬المستتر‭. ‬لقد‭  ‬أصبح‭ ‬شعار‭ ” ‬اسرائيل‭ ‬في‭ ‬خطر‭” ‬حقيقة‭ ‬جلية‭ ‬ويومية‭ ‬وراهنية‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ -‬18أكتوبر‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬نخوة‭ ‬الانتصارات‭ ‬السابقة‭ ‬وخاصة‭ ‬معجزة‭ ‬نشأة‭ ” ‬دولة‭ ‬اسرائيل‭” ‬في‭ ‬47‭ ‬و1948‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬القابلة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬القيم‭ ‬السياسية‭ ‬النافعة‭ ‬والمنقولة‭ ‬حاليا‭. ‬

‭*‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ “‬جو‭ ‬بايدين‭” ‬الذي‭ ‬يخشى‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬بوتين‭ ‬وينظر‭ ‬بعين‭ ‬الريبة‭ ‬للتقارب‭ ‬الصيني‭ ‬الروسي‭ ‬والمظلة‭ “‬البريكسية‭” ‬الصاعدة‭ ‬والذي‭ ‬يرتاب‭ ‬من‭ ‬انتفاضات‭ “‬الحوثيين‭” ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ودخول‭ ‬ايران‭ ‬وأذرعتها‭ ‬للمعركة‭ ‬صار‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬محرج‭ ‬فهو‭ ‬يريد‭ ‬ادارة‭ ‬ثلاثة‭ ‬جبهات‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.  ‬أولى‭ ‬لحماية‭ ‬حدود‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬الأمريكية‭ ‬الجنوبية‭ ‬مع‭ ‬المكسيك‭ ‬وأخرى‭ “‬لدعم‭ ‬الديمقراطية‭ ” ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬روسيا‭ ‬وثالثة‭  ‬لنصرة‭ “‬اسرائيل‭” ‬في‭ ‬أزمتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬سخّرت‭ ‬فيها‭ ‬أمريكا‭  ‬ألفي‭ ‬خبير‭ ‬لتقديم‭ ‬استشارتهم‭ ‬ومعارفهم‭ ‬للجيش‭ ‬الاسرائيلي‭ . ‬هذه‭ ‬الواجهات‭ ‬الثلاث‭ ‬وبقطع‭ ‬النظر‭ ‬عمّا‭ ‬تستنزفه‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬بشرية‭ ‬واعلامية‭ ‬تتطلب‭ ‬أموالا‭ ‬باهظة‭ ‬قدّرها‭ ‬مشتشارو‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ب‭ ‬105‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭  ‬لكن‭ “‬الكونغرس‭ ” ‬لم‭ ‬يصادق‭ ‬عليها‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬وقد‭ ‬شبّهت‭ ‬الصحافة‭ ‬العالمية‭  ‬الرئيس‭ ‬جون‭ ‬بايدين‭ ‬كمن‭ ‬يريد‭ ‬اقتحام‭ ‬المعارك‭ ‬بدون‭ ‬دفتر‭ ‬صكوك‭.‬

‭* ‬يستحضر‭ ‬المحللون‭ ‬الضالعون‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السرعة‭ ‬المذهلة‭ ‬التي‭  ‬سقط‭ ‬بها‭ ‬نظام‭ “‬الأبارتايد‭” ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭  ‬جذوره‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬18‭ ‬وتم‭ “‬تقنينه‭ ‬وتفعيله‭” ‬رسميا‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1948‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬الانسانية‭ ‬والذي‭ ‬استأثر‭ ‬ب‭ ‬78‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬البلاد‭ ‬للبيض‭ ‬فقط‭ ‬وأجلى‭ ‬ثلاث‭ ‬ملايين‭ ‬ونصف‭ ‬3.5‭) ‬م‭ ( ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬السود‭ ‬عن‭ ‬أراضيهم‭ ‬انهار‭ ‬بسرة‭ ‬فجائية‭ ‬قياسية‭ ‬وتم‭ ‬الافراج‭ ‬عن‭ ‬الزعيم‭ ‬نيسلون‭ ‬مانديلا‭ ‬بعد‭ ‬27‭ ‬سنة‭ ‬سجن‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬فيفري‭ ‬1990‭ ‬وفي‭ ‬30‭ ‬جوان‭ ‬1991‭   ‬تمّ‭ ‬الإلغاء‭ ‬الرسمي‭ ‬لنظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬مانديلا‭ ‬انتُخب‭ ‬رئيسا‭ ‬للبلاد‭ ‬في‭ ‬أفريل‭ ‬1994‭ ‬وكان‭ ‬نطقه‭ ‬الأول‭ ‬بعد‭ ‬ذاك‭ ‬النصر‭ ” ‬أحرار‭ ‬أخيرا‭”.‬

‭* ‬ينسى‭ ‬البعض‭ ‬أو‭ ‬يتناسى‭ ‬ان‭ ‬أغلب‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬معارك‭ ‬التحرير‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الكرامة‭ ‬الفلسطينية‭  ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬جيل‭  ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬في‭ ‬محاضن‭ ‬الأنظمة‭  ‬العربية‭ ‬الرسمية‭ ‬التقليدية‭  ‬بل‭ ‬ان‭ ‬النزر‭ ‬الكبير‭ ‬منه‭ ‬عايش‭ ‬انتفاضة‭ ‬الحجارة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الطفولة‭ ‬وتلقن‭ ‬فيها‭ ‬دروسا‭  ‬أبدية‭.‬

‭ ‬يعلّمنا‭ ‬التاريخ‭  ‬ان‭ ‬الطوارئ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭ ‬بسهولة‭ ‬وبسرعة‭. ‬فالمفاجأة‭ ‬تحرّك‭ ‬الأحداث‭ ‬بسرعة‭ ‬بل‭ ‬تقلبها‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬ولاح‭ ‬الأمر‭ ‬جليا‭ ‬وملموسا‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬تونس‭ ‬بين‭ ‬17‭ ‬ديسمبر‭ – ‬14‭ ‬جانفي‭ ‬2011‭ ‬وفي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭.‬

يقول‭ ‬المؤرخ‭ ‬الكبير‭ ” ‬مارك‭ ‬بلوخ‭” (‬1886-1944‭) ‬مؤسس‭ ‬مدرسة‭ ‬الحوليات‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المنظرين‭ ‬في‭ ‬منهجية‭ ‬العلوم‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬والذي‭ ‬أعدمته‭ ‬النازية‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬ليون‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مارس1944‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مقاوما‭ ‬وطنيا‭ :” ‬التاريخ‭ ‬يُمكّننا‭  ‬وجوبا‭  ‬من‭  ‬التفكير‭ ‬المتأمل‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬طارئ‭  ‬ومفاجئ‭”‬

‘’‭ ” ‬L’Histoire doit nous permettre de penser le neuf et le surprenant

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 24 اكتوبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING