الشارع المغاربي: اعتبر القيادي بحركة النهضة زبيّر الشهودي اليوم الخميس 15 أكتوبر 2020 أنّه كان يأمل أن يكون ردّ رئيس الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي على رسالة الـ 100 الثانية أفضل مضيفا بالقول “موضوع التداول بالذات تكرّر منذ المؤتمر الثامن أي من قبل الثورة وفي المؤتمر التاسع تمّت اعادة طرح نفس القضيّة وحتى في المؤتمر العاشر أثير هذا الملف بشكل جزئي يعني وكأننا نكرر موضوعا غيّر مسار نصف قرن من النضال من القناعات والعقد الذي جمعنا”.
وأشار الشهودي خلال حضوره اليوم ببرنامج “ميدي شو” على إذاعة “موزاييك أف أم” الى أنّه امضى ثلث عمره في السجن ( 14 سنة) بسبب هذا العقد والقناعات، قائلا “بالتالي هي ليست هيّنة والقناعة التي حملتني داخل الحركة هي أنّ خلفيتها اسلامية وفيها وضوح حول مقاصد الدين مثلا ولكن في نفس الوقت لا تتعارض مع الحداثة وتتمسّك بها وأكثر من كلّ هذا مسارها ديمقراطي”.
واضاف “الثقافة الديمقراطية التي لا يعرفها الكثير من الوافدين في النهضة أو ربما القيادات العرضية بين ظفرين، هي أنّ المشرف يُنتخب لعام وستة أشهر ولا أتذكّر في حياتي مرور يوم وليس لدي مشرف عني وهذا المشرف يكون بخياري …هذه أشياء ليست سهلة ولا يمكن تغييرها أو المس منها وهي عبارة عن العقد الذي يربطنا والحزب المدني الذي نحن بصدد بنائه وتكريسه، هذا العقد الذي يربطنا هو القانون الأساسي…القوانين وتغييرها ليست عبثا، نُطبّق القانون ثمّ نغيّره ومن غير المنطقي عدم تطبيقه …يجب أن نطبقة ثمّ نتجادل حول المستقبل ولكن تغييره خدمة للأفراد ولو لجلالة قيمتهم المعنوية فإنّ هذه نفس ممارسات الانظمة المستبدة”.
وتابع الشهودي “فكرة “الزعيم” هي فكرة عرضية لم أسمع عنها في التاريخ إلاّ في السنوات الأخيرة …لم أنشأ في تاريخ الحركة على هذا اللفظ ولم أعرف رئيس الحركة إلا لمّا كلّفني حمادي الجبالي بأن أكون مديرا لمكتبه..لا أعرف …ولا عمري في سجني يوما تحدثت عن رئيس الحركة وانما اتحدّث عن حركة النهضة وعن مشروعها …الفكرة هي التي جمعتنا ولم نلتف يوما حول شخص أو تحدثنا عنه …كل هؤلاء قيادات وتستوي حقوقهم والمهم هو أنّ مرجعيتهم هي الانتخابات ولذلك مرجعية تقريبا كلّ الـ100 هي قاعديّة …لا يوجد شخص غير منتخب وقصدنا ذلك أي أنه لا يوجد عضو في الـ100 ليس وراءه تصويت إمّا في الشورى او في القيادة الجهوية أو في المركزية …تقريبا لا يوجد شخص بين هذه الأسماء لا قاعدة وراءه”.
وتابع “نحن لا نُمثّل أنفسنا وتقريبا ليس هناك مؤسسة غير ممثلة في الـ100 ولا وجود لقيادة بهذا الوزن..نحن نتحدّث عن رئيس هيئة النظام المركزي ورئيس هيئة النظام العليا ومجلس الشورى ونائبه ونتحدث ايضا عن مكتب الشورى وعن الكتلة وعن الـ7 في التنفيذي و70 عضو شورى و13 عضوا في البرلمان و11 كاتبا عاما جهويا وعن رموز وشخصيات كبيرة في الحركة وبالتالي يجب أن نتعامل مع هذا الامر بجديّة حقيقية “.
وحول الرسالة الثانية الموجهة الى الحركة ككل، قال الشهودي ” تُمثّل الـ100 قيادي وهناك اشكالية جرّاء فيروس كورونا لأنّ النقاش حول الرسالة الاولى استغرق 3 أشهر أي أنّها اخذت وقتا أكثر لكن هذه المرّة كان النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالنظر الى الوضع الوبائي وبالتالي كانت هناك صعوبات في التواصل لكن الرسالة وصلت لأيادي الجميع وبالتالي شارك الجميع في صياغتها وفي التعقيب عليها وحدث الكثير من التغيير لأنّ الصياغة الجماعية مرهقة وما يعنينا في هذه الرسالة الأساسية أنّنا بصدد التمسك بوحدة النهضة ولا خلاف على ذلك دون أن تتحول هذه الوحدة الى منع من التعبير عن الرأي وعن الموقف وفي نفس الوقت فإنّ الفصل 31 من النظام الداخلي ليس محلّ نقاش وليس محلّ جدل وهذا من البديهيات”.
وحول تعليق النائب عن الحركة سيد الفرجاني عن مجموعة الـ100 والقول عنها” هستيريا ما يُسمى بالـ100″ واتهامها بانها تريد الحصول على ما لم تنل من مؤسسات بالضغط الاعلامي، قال الشهودي “هذا ليس فقط في السياسة…وأنا لا اريد التعليق لأنّ حديثنا مباشرة مع صاحب الشأن .. عندما يوكّل من يتحدّث باسمه سنرد لأنّ صاحب الشأن هو رئيس الحركة ” مؤكدا “الـ100 هم قيادات تاريخية محترمة وشخصيات اعتبارية ومعروفة وبالتالي الحديث عنهم بهذا الشكل ليس جيدا وعلى كلّ حال لن نبقى نُعقّب على بعضنا البعض في الاعلام والمهم بالنسبة لنا هو طرح الفكرة التي سيهتمّ بها التونسي والباحث وخاصة التاريخ الذي سنقف أمامه يوم غد ونُحاسبُ لأنّ هذه المواقف لن تمرّ “.
وأضاف “نبذل اليوم جهدا لسدّ باب الذريعة وحتى لا نصل لترشح الغنوشي، لا يجب أن يقع ذلك لأنّ المؤتمرات الطبيعية لا تحسم في خلافاتها لأنّ الخلافات تكون قبل المؤتمر…نحن في المؤتمر العاشر اجلنا النقاش حول تركيبة المكتب التنفيذي ان كانت تتم بالانتخاب أو بالتزكية …هذه هي القضية الوحيدة التي تركناها وناقشناها، القضية الوحيدة التي تركناها كادت تنهي وجود وحدتنا، لا يجب علينا ان نذهب لمؤتمر فيه خصومة والغنوشي سيّد نفسه بما نصّ عليه القانون”.
وواصل “لنكون واضحين ..مسار تنقيح القوانين هو اللائحة الهيكلية التي تمر بمصادقة مجلس الشورى وفي ما بعد مجلس الشورى هو الذي يطلب تنقيح القانون الأساسي والمؤتمر يحتاج الى 50 زائد 1 …أغلبية الاعضاء وليس أغلبية الحضور وكلّ العقلاء يعلمون انه لا يمكن الوصول لهذا الرقم…ليس لدي اشكال مع مؤتمر قادر على حسم خلاف ولكن من غير اللائق بتاريخنا ان نذهب للمؤتمر بهذه الاشكالية …هذه قضية بديهية والناس مفتوحة فلنتحدث عن ادوار وننجح في المهمة التي لدينا وهي رئاسة البرلمان وفي نحت مستقبل البلاد لا وجود لنجاح الآن، النجاح هو عندما تستقرّ البلاد وتحقق تنمية” معتبرا أنّ رئاسة البرلمان لم تخدم الحركة وأنّه لم ير ايجابية في ادارة رئاسة البرلمان، قائلا “هذا رأي زُبيّر..حقّي وأرى أنّ ذلك المكان كان يسعنا لأن نتعامل معه بأكثر ايجابية ونفتح من خلاله آفاقا، لكانت ادارة البلاد الآن أفضل…هذه حقيقة وهذا رأيي وللأمانة لم أكن أحبذ أن تكون رئاسة البرلمان للغنوشي وانما ممكن للحركة ورئاسته للبرلمان أضرت به كثيرا والتطاول الموجود غير لائق…ليس هذا المشهد الذي يجعل من التونسي مطمئنا وله ثقة في السياسيين… بكلّ أسف”.
وقال “رسالة الـ100 هي ضمن مسار طويل من النقاشات وشخصيات كبيرة شاركت فيه متمسكون بألاّ ننقسمالنهضة والـ100 ضامنين عدم الانقسام هؤلاء هم كبار الحركة سنبت في هذا الخلاف وسنواصل بما يحفظ تاريخنا..هذه هي القيم التي نشأنا عليها في الحركة إلاّ اذا كانت كاميرا خفيّة وأنا أتفهم خلاف جيلنا وأقول لبطانة الغنوشي خافوا ربي في الحركة”.
وحول لقاء راشد الغنوشي لمجموعة الـ100 خلال اصدار الرسالة الاولى ، أضاف الشهودي “المجالس بأماناتها ولكن نظرا الى أنّه تمّ التعقيب على الرسالة المفترضة أن تكون نُسبت لرئيس الحركة ولا أظنّ ذلك.. فإنّه حدث في الاستقبال نوعا من الأذى لشخصيات اعتبارية لأنّ الاسماء الذي ذهبت للقائه ذات حجم حتى في السن والمقام…لم يكونوا مرتاحون ربما لأنّ الغنوشي تلقى الرسالة بشيء من القلق والتوتر الحاد وان كانت له قدرة عجيبة على ضط نفسه وهذه من اهم مميزاته”.
واعتبر أنّ الموقف يجب ان يكون رصينا راجيا أن تأتي لحظة ويقول فيها الغنوشي إنّ رسالته كانت خطأ واضحا “لأنّ مدونتها خارجة عن تاريخنا وعن مضموننا الذي تربينا عليه مثل مدنية الحزب مؤسساته ولاشيء أعلى من القانون إلاّ المبادئ التي تعاقدنا عليها عقدا اجتماعيا لكن رئيس الحركة في تلك الرسالة المنسوبة اليه لم تكن موفقة”.