الشارع المغاربي: اعتبر سامي الطاهري الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والناطق باسمه اليوم الخميس 26 جانفي 2023 ان القاسم المشترك بين من حكموا بعد 2011 هو الشعبوية مبرزا انها شعبوية تتغلف تارة بالدين واخرى بالديمقراطية وانها الان تتغلف بشعار”الشعب يريد”.
وقال الطاهري في كلمة خلال تظاهرة نظمها الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بمناسبة الذكرى 77 لتاسيس الاتحاد والذكرى 45 للاضراب العام في مثل هذا اليوم من سنة 1978 ” اريد ان احيّن تاريخ 26 جانفي 1978 مع تاريخ 26 جانفي 2023… امر مهم بالتاكيد فمن لا تاريخ له لا حاضر له ولا مستقبل ونحن لنا تاريخ يمتد على77 سنة وكنا احتفلنا قبل ايام بذكرى التاسيس وكانت الرسالة واضحة ونقول لكل من يريد ان يتجاوز هذه المنظمة ويقصيها ويحجم دورها او يفرض عليها مربعا معينا ان غيرك لم يفلح فلن تفلح انت ولم تفلح الدبابات والسجون والاعتقالات والطرد والنفي في اجبار النقابيين على التخلى عن بلادهم وتركها لقمة سائغة لمن يبيع ويشتري “.
واضاف” تاريخ 14 جانفي والذي حاولوا فسخه هو تاريخ 14 الثورة و26 جانفي هو تاريخ انتفاضة و20 جانفي تاريخ التاسيس وهذه تواريخنا نعتز بها ولا يجب ان ننساها وهي مراكمة من مراكمات التونسيين والنقابيين في احتجاجهم ورفض القمع والانغلاق ورهن البلاد وضرب سيادتها ومن حقنا ان نعتز بهذه التواريخ ونستمد منها الدروس ..كل هذه التواريخ نعتز بها ونتحدى بها الجميع ممن ليس لهم تاريخ ومن جاءت به الصدفة ومن يتصور اليوم ان بمقدوره تحطيم هذه المنظمة او تجاوزها او اقصاءها … التاريخ مهم جدا ويعطينا شحنة معنوية تجعلنا لا نرتبك امام الحملات التي يشنها على الاتحاد اشباه المناضلين الذين برزوا بعد 2011 ولم نرتبك عندما هوجمت مقراتنا في 2012 ومقرنا المركزي في 4 ديسمبر 2012 ولم نرتبك امام تهديدات الارهابيين الذين تحركهم اطراف سياسية كانت تحكم في تلك الفترة ومنها الترويكا ولم نرتبك خلال حكمي الشاهد والمشيشي ولن نرتبك في ظل حكم سعيد . طبعا هناك من قال اننا نشتموا رائحة ازمة 78 والنقابيون يشتمون… فقد مرت عليهم العديد من الازمات وتعلموا منها الدروس ويعرفون قراءة التاريخ …طبعا هناك هجمة على الاتحاد …هجمة واضحة بدات منذ 2011 وهناك من خرج من الحكم ويريد الانتقام من الاتحاد لانه قاد الثورة … وهناك نوع ثان جاء يحكم واقتنع بانه لا يمكنه ان يحكم لا اذا كانت المنظمة اداة له من اجل التمكين والا فانه على هذه المنظمة ان تمّحي من الوجود وعشنا الهجمات الى غاية خروج هذه المجموعة من الحكم وهي لن تغفر للنقابيين انهم كانوا سببا في خروجها من السلطة خلال الحوار الوطني الذي قاده الرباعي سنة 2013….وعملوا على زرع نقابات موازية من اجل ضرب المنظمة وهذا ليس بجديد وجاؤوا حتى بأناس من السجون لعبوا على جميع المستويات لاضعاف المنظمة ومحاصرة الاتحاد في مجالاته والاعتداء على مقرات وهجوماتهم متواصلة حتى وهم في المعارضة ولن يغفروا لكم فهم يريدوننا ان نكون عصا بين ايديهم من اجل العودة للسلطة وتصفية حساباتهم مع قيس سعيد لكننا منظمة لا يمكن ان تكون عصا بيد اي كان ..”
وتابع “الفئة الحاكمة الان شعوبية الى ابعد الحدود ولجميعهم قاسم مشترك هو الشعبوية … شعبوية تغلفت بالدين تارة وبالديمقراطية اخرى وتتغلف الان باسم “الشعب يريد” وهذه الفئة الاخيرة جاءت لتعلمنا الدروس وتقول انه يجب التخلي عن الاجسام الوسيطة يعني محاولة لاستعادة التاريخ ولو بشكل اخر وما فعله بورقيبة سنة 1962 لما الغى الاحزاب ولما دفع الى مؤتمر بنزرت سنة 1963 لاصدار قرار بضم المنظمات للحزب …يحاول (في اشارة الى قيس سعيد) بمثل هذه الطريقة او بما يشبهها بدعوى ان الاحزاب باعت واشترت وانها فشلت وكانت سببا في كره الناس السياسة وسوّى بين الحاكم والمحكوم وبين من في السلطة ومن في المعارضة… صحيح هناك احزاب تتحمل مسؤولية ..لكن البلاد لا تبنى من غير احزاب ولا ديمقراطية تبنى بلا احزاب ولا تبنى بالفوضى وباللجان الشعبية وبشعار هلامي “الشعب يريد ” فالشعب يريد الكرامة والشعب يريد العدالة الاجتماعية ولا يريد ان يعطي صكا على بياض لحاكم يحكمها مثلما يريد ..”
واعتبر الطاهري ان المجموعة الحاكمة الجديدة لا تختلف عن الحكام السابقين من حيث البرامج والخيارات الليبيرالية.
واضاف “سياسة الحاكمين اليوم نفس سياسة من حكم من قبلهم ولذلك كان هناك نفس الانفعال ازاء الاتحاد لانه يرفض توجهاتهم لانها ضد الشعب وتضرب السيادة الحقيقية للتونسيين …”