الشارع المغاربي: اكد نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت 3 ديسمبر 2022 ان المنظمة لم تعد تقبل بالمسار الحالي معربا عن عدم تفاؤلها بما ينتظر البلاد مستدركا بان عدم التفاؤل لا يعني بالمرة يأسا من التغيير والاصلاح ونفض اليد من امكانية الانقاذ مؤكدا ان الامل يحدو دوما المنظمة الشغيلة وان ذلك مصدر طاقاتها واستمرارها.
وقال الطبوبي في كلمة بمناسبة احياء الذكرى 70 لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد بقصر المؤتمرات بالعاصمة” لم نخطىء يوم 26 جويلية عندما اعتبرنا الحدث خطوة حاسمة على درب تصحيح المسار الديمقراطي واعادة الاعتبار لاهداف ثورة 17 ديسمبر -14 جانفي ولم نخطىء عندما طلبنا ضمانات تمنع اي انحراف او انزلاق ولكننا اليوم اصبحنا نخشى على بلادنا من المجهول ولا يستطيع اي كان ان يطمئننا في ظل استمرار التفرد والتخبط وغياب التشاركية والتفاعل مع القوى السياسية والاجتماعية التقدمية والديمقراطية والوطنية ولسنا مرتاحين لما يجري في تونس فلا القضاء تم اصلاحه ولا الفساد تم تفكيك منظومته ولا الاحتكار والتهريب جوبها بسياسة واضحة ولا ملفات التسفير والارهاب والاغتيالات السياسية تم الكشف عنها ولا الافلات من العقاب انهي من الوجود ولا الاقتصاد نهض ولا الوضع الاجتماعي عرف الاستقرار ولا الفقراء رفع عنهم الحيف والظلم والخصاصة…”
واضاف ” اننا في الاتحاد كاغلب التونسيين نرفض العودة الى ما قبل 25 جويلية ونرفض اية مقاربة تهدف الى استعادة حكم عبر الاستقواء بالخارج وعبر تزيين حقبة فاشلة وعبر تنصل اصحابها من مسؤولياتهم في ما آلت اليه البلاد وهم في الاصل جديرون بالمحاسبة ولكننا في نفس الوقت لم نعد نقبل بالمسار الحالي لما اعتراه من غموض وتفرد ولما يمكن ان يخبىء في قادم الايام والاشهر من مفاجآت غير سارة ولا مطمئنة على مصير البلاد ومستقبل الاجيال فضلا عن مستقبل الديمقراطية في بلادنا.”
وتابع “ان بناء الديمقراطية واستكمال مسارها لا يتم بمجرد تطمينات شفوية تخرج علينا من حين الى اخر تؤكد ان الحريات مضمونة ولا يمكن ان تستقيم من دون وسائل ديمقراطية ومن دون تطوير ثقافة الحرية والمواطنة ولقد كانت لنا في ذلك نظرة استباقية لما اشترطنا ضمانات في ما يتعلق بالحريات وبالحقوق وبالضوابط الحافة بالتدابير الاستثنائية وها ان تحذيراتنا لم تسفه ولم تكن من باب الرجم بالغيب ولذا فلن نتردد في الدفاع عن الحقوق والحريات كلفنا ذلك ما كلفنا وسنناصر كل صوت حر يصدح بموقفه ويحتج من اجل حريته وحقوقه …… يؤسفني ان اقول لاول مرة اننا لسنا متفائلين بما ينتظر بلادنا خاصة وقد تكالبت عليها القوى من الداخل والخارج واجتمع عليها الطامعون والسماسرة والدائنون واردىء الساسة ليحولوها الى غنيمة مستباحة وهم يسعون بلا هوادة الى مزيد تفكيك الدولة والمجتمع وتشتيت اواصره حتى يسهل السيطرة عليها لكن عدم تفاؤلنا لا يعني بالمرة يأسا من التغيير والاصلاح ونفض اليد من امكانية الانقاذ فالامل يحدونا دوما وهو مصدر طاقاتنا واستمرارنا …امل نستمده من شعبنا الذي ناهض الحيف والظلم في جميع الاحقاب وناضل ضده وقدم التضحيات الجسام لاجل دحره حتى اصبحت المقاومة عنوانا له وان جذوة الاحتجاج والانتصار للحق لن تخبو فيه مهما علا القهر وتعاظم الاستبداد وهو امل يتجدد لما نؤمن به من طاقة كامنة في مناضلاتنا ومناضلينا وفي كوادر الدولة ونخبها …. امل نرجو الاّ يحط منه الاصرار على التفرد والرغبة في فرض الراي الواحد والقرار الاوحد الذي لن يكون الا تعبيدا لعودة المنظومة الفاشلة ولانتشار الفوضى والدخول على ظلمات المجهول ..نقول ذلك لا تهويلا ولا شماتة وانما تحذيرا وخوفا على بلادنا وتوجسا من اهدار فرصة تاريخية اخيرة ..”
وجدد الطبوبي من جهة اخرى موقف المنظمة الرافض لرفع الدعم عن المواد الاساسية قائلا في هذا الاطار”نجدد موقفنا الرافض لرفع الدعم وندعو الى مراجعة تشاركية لمنظومته ونحذر الحكومة من اي اجراء يستهدف المواد الاساسية ويدفع الى تجويع الشعب ونعتبر الاتفاقيات السرية التي ابرمتها مع صندوق النقد الدولي غير ملزمة للاجراء وسيتصدون لها بكل الطرق المشروعة والنضالية كما لا يفوفتنا ان نجدد مطالبتنا بضمان حق التونسيين في العيش في بيئة سليمة وفي محيط نظيف غير متعف وفق سياسات بيئية تحترم الحق في الحياة بعيدا عن التصريحات الرنانة والوعود الجوفاء التي اصبحت جزءا من المشكل عوض ان تاتي بالحل ….”