الشارع المغاربي: أكّدت أميمة حساني رئيسة المنظمة التونسية للأطباء الشبان اليوم الخميس 17 مارس 2022 أنّ المنظمة مستاءة من تصريح وزير الصحة بخصوص منظومة التشغيل الإجباري في المناطق الداخلية لـ 5 سنوات معتبرة أنّ الوزارة هي المساهم الأوّل في المشاكل التي يعاني منها الأطباء مبرزة أنّ الحلّ للتقليص من نسبة هجرة الأطباء يتمثل في تحسين الظروف العملية والمالية في قطاع الصحة العمومية .
وقالت حساني خلال مداخلة لها على اذاعة “اكسبراس اف ام”: “عبرت المنظمة عن استيائها من تصريح وزير الصحة علي مرابط بخصوص منظومة التشغيل الإجباري في الجهات الداخلية لمدة خمس سنوات لسببين ..اولا لمنطق الاجبار الذي نعتبره منطقا للي الذراع وليس منطقا فعالا او ناجعا لجعلنا نجد حلا ..الاطباء الشبان يعملون في المناطق الداخلية بعد تخرجهم لانه حاليا بعد اجراء مناظرة الاختصاص وتكوينهم هناك عدد معين من المقاعد في المناطق الداخلية وتكون هذه المناطق معلومة مسبقا وسيتمّ توجيه الدفعة الاولى من الاطباء اليها سنة 2023 ..هم اختاروا طوعا العمل في المناطق الداخلية”.
وأضافت “بعد انهاء سنوات التخصص يعمل الاطباء لسنة في المناطق الداخلية في اطار الخدمة المدنية الاجبارية التي تعوض سنة في الجيش لكلّ الاطباء بلا استثناء …القول اليوم ان الاطباء لا يعملون في المناطق الداخلية كلام فيه مغالطة لان الاطباء يعملون طوعا والمنظومة الجديدة التي ستجبرهم وتلزمهم بالعمل في المناطق الداخلية والتي تم تقديمها كأنّها حلّ لهجرة الأطباء اعتبر انها ستعمق الازمة وستدفع الاطباء الى الهجرة”.
وتابعت “لفهم سبب هجرة الاطباء علينا الغوص في عمق منظومة الصحة وقطاع الصحة العمومية وتعود هذه الاسباب أساسا الى اهتراء المرفق العمومي والبنية التحتية المخجلة وتراجع المستوى المعيشي وعدم حصول اطباء شبان على مستحقاتهم وهناك اطباء في الخدمة المدنية الاجبارية لسنة تفوق اعمارهم 30 سنة ولهم عائلات في حين ان رواتبهم لا تتجاوز في تلك السنة 700 دينار…الاطباء الذي عملوا مع وزارة الصحة في اطار عقد الجوائح في علاقة بتفشي فيروس كورونا..هناك قرابة 35 طبيبا الى حد الساعة لم يتحصلوا على مستحقاتهم “.
وواصلت “وزارة الصحة تتحدث عن الحلول في حين أنّها المساهم الأوّل في المشاكل وللجلوس مع بعضنا والتوصل الى حلّ فعّال لا سطحي يجب على كل الشركاء في قطاع الصحة العمومية تحليل الواقع للتمكن من التوصل الى منظومة حقيقية قادرة فعلا على انقاذ القطاع لا منظومة شعبوية وتبنى على منطق الاجبار التي ستساهم في تعميق الأزمة “.
وقالت حساني “الحل الوحيد لهجرة الاطباء هو تحسين ظروف العمل وتأمين المستشفيات وتحسين الظروف الاقتصادية ..لا نطلب المستحيل ولا اعتقد ان طبيبا يعمل في مستشفى محترم وفي أمان ولا يتعرض للعنف ويجد مستحقاته وأجرا محترما يختار الهجرة الى خارج البلاد “.
يُشار الى أنّ وزير الصحة علي مرابط كان قد أكّد أنه “لن يتم إجبار الأطباء على العمل لفترة 5 سنوات لكن سيتم حثهم على ذلك حتى يعيدوا لتونس القليل مما قدّمت لهم باعتبار أن تونس تدرّس أبناءها مجانا لكن دول أخرى تستفيد من تلك الدراسة” مضيفا “هذه المنظومة تقوم على مقاربة تقتضي بأنّ يقدم الأطباء الذين يتمّ تكوينهم في تونس من أموال دافعي الضرائب القليل للشعب الذي دفع لتكوينهم”.