الشارع المغاربي-قسم الاخبار: شدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد على ضرورة إعادة النظر في منظومة الصحّة العمومية، معتبرا أنّ الوضع الصحي في تونس كارثي وان “الاخطاء كثرت في المدة الاخيرة” وأنّ “التردد كان نتيجة دخول بعض اللوبيات لافساد جملة من الاجراءات” مضيفا ” الوضع الصحي في تونس كارثي والامر لا يتعلق بالجائحة بل بالتفريط تقريبا منذ التسعينات في القطاع العمومي للصحة”.
وقال سعيّد خلال اشرافه على إجتماع طارئ عقد في ساعة متأخرة من ليلة أمس بقصر قرطاج: “اليوم نجتمع للحديث عن جملة من الاجراءات التي تمّ اتخاذها والتي لم تؤد للاسف الى الهدف المنشود …نحن تقريبا في حالة حرب ضدّ فيروس كورونا وما تمّ القيام به من قبل رئاسة الجمهورية عمل مضن كلّ يوم وفي بعض الاحيان بالليل في عدد من الحالات المستعجلة او في مكالمات مع عدد من رؤساء الدول أو المسؤولين عن عدد من المنظمات الدولية”.
واضاف “نفتخر بأنّنا نعمل ليلا نهارا دون هوادة ودون انقطاع والضباط السامون في الجيش يعلمون ذلك …في بعض الاحيان يتنقلون على الساعة الواحدة صباحا وفي كل وقت للقيام بالواجب ولإغاثة عدد من المرضى أو لادخال مريض لغرفة الانعاش وما الى آخر ذلك من الأعمال الطبية التي يقومون بها ..نعقد هذا الاجتماع بعد اللقاء الذي تم لتسلم عدد من اللقاحات من الجانب الفرنسي وهناك لقاحات كثيرة اخرى مثلما اخبرني بذلك الفريق مصطفى الفرجاني وأذكر بأنّه لا فرق بين الصحة العسكرية والصحة المدنية ..نحن في حرب وهناك من يرتدي زي العسكري وهناك من يقاوم بما أمكنه من مقاومة فلا مجال للتفريق بين ما هو عسكري وما هو مدني ..نحن دولة واحدة وبالمناسبة أتوجه بالشكر الجزيل للمدنيين الى جانب العسكريين على ما قاموا به من جهد مضن كبير في ميدان البحوث ..هذا فضلا عن العمل الذي يسندون به المستشفيات والمؤسسات الصحية الاخرى واذكر هنا بالاسم مدير معهد باستور والاطارات العليا التي تفتخر بها تونس في العالم”.
وتابع “لنكن صرحاء..لماذا لم ننجح في هذه المعركة ولماذا وصلنا الى هذا الحدّ؟ لا أقول خسرنا الحرب ..قد نكون خسرنا المعركة لكن لا بد ان ننتصر في الحرب… ذلك هو اختيارنا ومصيرنا ولن نقبل أبدا بالهزيمة …اتُّخذت عديد الاجراءات على المستوى العالمي وفي المستوى الوطني ولكنها للاسف لم تؤد الى النتائج المرجوة …كان النجاح نسبيا وكانت هناك نجاحات كبيرة في عدد من المستشفبات العسكرية او المدنية ..كيف انقذوا الارواح وكان البعض منهم تقريبا في حالة احتضار ومن يشهد سكرات الموت ..انقذوا حياتهم ولكن للاسف الجائحة مازالت مستمرة وبأعداد كبيرة وهناك عدد من المواطنين لا يجدون حتى الاوكسيجين …كنت اتابع الاخبار بالنسبة لمستشفى سهلول في سوسة حول مسألة الاوكسيجين..هنا اريد ان أقول على رؤوس الملإ اننا لسنا في مجال المبارزة او المنافسة نحن في دولة واحدة ولا مجال لدول داخل الدولة الواحدة والقرار هو قانون الدولة وليس قانون وزير الصحة العمومية او وزارة الداخلية ..دولة واحدة..كثرت الاخطاء في المدة الاخيرة وللاسف كثر التردد نتيجة دخول بعض اللوبيات وأعي جيدا ما اقول لافساد جملة من الاجراءات… الوضع الصحي في تونس كارثي والامر لا يتعلق بالجائحة بل بالتفريط تقريبا منذ سنوات التسعين في القطاع العمومي للصحة”.
وواصل ” تحدثت مع وزير الصحة بالنيابة ووزير الشؤون الاجتماعية عن مستشفى الرابطة ومستشفى شارك نيكول وغيرهام من المستشفيات ..كانت افضل حال مما هي عليه اليوم ..هناك أطباء وأعرف طبيبا هو الذي يقوم بطباعة الاوراق وهو الذي يقف على اعمال البناء طبيب مختص في القلب ..كان يقف على بناء قسم ويطلب من عدد من الاطراف المساهمة في شراء بعض المعدات منها مكيفات الهواء والاسرة وما الى آخر ذلك ..منظومة الصحة التونسية لا بدّ أن نعيد النظر فيها ..هذا امر ضروري لانه لا يمكن ان نواصل بالشكل الذي بدأنا به …المسائل كثيرة ولا اريد ان احاسب احدا وليس للحساب وللمنافسة والمبارزة… وصلنا الى حدّ لا بدّ من اتخاذ اجراءات جريئة واصدقاؤنا واشقاؤنا كثيرون وآثروا على انفسهم …قالوا نقتسم معكم …بالامس الرئيس الفلسطيني قال ان الفلسطينيين يريدون التبرع لتونس “يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة” كما قال الله تعالى.. والوضع يحتاج منا الى متابعة مستمرة …لا اريد ان يكون هناك تفريق بين العسكري والمدني ..ليست الاجتماعات موجهة ضدّ الصحة المدنية وليست موجهة ضدّ القطاع الخاص ولكن المسؤولية هي المسؤولية ولا بدّ من اتخاذ القرارات التاريخية التي ننقذ بها وطننا والتونسيين والصحة والتعليم والنقل والضمان الاجتماعي من الحقوق الانسانية… الصحة والتعليم والنقل والضمان الاجتماعي ليسوا بضاعة ..هذا حق لكل مواطن ..كتبوا في الدستور فليحترموه وقالوا ان الصحة حق وتضمن الدولة الحق فلنضمن هذا الحق ..لسنا هنا للمحاسبة…اولا لنبين اننا نعمل ليلا نهارا وسنواصل العمل ليلا نهارا”.
وقال سعيّد “كيف يقبل الانسان بأن يستثمر في صحة الانسان …المرفق العمومي للصحة هو الاساس ..هناك المصحات الخاصة لمن يقدر على ذلك ولكن الصحة للمواطنين على قدر من المساواة ونتمنى رغم كل شيء الشفاء العاجل لعدد ممن يدعون في المسؤولية معرفة ..نسمع بعض الاصداء وكأنّ القضية قضية سياسية او متاجرة ..ان كنت تستطيع ان تفعل اكثر فلتفعل ..لا تهمني الارقام او النسب التي تذكر في بعض الاجهزة لسبر الآراء …يسبرون الآراء ولكني أبحث عن الحقيقة لأتحمّل المسؤولية أمام ربي وأمام الشعب واطلب الشفاء العاجل لهؤلاء لان السياسة اخلاق وقيم ومبادئ وليست متاجرة بصحة المواطنين وبتعليمهم وبالضمان الاجتماعي”.