الشارع المغاربي: جدد رئيس الحكومة احمد الحشاني اليوم الجمعة 17 نوفمبر 2023 التاكيد على تشبعه بروح الانتماء الى تونس وبالوطنية معربا عن حبه لتونس بالقول “تونس حبيبتي” معلنا من جهة اخرى عن استكمال التشاور حول مشروع تنقيح الفصل 96 من المجلة الجنائية والفصل 411 من المجلة التجارية المتعلق بالشيك بلا رصيد وعن تقدم حكومته في انجاز عدد من المشاريع والبرامج.

وقال رئيس الحكومة في خطابه لتقديم بيان حكومته حول مشروع الميزان الاقتصادي خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم بالبرلمان: ” تواجه تونس كسائر دول المنطقة والعالم تحديات جسيمة ناجمة عن تتالي الصراعات والازمات والتي نتج عنها ارتفاع في اسعار المحروقات والمواد الاولية على الصعيد الدولي كما كان للتغيرات المناخية والشح المائي تأثير واضح على الامن الغذائي والمائي للعالم ولتونس ولا يخفى عليكم انه في ظل كل هذه الظروف مرت بلادنا بسوء الحوكمة والتصرف وارتفاع المديونية والتأخّر في انجاز الاصلاحات بما عطل الاقلاع الاقتصادي ..ولكن رغم هذا الوضع فقد اثبتت تونس قدرتها على الصمود بفضل تظافر جهود مؤسسات الدولة والشركاء الاجتماعيين والفاعلين الاقتصاديين والحس الوطني للتونسيين بالاضافة الى استقرار سياسي توفر منذ جويلية 2021 ..”

واضاف “وتبعا لذلك تواصل الحكومة في مسار الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالتنسيق مع سيادة رئيس الجمهورية في اطار دولة موحدة وهو مبدا دستوري …نسعى الى استرجاع الثقة في الدولة وزرع ثقافة العمل والتفاؤل وضمان مستقبل واعد للاجيال القادمة ….والثقة هامة ….يجب ان نعيد الامل ….فقط تذكرت الان اني لما كنت في البنك المركزي التونسي وكانت هناك مناظرة وانا كنت عضوا باللجنة وبعد مرور احد المترشحين وبعد سماعه قلت un sans espoir ولا ادري كيف استحضرت تلك الكلمة ولا من اين جاءتني …ينبغي ان نعيد الامل …نحن على يقين بصواب خياراتنا الوطنية وعازمون على مواصلة هذا المسار من اجل تحقيق تطلعات الشعب التونسي.”

وتابع “لبلوغ هذا الهدف اعتمدنا رؤية تونس 2035 التي تقوم على منوال تنموي جديد يرتكر على التجديد والادماج والاستدامة من خلال المحاور الست التالية وهي :تنمية جهوية عادلة وتهيئة ترابية دامجة.. عدالة اجتماعية اساس التماسك الاجتماعي… مساواة من غير عدالة اجتماعية لا تكفي …راس المال البشري قوام التنمية المستدامة …اقتصاد المعرفة محرك الابتكار والتجديد ..اقتصاد تنافسي ومتنوع داعم للمبادرة الخاصة واخيرا اقتصاد اخضر داعم للتغيرات المناخية …”

واردف “في بعض الاحيان تراودني بعض الافكار …تخرجني من اطار الخطاب او البيان ..السيدات والسادة النواب والسيدات والسادة الوزراء… je vous confie un sentiment افشي لكم باحساس اشعر به وانا على يقين من انكم تشاطرونه معي …اريد ان اقول لكم انه ليس لدي غير انتماء واحد هو لتونس دولة وشعبا …وانا اعتقد ان من فتح عينيه في تونس ومن تربى في تونس ودرس بالمدرسة العمومية بها وعرف سواء تونس العاصمة او قفصة او تطاوين او القصرين او بنزرت او غيرها من الجهات ..تونس كبلد… علما ان هناك شيئا لا احبذه وهو الجهويات وانا على يقين من ان الجهويات ستكون مجرد ذكرى سيئة فكل من ولد في تونس ودرس بها بالمدرسية العمومية ومن خرج ولعب الكرة في الشارع كلنا مواطنون عاديون وكل هذا قمت به ومن خدم في تونس وتزوج بها وانجب اطفالا بها…عندما يحصل ان يغادر في مهمة للخارج وقد حصل معي ذلك لما كنت في البنك المركزي التونسي و اغادر في مهمة 3 او 4 ايام ولما اكون في طريق العودة اكون فرحا وكانه ينقصني الاوكسيجين … الانتماء لتونس فضل من عند ربي ..احب تونس ..احبها بلادي …تونس حبيبتي …..”

وعاد رئيس الحكومة اثر ذلك لتلاوة بيان الحكومة فقال ” .. لقد حرصنا منذ بداية تحملنا المسؤولية على ايلاء الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية اهمية قصوى وذلك باتخاذ جملة من الاجراءات في القطاع التربوي لضمان عودة مدرسية في احسن الظروف للتلاميذ والاساتذة والتقدم في مشاريع انتاج الكهرباء من مصادر الطاقات المتجددة والمصادقة على مشروع بطاقة التعريف البيومترية وجواز السفر البيومتري طبقا للمعاير الدولية في هذا المجال ..تفعيل اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية والتي قامت بحل اشكاليات مجموعة من المشاريع المعطلة في مجالات النقل والصحة والبنية التحية ومازال هناك الكثير.. واستكمال التشاور حول مشاريع النصوص المنظمة للادماج المالي ومجلة الصرف ..هذان المشروعان هامان جدا وايضا استكمال التشاور حول مراجعة القانون عدد 9 لسنة 89 المنظم للمساهمات والمنشآت العمومية وهو ايضا نص هام لحماية الدولة والاعوان …فالدولة دائما متواجدة وستبقى متواجدة ولا يباع شيء لدينا ولا يوجد هناك اعتبار اهم من الدولة والشعب وكذلك استكمال التشاور حول مراجعة الفصل 96 من المجلية الجنائية وتقدمنا وبلغنا صياغة مقبولة وسوف يقدم لكم والفصل 411 من المجلة التجارية في ما يتعلق باصدار الشيك بلا رصيد ونريد ضمان حقوق الجميع واعتقد انكم فهمتموني …وسوف يحال عليكم النص ايضا ..”

وبخصوص التدقيق في انتدابات الوظيفة العمومية قال الحشاني “اجراء تدقيق شامل لعمليات الانتداب والادماج بالوظيفة العمومية والهيئات والمؤسسات والمنشات العمومية وتكريس الادارة الجيدة بما يرفع من جودة المرافق العمومية وارساء مبادىء الحوكمة الرشيدة في جمع هياكل الدولة ونحن في حاجة لهذا …وهذا التدقيق سوف يظهر الكثير من الاشياء ..لنا مبدا المساواة بين كل التونسيين وتحدثت ايضا عن العدالة وهذا سيوضح كل شيء وسوف يظهر لماذا هناك في بعض الاحيان اخلالات في الادارة …اخلالات لانه ليس هناك كفاءة ولكن ايضا متعمدة واعتقد انكم فهمتم الرسالة …والتطهير… لانه يجب ان تعمل الادارة لفائدة البلاد والمواطن ولرفع تونس الى اعلى مستوى هذا ما نرغب فيه ..نريد ان نكون الافضل وانا لدي مثل هذا الطموح واعلم انكم تشاطرونني نفس الطموح..” واضاف “التقدم في ايجاد حلول بخصوص الاشكاليات الحاصلة في عدد من البنوك العمومية والبنوك ذات المساهمات العمومية …وهذا ايضا هام… فانا لما اعقد مجلسا وزاريا مضيق او لما سيادة الرئيس يفوض لي رئاسة مجلس الوزراء دائما بالتنسيق مع سيادة الرئيس اقول اننا نجتمع لاتخاذ قرارات والا فان ذلك لا يفيد في شيء فلا جدوى من الاجتماع للكلام ….فليس هذا مفهومي لادارة شوؤن الدولة .. ينعقد المجلس لاتخاذ قرارت ولن اذكر الامثلة ولكن يمكنكم معرفة ذلك لما تتطلعون على موقع رئاسة الحكومة ….واقول للسادة الوزراء ان مكانهم في وزاراتهم وليس في رئاسة الوزراء بل يأتون هنا لاتخاذ قرارات …. كما تم التقدم في ايجاد حلول في ما يخص المنظومات الغذائية …..وجدت ملفات عديدة وذات اهمية وطنية اقتصادية واجتماعية وهنا اريد ان اعود للتفاؤل ..لست فقط متفائلا .. تفاؤل المحارب .. نسيطر على الوضع لكن الامر يتطلب الكثير من العمل والتضحيات …التفاؤل حقيقي ولكن دائما لدي مشكلة هي اني دائم التفكير ….تونس في حاجة الينا ..سوف ياتي اليوم الذي نغادر فيه الدنيا ونكون قد خدمنا بلادنا ولا تتصوروا كم هو شرف كبير لي ان اخدم بلادي ….انا محظوظ ……”