الشارع المغاربي: اكد جوي هود سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس ان بلاده تشاطر الاتحاد الأوروبي مخاوفه في ما يخص تنامي النفوذ الصيني والروسي بتونس معتبرا ان من شأن ذلك زعزعة الاستقرار في المنطقة وفي القارة.
واوضح في حوار شامل نشرته اسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة اليوم الثلاثاء 27 اوت 2024 انه لذلك تسعى بلاده الى ان تكون تونس في وضع قوي وسيادي يسمح لها باختيار ما يطرأ على التراب التونسي وما يجب الا يطرأ متابعا بالقول “…ورئيس الجمهورية تحدث عن هذا بشكل واضح ومن بين الأشياء التي لا يريدها لتونس هو ان تكون منصة او منطلقا لعمليات عسكرية لبلدان مجاورة.”
وبسؤاله عما اذا كان ذلك مطروحا وعما اذا كان هناك طلب لتكون تونس منصة لعمليات عسكرية في بلدان مجاورة تحفّظ السفير عن الإجابة ثم قال:” منذ سنوات قليلة دخلت داعش التراب التونسي وحاولت السيطرة على مدينة بن قردان ولم يكن هذا ببعيد ولكن بفضل تدخل القوات التونسية الباسلة وبفضل التكوين الذي اممدناها به وبفضل الاستخبارات التي قدمناها الى الجانب التونسي وبفضل التجهيز الذي مكناها منه تمكنت هذه القوات الباسلة من دحر هذا التهديد ولو لم يتم ذلك لتزعز استقرار تونس ولشهدت البلاد تدخل قوات أخرى تحاول ان تستثمر او تستغل هذا الوضع خلافا لما يرجو الشعب التونسي.”
وباستفساره عما اذا كان يشير بذلك الى قوات فاغنر في ليبيا قال السفير: “نعم بالتأكيد لنا مخاوف ويساورنا قلق من تدخل قوات فاغنر ومن ورائها الكرملين في القطر الليبي وهذا التدخل يهدف الى منع توحد الليبيين ومنعهم من تشكيل حكومة تعكس احتياجاتهم وخياراتهم ويمنع العملية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة من التقدم في ليبيا وهذا نتشارك فيه مع الحكومة التونسية ولهذا السبب كان المبعوث الأمريكي موجودا على التراب التونسي وتحدث مع وزير الخارجية التونسية حول هذا الموضوع.”
ووصف السفير العلاقات التونسية الامريكية بـالعلاقات القريبة والمثمرة في الآن نفسه خاصة في مجالي التنمية الاقتصادية والأمن. مضيفا” تونس تسعى في المجال الأمني الى تصدير الاستقرار الى المنطقة”.
وتابع “بالنسبة للمساعدات العسكرية والأمنية قدمت السنة الماضية الولايات المتحدة الامريكية ما قيمته 160 مليون دولار وساعدت من خلال السفارة البحرية التونسية على انشاء مركز تكوين ببنزرت وقيمته في حدود 20 مليون دولار ومنذ ايام قليلة وافق الكونغرس الأمريكي على تقديم ما قيمته 110 ملايين دولار للقوات المسلحة التونسية في شكل مراكب بحرية طولها 65 قدما. واذكر بأننا اتممنا خلال هذا الشهر عملية بناء وتسليم مدرسة الامن الوطني بالنفيضة وقيمة الاستثمار الأمريكي في هذه المنشاة 20 مليون دولار والاستثمار من الجانب التونسي 20 مليون دولار . هذه المدرسة تمثل اكبر مركز تكوين وهي ايضا اكبر مركز تكوين تساعد الولايات المتحدة على انشائه يخص الامن كما قمنا خلال شهر ماي الماضي بتقديم طائرة شحن كبيرة من نوع سي 130 وهي سادس طائرة تقدمها الولايات المتحدة الامريكية الى القوات الجوية التونسية وهناك عزم على تقديم طائرة شحن سابعة خلال شهر سبتمبر القادم.. للتذكير تستعمل هذه الطائرات من قبل القوات الجوية في مهام إنسانية في تونس وخارجها لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة او خلال الطوارئ او الكوارث الطبيعية .لا يتسع لي الوقت لعرض كل المساعدات التي تقدمها أمريكا في مجال المعدات العسكرية لكني اود التركيز على ان لتونس والولايات المتحدة رؤية مشتركة في المجال العسكري وفق استراتيجية مشتركة وهي بسط الاستقرار والامن خارج حدود تونس وفي كامل المنطقة وان تكون هذه المعدات وهذا التكوين الذي تقدمه الولايات المتحدة متاحا أيضا لقوات دول جنوب الصحراء المتاخمة لتونس وهذا ما نقصده عندما نقول ان تونس مستعدة لتصدير الامن على المستوى الإقليمي ومستوى القارة.”