الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: تحصّلت تونس الأسبوع الفارط على قرض من المملكة العربية السعودية وصف بـ “المُيسّر” بقيمة 400 مليون دولار حوالي 1200 مليون دينار لم يتم الكشف عن نسبة الفائدة الموظفة عليه ومدة سداده إلى جانب منحة بقيمة 100 مليون دولار)حوالي 300 مليون دينار( لدعم ميزانية الدولة.
وقال سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن علي الصقر في تصريح اعلامي على هامش موكب توقيع اتفاقية التمويل الذي انتظم الخميس الفارط 20 جويلية 2023 ان الاتفاقية تهدف بالأساس الى “دعم الاقتصاد التونسي الذي سيعرف انفراجا وسيخرج من أزمته”.
ويعني حديث السفير بوضوح ان القرض سيوجّه مباشرة لسد ثغرة تمويل الميزانية وتمكين الحكومة من سداد الالتزامات المالية للبلاد لا سيما من القروض الخارجية التي تتضمّن قسطي قرض مستحقين لفائدة بلاده علما ان السفير السعودي لم يشر الى أي بُعد استثماري للقرض.
وأبرزالسفير ان دعم المملكة العربية السعودية تونس سيستمر مشيرا إلى هذا الدعم يؤكد عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين ويمثّل سعيا لفتح قنوات اضافية مهمة مع الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات العربية والدولية.
في المقابل تُفيد معطيات وزارة المالية المتعلقة بجدول خلاص الديون الخارجية للدولة التونسية لسنة 2023 ان الحكومة مطالبة خلال شهر جويلية الحالي بسداد قسط قرض للمملكة العربية السعودية. ولا تكشف المعطيات عن قيمته اذ تقتصر البيانات الرسمية على الإشارة الى سداد قسط أول من قرض سعودي في إطار دفعة سنوية في شهر جانفي المنقضي وحلول أجل خلاص القسط الثاني من نفس الدفعة في شهر جويلية الحالي.
وعلى هذا الأساس فان منح المملكة العربية السعودية لتونس قرضا جديدا الأسبوع الفارط لا يعدو فعليا ان يكون سوى عملية إعادة جدولة ديون لا غير بحكم ان وضعية المالية العمومية بتونس لا تسمح بخلاص ديونها المستحقة للمملكة التي تسعى الى ضمان الحصول على مستحقاتها.
يذكر ان تونس مطالبة الى غاية نهاية العام بسداد أقساط قروض خارجية تبلغ قيمتها اجمالا وفقا لمعطيات قانون المالية 8945 مليون دينار وتهم أساسا قسطي قروض للسعودية واقساط قروض لصندوق النقد العربي )مقره الكويت)وقسطي قرض مجمعين بالعملة الأجنبية للبنوك التونسية ) 226 مليون أورو و43 مليون دولار( وقسط قرض في السوق المالية العالمية بضمان ياباني( 22.4 مليار ين)) وسندات اوروبوندز( 500 مليون اورو(.
وكان وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار قد أدى بين 16 و20 جويلية 2023 زيارات إلى دول خليجية قادته إلى كلّ من الكويت والإمارات العربية المتحدّة والمملكة العربية السعودية وتم التأكيد رسميا على انها تتنزّل “في إطار الحرص على مزيد تمتين روابط الإخاء التي تجمع تونس بهذه الدول الشقيقة وتعزيز العلاقات الثنائية واستحثاث نسق التعاون معها في كافّة المجالات والرُقي به إلى مستوى العلاقات السياسية المتميّزة”. غير ان العديد من المراقبين في البلدان التي زارها الوزير تؤكد ان الزيارات تندرج في الواقع في اطار سعي تونس لحشد تمويلات خارجية ستخصص بشكل محقق وبالأساس لخلاص الديون الاجنبية في ظل عجز كبير لميزانية الدولة بسبب نقص التمويلات وضعف النمو ومحدودية التدفقات المالية والاستثمارية.
*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 25 جويلية 2023