الشارع المغاربي-وكالات : تواصل الجهات القضائية بالاردن الكشف عن اخطبوط علاقات الملياردير الشهير عوني مطيع وتغلغله خاصة في سلك الديوانة  وبفضل الزبونية والهدايا والاموال الطائلة التي ضخت لكبار المسؤولين لتسهيل جرائم التهريب خاصة في قضية السجائر والتبغ التي تنظر فيها النيابة العسكرية الاردنية ، بما يشبه في تفاصيلها ما تم تداوله ابان ايقاف رجال الاعمال شفيق جراية وشبكة علاقاته التي امتدت من مجلس نواب الشعب الى احزاب وحتى الى أعلى هرم صلب وزارة الداخلية وخاصة لوقع ايقاف الرجلين في تونس والاردن ، وايقاف جراية كمطيع كانت شرارة انطلاق حرب على الفساد وفق ما اعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد وايضا رئيس الوزراء الاردني.

وتناقلت وسائل الاعلام الاردنية تفاضيل بيانات وقائع الادعاء التي كشفت جوانب خفية ومثيرة وصادمة عن أساليب التحيل والقاسد المالي والاداري بالاردن الذي مكن مطيع من الاطاخة بالرئيس المدير العام للديوانة  سنة 2016 لانه كان يمثل عقبة في طريق مواصلة انشطة التهريب والاحتيال والتزوير لمطييع وفقا ما جاء بلائحة الاتهام الختامية التي احيلت اليوم الخميس 7 فيفري 2019 الى محكمة امن الدولة الاردنية.

وكشفت اللائحة عن جوانب مثيرة في العلاقة بين مطيع والمدير العام الاسبق لجهاز الديوان اللواء وضاح الحمود الذي لعب حسب التفاصيل المعلنة قضائيا دورا واضحا مع تأسيس شبكة موظفين تابعين له وباتوا يمثلون حزام مساندة وتأمين عمليات التهريب التي كان يقوم بها مطيع.

والحمود هو الراس الأكبر في قائمة المتهمين، زار وفقا للتفاصيل المتهم مطيع وتمكن من ترتيب رشوة مالية شهرية معه بمقابل نقدي وصل الى 25 ألف دينار شهريا اردني اي ما يعادل 106 الاف دينار تونسي .أما المتهم والجنرال السابق وضاح الحمود فقد سمع نصيحة مطيع وعبارته” ساعدني وما بنختلف والوظيفة لن تدوم لك “.
وبعد هذه العبارة قام الحمود بإحالة أي موظف بالديوانة يعيق أعمال مطيع غير الشرعية إلى التقاعد او نقله من موقعه، وقام أيضا بسحب العديد من دوريات التفتيش التي كانت تراقب أعمال مطيع غير الشرعية في السجائر المزورة.
وتركزت لائحة الاتهام بوضوح حول العلاقة بين مدير الديوانة الحمود والمتهم الرئيسي عوني مطيع.وتكشف افادات في الرواية الأولى المحالة للمحكمة ان مطيع والحمود اقسما على المصحف على الا يخون أحدهما الآخر، وان الثاني وعد الأول بتذليل أية عقبات تعيق تهريب السجائر من المنطقة الحرة وعدم دفع البدل الديواني.
وعلى هذا الأساس بدا الحمود بتلقي الرشاوي وتمكن من تشغيل أحدهم بالديوانة من نفس عائلته بالشبكة ذاتها مقابل حصة من الرشوة.
والأخير هو الموظف الديوانيسالم خصاونة الملقب بـ “اخطبوط ديوانة العقبة “.
وكان مطيع يحصل مسبقا على معلومات عن المداهمات الديوانية والأمنية على بضاعته ومصانعه قبل حصولها.
واجبر الحمود موظفين يتبعون ولايته عدة مرات على عدم ملاحقة حاويات من السجائر المهربة لصالح مطيع.
ويبدو ان لدى سلطات الادعاء ادلة منطقية كافية تدين المدير العام الأسبق بالرشوة.لكن لائحة الاتهام المعلنة اليوم لم تكشف عن الدور الذي يخص وزير المياه الأسبق والموقوف ايضا على ذمة نفس القضية منير عويس.

وتطالب المالية الأردنية مطيع بنحو 150 مليون دينار على الاقل تمثل قيمة تهربه الديواني من عدة صفقات .

ومطيع هو رجل أعمال أردني معروف، نال العديد من المناصب الفخرية وتولى رئاسة العديد من المؤسسات مثل رئاسة مجلس الحكماء لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب.وهرب من البلاد قبل يوم واحد من عمليات المداهمة التي قامت بها السلطات على منازل المتهمين في قضية مصانع السجائر المزورة في البلاد، كما أنه تهرب من دفع ضرائب تجاوزت 250 مليون دولار

ونُصِّب رئيساً فخرياً لنادي “الجليل” الرياضي عام 2017. كما عُرف عنه قيامه ببعض المبادرات الخيرية وتقديم المساعدات للمحتاجين.

وسبب بروز اسمه في قضية مصنع السجائر المزورة صدمة بين الأردنيين.

وكشفت صور، تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن علاقة ربطت مطيع برئيس مجلس النواب الحالي عاطف الطراونة وعدد من أعضاء المجلس، دون أن تتضح أدوار هذه الشخصيات في قضية الفساد التي “ما كان لها أن تتم دون حماية نافذين في الدولة” التي أنهكها الفساد، وفق تقارير صحفية وشخصيات معارضة.

رد الطراونة جاء سريعًا، وأعرب عن استهجانه مما وصفها بمحاولات بائسة للزج باسمه في القضية وتداول صوره مع أحد الأشخاص المتهمين بالقضية”.