الشارع المغاربي – شهادة صادمة لمواطنة من قسم الكوفيد بالقيروان

شهادة صادمة لمواطنة من قسم الكوفيد بالقيروان

قسم الأخبار

18 يونيو، 2021

الشارع المغاربي: نقل الدكتور رفيق بوجدارية رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي باريانة اليوم الجمعة 18 جوان 2021 شهادة حية لمواطنة فرض عليها البقاء بقسم الكوفيد بالقيروان للعناية بزوجها” المنجي ” قال انه نقلها عن صفحة المحامي عماد السبري ليصور ما اصبحت تعيش القيروان والاوضاع التي وصفها بالمزرية والعنيفة والمروعة في مستشفياتها ومقابرها .

وتقول زوجة المريض حسب ما ورد في التدوينة التي نقلها الدكتور بوجدارية على صفحته بموقع فايسبوك “تأكدوا انه لا وجود لقسم كوفيد بالقيروان.. ما رايته وعاينته كابوس بأتم معنى الكلمة يشبه زريبة لكن لاشيء يوحي بانه قسم بمستشفى ..لا شيء فيه صحي ..القاعة الي نام فيها ” المنجي” فيها تقريبا 15 سريرا… كلها غير شاغرة ومختلطة نساء ورجالا.. حول كل سرير شخصان او ثلاثة من عائلة المريض…. روائح اوساخ فضلات بشرية لانه لا يمكن للمريض ان يتحرك دون اوكسيجين للحظة رغم انه توجد قارورة اوكسيجين صغيرة مجعولة لهذا الغرض لكنها للاسف فارغة… وعلى المريض سامحوني في الكلمة ان يفعلها على نفسه او ان يتصرف اهله كما فعلت انا… تصوروا… امام الجميع نساء ورجالا تعاونت مع سيدة وعملنا حاجز حول الفرش بملحفة.- نهار كامل ترى كان المرضى بين الموت والحياة أجساد نحيلة صفراء اللون أنهكها المرض ونقص الاوكسيجين مع الاكتظاظ والاوساخ.”

واضافت “كل مرافق للمريض يمسك بقطعة كردونة يمروح بها على المريض الي يكون يفغّم من نقص الاوكسيجين وحرارة الطقس شهيلي والاكتظاظ بالقاعة ..اواني اكل تحت كل سرير ..مواد تنظيف… اسطل… بانوات.. وكل مرة تقوم وحدة من المرافقات وتنظف تحت وحول سرير مريضهم …ملخص الحديث ترى كل شيء بهذا القسم من بؤس وفقر وألم ومعاناة المريض والمرافق… كورونا في كل مكان وركن… ترى الموت كل لحظة وصياح وعويل… ترى الحياة تنسل من أجساد منهكة تطلب نفحة اوكسيجين فلا تجده لانه للاسف كان هناك عطب وتسرب بقنوات الاوكسيجين ولم يتفطن لهما احد لانه لا يوجد أحد اصلا وكأن الضحية موتى وضحايا.. يوم كامل من الصباح الى الليل لم أر طبيبا يسعف او يمر على المرضى… فقط اشخاص يرتدون لباس كورونا من ساسها لراسها . لا يمكنك التمييز بين المراة والرجل او الممرض وطبيب وعامل النظافة… كل مرة الاحق احدا لاطلب النجدة لزوجي لان الاوكسيجين بلغ 82 ..كل واحد يقول موش تابعني موش خدمتي وفي الاخير تفضلت واحدة واجابتني بكل حدة احمد ربي 82 ..غيره 60 او50 …كل من تستجديه او تطلب معونته يكش وينش في وجهك ولا يتوقف حتى ليسمعك… الكل يجري ويجروا علاش لا اعرف…

وتابعت وسط كل هذه المعاناة شاهدت وجها مألوفا رغم تغيرات السنين… جارة سابقة لنا ونحن شباب يعني بنت حومة وتعرفنا جيدا توجهت لها بالقول يفرحك منال المنجي تاعب وما لقيت أشكون نكلم …لم ترفع وجهها عن جهاز الكمبيوتر تتظاهر انها مشغولة ومضغوطة وقالت “يستنى”.

وختمت المواطنة شهادتها بالقول ..” في الاخير غادرت القسم وانتابني البكاء من القهر والعجز والحقرة ومن القسوة ومن كذب المسؤولين لا شيء حقيقي يصرحون به… كله كذب ومغالطة …الحقيقة الوحيدة في ذلك القسم هي الموت…. حسبنا الله و نعم الوكيل .”

من جانبه عبر الدكتور بوجدارية عن تبرمه من الوضع الذي تعيشه القيروان وكتب في مطلع تدوينته”تسقط السياسة المحتالة والمغشوشة… يسقط تعالي السلطة وأعوانها على الفقراء والمعذبين …تسقط الكرامة كشعار كاذب أمام معاناة المرضى الفقراء ويسقط كل شيء أمام المشهد المزري والعنيف والمروع في مشافي القيروان وفي مقابرها.. تسقط الفرحة أمام حزن ملأ خزانات الحزن لأجيال في مدينة ثكلى…. لله فوضت أمر القيروان …لله فوضت أمر القيروان.”


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING