الشارع المغاربي: قال شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد اليوم الخميس 19 سبتمبر 2019 في كلمة القاها خلال مؤتمر صحفي حول دور الهيئات المستقلة والمجتمع المدني والإعلام والقضاء في ضمان النزاهة والشفافية في انتخابات 2019. إنه “رغم نجاح تنظيم الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في دورها الأول، بفضل مجهودات هيئة الانتخابات وقوات الجيش والأمن وغيرها من الأطراف المتدخلة تم تسجيل إخلالات وتجاوزات وبعض الجرائم الانتخابية وملاحظات تمّ لفت نظر هيئة الانتخابات إليها بغاية التعديل والتصويب والمحافظة من محاولات الردة والتشكيك”.

وعبر شوقي الطبيب عن استغرابه من الجدل الذي أثارته مشاركة هيئة مكافحة الفساد في مراقبة المسار الانتخابي، معتبرا أن كل ما تعلق بالفساد هو من اختصاصهم حتى في فترة الانتخابات والتي يمكن أن ترصد فيها محاولات تقديم الرشاوي، ذاكرا في هذا الصدد رصد أعوان الهيئة يوم الأحد الماضي امرأة قامت في حي الرياضة بسوسة بتوزيع الأموال على الناخبين وتمّ القبض عليها من قبل قوات الأمن وإعلام وكيل الجمهورية بضرورة الاحتفاظ بها.

ودعا الطبيب “هيئة الانتخابات إلى مزيد التنسيق مع الهيئات والمجتمع المدني بعد رصد عدم وجود تكامل بينهم، معتبرا أن الهيئة لم تنسق مثلا مع الإعلام لتوضيح عدة مفاهيم منها الصمت الانتخابي الذي تم خرقه بكل وقاحة”، حسب وصفه.

وأضاف أن ذلك يعود ربما لكثرة الضغوط التي وضعت فيها هيئة الانتخابات، معتبرا أن “الإخلالات لم تؤثر ربما على النتائج وأن تواصلها يهدد المسار الانتخابي الذي هو أصلا مهدد من الإدارة العميقة والمال الفاسد والإعلام المسير وغيرها”.

وقال شوقي الطبيب ردا  على المشككين إن “الهيئة كوّنت أكثر من 50 عضوا تمّ اعتمادهم رسميا من  قبل مجلس هيئة الانتخابات”، مضيفا “أنهم وثقوا 600 مكالمة لشكايات على الرقم الأخضر المجاني للهيئة 80102222”.

وأوضح أن ابرز الخروقات التي سجلتها الهيئة نقل الناخبين باستعمال وسائل النقل الجماعي منها في منطقة باب الجديد وحي الطيران في قلب العاصمة، إضافة إلى استخدام السيارات الإدارية وخروقات لبعض العمد ورؤساء البلديات، الذين قال إنهم لم يكونوا في مستوى الثقة، مضيفا أنه تم تسجيل محاولات مترشحين اثنين أرشا ناخبين من خلال توزيع  سيارتين واموال، مؤكدا ان قاضيا كان شاهدا على ما وصفها بالـ”مهزلة”  وأنه وثّق شهادته بعدل منفذ.

وشدّد الطبيب على أن الهيئة تنظم يوم الأحد القادم 22 سبتمبر دورات تدريبية للاتحادات الجهوية للشغل بكلّ من القيروان وسوسة والمهدية والمنستير.

وأضاف أنه في إطار التقصي في الذمة المالية للمترشحين سيتمّ دعوة الوكلاء الماليين لهؤلاء للتصريح بمكاسبهم لورود معطيات تفيد بأن بعضهم استفادوا من أموال العملية الانتخابية، حسب قوله.