الشارع المغاربي: أكّد مفتي الجمهورية عثمان بطّيخ اليوم الثلاثاء 7 افريل 2020 انّه لا يجوز شرعا رفض دفن المتوفين بفيروس “كورونا” بمقابر المسلمين في صورة إتّخاذ الإحتياطات اللازمة، مشيرا الى أنّ رفض دفنهم سلوك يفتقد للإنسانية ولقيم التراحم بين الناس، مُؤكّدا أنّ عمليّة دفن ضحايا كورونا تخضع لإجراءات صارمة ولا تُشكّل أيّ تهديد لحياة الناس.

وجاء موقف مفتي الجمهورية بعد تواتر رفض دفن المتوفين بفيروس “كورونا” بعدد من المقابر رغم التزام البلديات والسلط الجهويّة بإتّخاذ كلّ الإجراءات اللازمة ومراعاة التدابير الوقائية في الدفن، وعاش اهالي الضحايا الام الفراق دون وداع وايضا محاولة البحث عن مكان يدفن فيه احباؤهم.

ونقلت صحيفة “الصباح” اليوم الثلاثاء 7 أفريل 2020 عن بطيّخ تعليقه اثر تزايد عدد المتوفين بفيروس “كورونا” ورفض البعض دفنهم في المقابر بما فرض  تدخّل القوى العامّة أحيانا، بالقول “الأمر لا يجوز ولا المنطق الشرعي أو الانساني يقبل ذلك خاصّة وأنّ هناك اجراءات صارمة اتخذتها رئاسة الحكومة  ومختلف الوزارات من بينها وزارة الشؤون الدينية والبلديات للتوقي من انتشار العدوى” مُشيرا الى أنّه تمّ إجازة عدم غسل المتوفي بكورونا والاكتفاء بفرد واحد من العائلة أو من العارفين ليقوم بصلاة الجنازة عليه من بعيد عن الدفن والى أنّه في هذه الوضعية تمت إجازة صلاة الغائب كذلك.

وبالنسبة لمن يتولون دفن المتوفي بـ”كورونا” ، قال بطيّخ “من بين الإجراءات المتخذة لمنع انتقال العدوى، تعقيم المتوفي ووضعه في كيس محكم الغلق وتعقيم التابوت في مكان خاص بمقابر المسلمين..أي ألاّ يكون قبره قريبا من بقيّة القبور وأن يكون في مكان منزوي عن بقيّة القبور مع المنع منعا باتا لدفن الميّت في قبر قديم من قبور أفراد عائلته”.

وبخصوص تخصيص مقابر للمتوفين بفيروس “كورونا”، اعتبر سماحة المفتي أنّه ” لا مٌشكل في ذلك” مُستدركا “ولكن ان توفّر مكان إضافي في المقابر العاديّة وكان بعيدا نوعا ما..فإنّه يجوز الدفن فيه دون أيّ حائل شرعي ودون أي خطر على الناس..المهمّ أن تُتخّذ الإجراءات المناسبة في الدفن” واصفا إياها بإجراءات “غير عادية واستثنائية تُراعي أوّلا عدم انتقال العدوى”.