الشارع المغاربي – غياب إدارة الممثل في المسلسلات الرمضانية

غياب إدارة الممثل في المسلسلات الرمضانية

قسم الأخبار

4 مايو، 2020

الشارع المغاربي- أنور الشعّافي: من البديهيات التي يعرفها أصحاب المهنة هي الفرق بين الممثل المسرحي ومثيله أمام الكاميرا وهذا الإختلاف يعود أساسا إلى إختلاف لغة Langage كليهما وليس إعتباطيا أن يُسمّى الممثل المسرحي في اللغة الفرنسية Comédien بينما يُسمى الممثل السنمائي أو التلفزي Acteur والفرق هو أن الممثل المسرحي تسكنه الشخصية بينما يسكن الممثل التلفزي أو السنمائي الشخصية.
المسرح هو فن طازج يُستهلك آنيا بينما السينما والتلفزة هما فنّان مُعلَّبان يستعير فيهما المتفرج عيني المخرج الذي يختار بدلا عنهم زوايا المشهد وبالتالي زوايا المشاهدة ومساحتها فيمكنه إختيار المشاهد المُقرَّبة Les plan rapprochés- وهو أمر غير مُتاح في المسرح – مما يدفع الممثل بالضرورة إلى أداء طبيعي وصادق في إيماءاته الشيء الذي لا يتوفر للممثل المسرحي الذي يلعب في إطار فضاء ركحي Espace scénique يجعل زاوية المشاهدة في مشهد شامل Plan d’ensemble وبالتالي يكون الأداء مضخّما للحركة أكثر من الإيماءة ، فلا بد أن يعي الممثل هذا الفرق في طبيعة أدائه ومن واجب المخرج التلفزي ومن مهامه توجيه ممثليه في هذا الإطار ومرافقتهم في لعب شخصياتهم لأن ما شاهدناه من بعض المقترحات الأدائية Les performances في المسلسلات هو عبارة عن إجتهادات شخصية من الممثلين المستندين إلى ما في دواخلهم من تجارب وخبرات وهو ما جعل أداء بعضهم من الذين ما يزالون في تجاربهم الأولى أداءً مسرحيا أمام الكاميرا ودفع بالبعض الآخر إلى إعتماد قوالب جاهزة قدّموها في مسلسلات سابقة على إختلاف شخصياتها.
الإخراج التلفزي ليس تقنية فحسب ، ليس حركة كاميرا وزوايا تصوير وإضاءة و تقطيع و تركيب بل هو بالأساس وعيا بتفاصيل الشخصية وبيداغوجيا إدارة الممثل ، فامتلاك التقنية لوحدها قد تصنع كمالا تقنيا Une perfection technique لكنه بارد بلا روح وصنعة بتصنّع ، وهي نقطة ضعف أغلب مُخرجينا في السينما والتلفزة.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING