الشارع المغاربي: دعا رئيس الجمهورية المؤقت السابق المنصف المرزوقي مؤسسات الدولة الى الوعي بـ”خطورة” رئيس الجمهورية قيس سعيد والى تحمل مسؤولياتها في دعوة ضمنية للتمرد عليه ذاكرا بالاساس المؤسستين الامنية والعسكرية والمؤسسة القضائية مشددا على ان دور هذه المؤسسات هو الحفاظ على تونس داعيا قيس سعيد الى الاستقالة أو أن يُقال . وقال إنّ محاربة الفساد “ماعون صنعة” واتهم قيس سعيّد بالفساد مشيرا الى أنّه حنث بعد ان اقسم على حماية الدستور وكذب على التونسيين مبرزا انّ ما يقوم رئيس الجمهورية هو اتمام لعملية اجهاض الثورة التي قال انها ستتم مع نهاية الدستور .

وقال المرزوقي خلال مداخلة له على قناة “الجزيرة” ببرنامج “بلا حدود” مساء يوم امس : ” لم نحقق الى الآن الاستقرار السياسي …كانت هناك 3 حكومات بمعدل حكومة كل سنة وللاسف في عهد الباجي قائد السبسي كانت هناك 3 حكومات وفي عهد قيس سعيد كانت لدينا حكومتان والآن نحن بلا حكومة وقد سرّع رئيس الجمهورية الحالي في عدم الاستقرار السياسي بكيفية غير مسبوقة “.

واضاف “ما اراه اليوم واخشى ما اخشاه هو ان هذا الرجل دفع تونس الى مرحلة من عدم الاستقرار السياسي غير مسبوقة يعني انه زاد الطين بلة وضاعف عدم الاستقرار عشرات المرات وهذا ما يؤدي الى الخوف على مستقبل تونس لانه مرة اخرى في غياب الاستقرار السياسي لا ازدهار ولا استثمار ومن يصفقون له سيتذكرونني عندما تأتي الازمة الاقتصادية التي تستفحل بسرعة رهيبة”.

وتابع “ما يقوم به قيس سعيد الآن هو اتمام لعملية اجهاض الثورة التي بدأت للاسف الشديد لما دعمت حركة النهضة رئيس الثورة المضادة ضدي في انتخابات 2014…لم يبق من الثورة الا الدستور واتمام الاجهاض يكون مع نهاية الدستور وعند النظر الى من هم وراء قيس سعيد نجد نفس المحور، انظمة الامارات والسعودية ومصر وهذه الانظمة هي التي حاربت الثورة العربية واجهضتها في سوريا بالحرب الاهلية وفي اليمن وفي ليبيا وفي مصر بالانقلاب والان في تونس بهذا الانقلاب على الدستور …لا يمكن فهم ما يحدث في تونس الا بوضعه في اطاره العربي وهو ان هؤلاء العرب محرومون من الديمقراطية ومن انظمة غير فاسدة ..يجب ان يعودوا دائما تحت ريادة الزعيم والقائد الاوحد والمخابرات والاعلام الفاسد “.

وواصل “ما حدث الان يبين انهم يريدون تصفية الثورة العربية التي انطلقت في تونس…تونس ليست لقمة سائغة وستكتشفون أنّه من الصعب جدا عليكم العودة بنا الى المربع الاول”.

وقال “قصة محاربة الفساد انا اعرفها جيدا …ماعون صنعة …اي سياسي يريد ان يشتغل يشتغل بهذا “الماعون” .. أوّل من حارب الفساد هي الثورة ..اخذنا السلطة سنة 2011 وصادرنا 308 مؤسسات فاسدة وبعثنا الى البرلمان قانون “من اين لك هذا ؟ ” واخرجنا قائمة الفاسدين للاعلام…يعني نحن بدأنا الحرب على الفساد وكلّفتني انا شخصيا هذه الحرب مكاني في قصر قرطاج وقد تجند ضدي الاعلام الفاسد لانّه لم يغفر لي فضح الاعلاميين الفاسدين”.

واضاف المرزوقي “بعد كل هذه السنوات انا مقتنع تمام الاقتناع بأن الحرب على الفساد خاسرة مسبقا لانها مطروحة بشكل خاطئ لأن الفساد نخر كل مؤسسات المجتمع للأسف الشديد وهذا الفساد هو من القمة الى القاع ومحاربته لا تكون بالعنتريات والابطال وبوضع بعض الناس في السجون وانما تكون باصلاح جذري للمنظومة السياسية والاقتصادية والتعليمية والتربوية والاخلاقية”.

وتابع “الفساد هو ارث 60 سنة من الحكم الفردي لبن علي وبورقيبة…الفساد ليس فقط مالي …الاستبداد فساد..ان يأتي شخص ويقول انا ربكم الاعلى وعليكم الخضوع لي وانتم كلكم خونة فهذا فساد والكذب فساد..هذا الرجل (سعيد) حنث بوعده ووضع يدع اليمنى على الدستور وقال سأحمي هذا الدستور وحنث….اذن هذا فساد وادعى انه تعرض لمحاولة اغتيال وتسميم وهذا كذب وفساد”.

وبخصوص ان كان يشكك في نظافة يد قيس سعيد ، قال المرزوقي : “النظافة المادية انا الذي ادخلتها لقصر قرطاج وليس هذا هو المقياس …النظافة ايضا هي عدم الكذب على الناس وهذا الرجل كذب على الشعب عندما قال ان هناك محاولة لتسميمه وهي لم تحدث وكذب عندما قال انه مع الدستور بينما هو يكذب”.

وواصل “محاربة الفساد مسرحية ومن هم في السجون الآن ليسوا كبار الحيتان بل هم نواب مثل ياسين العياري …لماذا سارع بوضع ياسين العياري في السجن وهو نائب ولم يسارع مثلا بوضع كمال اللطيف” .

وتابع “اريد ان انبه التونسيين الى أن هذه سحابة دخان والى ان عليهم النظر الى الحقيقة…نحن بحاجة الى الاستقرار السياسي والى دولة القانون والمؤسسات لتحقيق الاستثمار الداخلي والخارجي حتى نعيد المكينة الاقتصادية وحتى نخرج مئات الالاف من الفقر”.

وانتقد المرزوقي ما اعتبره غياب سياسات واضحة ومشروع متكامل لقيس سعيد واستند في ذلك الى الخطاب الاخير لسعيد خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من أساتذة القانون الدستوري وحديثه عن الحكومة . وابرز ان ” رجل الدولة انتفض لدى قيس سعيد عند الحديث عن الحكومة” . واعرب عن استغرابه من “دعوات التسريع بتشكيل حكومة.. سعيد يقول ان الاهم هو السياسة التي ستتبعها الحكومة يعني هو ليس له مشروع ولا سياسيات”.

وشدد على ان حديث قيس سعيد كشف على رؤوس الملاء انه ليست له اي سياسة معتبرا ان ذلك شيء مخيف وتابع مفسرا” عندما كنت رئيسا كانت تصلني كل صباح التقارير الامنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية يعني من هو في ذلك المنصب هو اكثر من يعرف مشاكل تونس ويعرف تشخيصها “.

واكد المرزوقي ان ” الجميع” رفضوا قبلول ترؤس الحكومة وقال في هذا الاتجاه” لم يقبل احد ان يجاريه لانه ليست له سياسة وافكاره هلامية ومشروعه هو ديقراطية شعبوية لم تجرب الا في ليبيا”.

واضاف” غيرت موقفي واتحدث وانا ازن كل كلماتي وعلى قناعة مطلقة بأنّ هذا الرجل يشكل خطرا داهما على تونس وبأنّ بقاءه في السلطة سيفاقم الازمة بكيفية لم يسبق لها مثيل وسيؤدي بتونس الى كارثة…يجب عليه ان يستقيل او يُقال…واضح من كلامه انه اصم ابكم عن كل الاقتراحات مثل تلك التي اقدمها له انا شخصيا رغم اني شخص ليست له مصالح او طموحات ” .

واضاف متحدثا عن النهضة بشكل مسقط” انا اكثر ضغينة على النهضة وعلى قيادييتها واعتبر انها مسؤولة عن كل المصائب التي تعيشها البلاد لكني لا اقبل ان يصفها بالخونة .. هذا تحريض على قتلهم وسفك دمهم”.

وتابع” اقولها مرة اخرى للاسف .. التاريخ يعيد نفسه .. قلتها عن بن علي واعيدها اليوم عن قيس سعيد ..الرجل لا يصلح ولا يصلح .. يجب على شعب المواطنين وعلى مؤسسات الدولة العسكرية والامنية والقضائية ان تتحمل مسؤولياتها ..هناك دعوات للنزول للشارع…ادعو لمظاهرات سلمية في اطار القانون والتحضر خلافا لتحركات انصار قيس سعيد وما تضمنت من سب وشتم”.

وأضاف في دعوة واضحة للتمرد على قيس سعيد ” ادعو المؤسسات العسكرية والامنية والقضائية لأن تعي بخطورة الرجل الذي بامكانه ان يتسبب في كارثة بعد بضع اشهر .. تونس ستصبح دولة مفلسة ولن يجد المواطن ربما ابسط الاساسيات.. وضعنا سيكون مثل وضع لبنان ….اطالب مؤسسات الدولة بتحمل مسؤوليتها للحفاظ على تونس او عدم طاعة من نكث بعهده ..اعتبره رئيسا غير شرعي .. اتحمل مسؤليتي والتبعات الخطيرة لتصريحاتي”.