الشارع المغاربي – قدم في الجنّة وأخرى في النار: "البابا" يوسف الزواوي يتقاعد على بنك "منتخب الصغار"

قدم في الجنّة وأخرى في النار: “البابا” يوسف الزواوي يتقاعد على بنك “منتخب الصغار”

قسم الرياضة

26 فبراير، 2021

الشارع المغاربي – قسم الرياضة: على‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬ودون‭ ‬سابق‭ ‬إشعار‭ ‬أعلنت‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬رسمي‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬انطلاق‭ ‬المدرّب‭ ‬الوطني‭ ‬الجديد‭ ‬لمنتخب‭ ‬الأًصاغر‭ ‬‮«‬2003‮»‬‭ ‬في‭ ‬مباشرة‭ ‬مهامه‭ ‬رسميا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المقاليد‭ ‬الفنّية‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬بلاغها‭ ‬المقتضب‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬تحضيرات‭ ‬المنتخب‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬ستؤثّث‭ ‬تركيبة‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الصاعد‭ ‬والواعد‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬لتشكيل‭ ‬المنتخب‭ ‬الأوّل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬

المهمّ‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬هذا‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬التحضيرات والتربصات‭ ‬وقائمة‭ ‬اللاعبين‭ ‬المدعوين‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬على‭ ‬الأٌقلّ‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬فإنّ‭ ‬الأمر‭ ‬الملفت‭ ‬للانتباه‭ ‬حقا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شكّ‭ ‬يتعلّق‭ ‬باسم‭ ‬الناخب‭ ‬الوطني‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬تمّ‭ ‬تعيينه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمّة‭ ‬وبهذا‭ ‬التكليف‭ ‬الذي‭ ‬يلامس‭ ‬في‭ ‬رمزيته‭ ‬سقف‭ ‬التشريف‭… ‬الحديث‭ ‬هنا‭ ‬يخصّ‭ ‬قيدوم‭ ‬المدرّبين‭ ‬وشيخهم‭ ‬المبجّل‭ ‬يوسف‭ ‬الزواوي‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬وبقدرة‭ ‬قادر‭ ‬وبعد‭ ‬بطالة‭ ‬فنية‭ ‬إجبارية‭ ‬بحكم‭ ‬تقدّم‭ ‬مداركه‭ ‬الفنية‭ ‬والعقلية‭ ‬في‭ ‬السنّ‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬جديد‭…‬

يوسف‭ ‬الزواوي‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬عتيا‭ ‬ويحتفل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بمرور‭ ‬75‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬‮«‬تأسيسه‮»‬‭ ‬سيكون‭ ‬هو‭ ‬المدرّب‭ ‬الجديد‭ ‬لمنتخب‭ ‬الأصاغر‭ ‬وسيكون‭ ‬ربّان‭ ‬هذه‭ ‬السفينة‭ ‬التي‭ ‬بالكاد‭ ‬بدأت‭ ‬تغادر‭ ‬ميناء‭ ‬الطفولة‭ ‬باتجاه‭ ‬شاطئ‭ ‬‮«‬الرجولة‮»‬‭… ‬وقد‭ ‬اختارت‭ ‬الجامعة‭ ‬مكافأته‭ ‬على‭ ‬سنوات‭ ‬السمع‭ ‬والطاعة‭ ‬بتكليفه‭ ‬بهذه‭ ‬الخطّة‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬سنّ‭ ‬اليأس‭ ‬الكروي‭ ‬بمأمورية‭ ‬جديدة‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬المرّة‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬فسحة‭ ‬تقاعد‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬تفكير‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬تنصيب‭ ‬كفاءة‭ ‬فنيّة‭ ‬قديرة‭ ‬وصاحبة‭ ‬تجارب‭ ‬تدريبية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الفتيّ‭ ‬أمرا‭ ‬صائبا‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬السنّية‭ ‬تستحق‭ ‬قيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬ورصينة‭ ‬وتستحق‭ ‬مدرّبا‭ ‬كبيرا‭ ‬وبمواصفات‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬أنّ‭ ‬الاستنجاد‭ ‬بمدربي‭ ‬الصفّ‭ ‬الثاني‭ ‬لم‭ ‬يعط‭ ‬ثماره‭ ‬بدليل‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصواب‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنّ‭ ‬بناء‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬فنيّة‭ ‬وأكاديمية‭ ‬صحيحة‭ ‬ضمانة‭ ‬كافية‭ ‬لميلاد‭ ‬منتخب‭ ‬عتيد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬يكون‭ ‬قوامه‭ ‬وعتاده‭ ‬من‭ ‬عناوين‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬ننتظر‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭… ‬ولكن‭ ‬المدرّب‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬المفهوم‭ ‬الفنّي‭ ‬والأكاديمي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬التقدّم‭ ‬في‭ ‬السنّ‭ ‬وتعدّد‭ ‬التجارب‭ ‬والانجازات‭ ‬وهو‭ ‬الخلط‭ ‬الذي‭ ‬وقعت‭ ‬فيه‭ ‬الجامعة‭ ‬أو‭ ‬ربّما‭ ‬التعلّة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬لتمرير‭ ‬قرار‭ ‬التنصيب‭ ‬الغريب‭…‬

التفكير‭ ‬في‭ ‬يوسف‭ ‬الزواوي‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬دونا‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬ليس‭ ‬جريمة‭ ‬تسأل‭ ‬عنها‭ ‬الجامعة‭ ‬فالرجل‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬العناوين‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬التونسية‭ ‬ولكن‭ ‬المنطق‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬التفكير‭ ‬هذه‭ ‬المرّة‭ ‬على‭ ‬الأقلّ‭ ‬في‭ ‬أسماء‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬كلّ‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬الزواوي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬العيش‭ ‬فيه‭ ‬ممكنا‭ ‬ومتاحا‭ ‬فالرجل‭ ‬ورغم‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نشك‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬إمكاناته‭ ‬وكفاءته‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الاسم‭ ‬المناسب‭ ‬للمكان‭ ‬المناسب‭ ‬لعدّة‭ ‬اعتبارات‭ ‬أوّلها‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬قطيعة‭ ‬كليّة‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬وطقوسه‭ ‬التدريبية‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬طاقات‭ ‬وإمكانات‭ ‬مواهب‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬أحفاده‭ ‬وهو‭ ‬ثانيا‭ ‬بلغة‭ ‬السنّ‭ ‬وبقانون‭ ‬الطبيعة‭ ‬بات‭ ‬غير‭ ‬متاح‭ ‬ذهنيا‭ ‬وبدنيا‭ ‬وخارج‭ ‬نطاق‭ ‬الخدمة‭ ‬وثالثا‭ ‬وهذا‭ ‬الأهمّ‭ ‬فهو‭ ‬ناخب‭ ‬وطني‭ ‬متعاقد‭ ‬مع‭ ‬عناوين‭ ‬الفشل‭ ‬بامتياز‭ ‬ومروره‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المنتخب‭ ‬يكفي‭ ‬مؤونة‭ ‬التعليق‭ ‬وحتى‭ ‬تكليفه‭ ‬بحقيبة‭ ‬الادارة‭ ‬الفنية‭ ‬صلب‭ ‬الجامعة‭ ‬لم‭ ‬يؤت‭ ‬أكله‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مجرّد‭ ‬ديكور‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬شاهد‭ ‬زور‭… ‬ومن‭ ‬يعرف‭ ‬يوسف‭ ‬الزواوي‭ ‬جيّدا‭ ‬يعرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬أنّ‭ ‬الرجل‭ ‬ليس‭ ‬صاحب‭ ‬مواقف‭ ‬صاخبة‭ ‬ولا‭ ‬صاحب‭ ‬قرارات‭ ‬حاسمة‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬له‭ ‬صوتا‭ ‬عاليا‭ ‬الاّ‭ ‬عند‭ ‬مراسم‭ ‬التقييم‭ ‬و»التفيلم‮»‬‭ ‬حينها‭ ‬فقط‭ ‬يستعيد‭ ‬‮«‬البابا‮»‬‭ ‬عنوانه‭ ‬ويطلق‭ ‬لسانه‭ ‬وعنانه‭ ‬لجلد‭ ‬المغضوب‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬الجامعة‭ ‬والمنتخب‭ ‬والجميع‭ ‬يتذكّر‭ ‬مروره‭ ‬الباهت‭ ‬بالإدارة‭ ‬الفنية‭ ‬للجامعة‭ ‬وما‭ ‬حصل‭ ‬قبلها‭ ‬خلال‭ ‬كاستينغ‭ ‬اختيار‭ ‬المدرّب‭ ‬الوطني‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬القرار‭ ‬يتأرجح‭ ‬بين‭ ‬نبيل‭ ‬معلول‭ ‬وخالد‭ ‬بن‭ ‬يحيى‭.‬

الخوض‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬يوسف‭ ‬الزواوي‭ ‬التدريبية‭ ‬ليس‭ ‬استنقاصا‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الرجل‭ ‬الفنيّة‭ ‬ولا‭ ‬تهكّما‭ ‬على‭ ‬ثراء‭ ‬محطاته‭ ‬الرياضية‭ ‬ولكن‭ ‬الرجل‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السنّ‭ ‬المتقدّمة‭ ‬جدّا‭ ‬جدّا‭ ‬استهلك‭ ‬نفسه‭ ‬ونفذ‭ ‬رصيده‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬رجل‭ ‬المرحلة‭ ‬وكان‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬جامعة‭ ‬الجريء‭ ‬تكريمه‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنصيبه‭ ‬في‭ ‬خطّة‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬كلّ‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الميادين‭ ‬وعن‭ ‬بنك‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬خاصة‭ ‬الفتيّة‭ ‬منها‭ ‬التي‭ ‬تستحقّ‭ ‬اسما‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬احتوائها‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬وليس‭ ‬مدرّبا‭ ‬قادما‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬جدّا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنه‭ ‬هؤلاء‭ ‬سوى‭ ‬بعض‭ ‬الذكريات‭ ‬وبعض‭ ‬البطولات‭ ‬العابرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬مخيّلة‭ ‬أًصحابها‭.‬

الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنّ‭ ‬الزواوي‭ ‬لم‭ ‬يرفض‭ ‬الهديّة‭ ‬بل‭ ‬برّر‭ ‬قبوله‭ ‬بهذه‭ ‬المهمّة‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تعد‭ ‬إضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬لمسيرته‭ ‬الطويلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬صلب‭ ‬الإدارة‭ ‬الفنية‭ ‬الوطنية‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬يعد‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬التكوين‭ ‬وهو‭ ‬النقطة‭ ‬المفصلية‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬اللاعب‭ ‬التونسي‭ ‬والأجنبي‭ ‬موضّحا‭ ‬أنه‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تولّي‭ ‬مهمته‭ ‬الجديدة‭ ‬فقد‭ ‬أجرى‭ ‬تربصات‭ ‬بألمانيا‭ ‬واسبانيا‭ ‬ومحور‭ ‬هذه‭ ‬التربّصات‭ ‬كيفية‭ ‬الإحاطة‭ ‬بلاعبي‭ ‬النخبة‭. ‬وهذه‭ ‬التصريحات‭ ‬تكشف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬البابا‭ ‬يوسف‮»‬‭ ‬متحمّس‭ ‬ومتعطّش‭ ‬جدّا‭ ‬لخوض‭ ‬هذا‭ ‬التحدّي‭ ‬الجديد‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬حقّه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شيخا‭ ‬بقلب‭ ‬شاب‭ ‬وطموح‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقّ‭ ‬الجامعة‭ ‬احتكار‭ ‬هذه‭ ‬المناصب‭ ‬وتخصيصها‭ ‬فقط‭ ‬لأبناء‭ ‬الدار‭… ‬

رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬وديع‭ ‬الجريء‭ ‬وفّر‭ ‬كل‭ ‬ظروف‭ ‬النجاح‭ ‬للمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬ماديا‭ ‬وتنظيميا‭ ‬ولوجيستيا‭ ‬ومن‭ ‬يتابع‭ ‬جيّدا‭ ‬تحرّكات‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬فالجريء‭ ‬أكثر‭ ‬المقتنعين‭ ‬بأن‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬بكل‭ ‬أصنافها‭ ‬هي‭ ‬واجهته‭ ‬المفضلة‭ ‬والمحبّذة‭ ‬لتمرير‭ ‬نجاحاته‭ ‬وتلميع‭ ‬صورته‭ ‬الناصعة‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬يضع‭ ‬كل‭ ‬امكانيات‭ ‬الجامعة‭ ‬تحت‭ ‬تصرّف‭ ‬الأطر‭ ‬الفنّية‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬التتويجات‭ ‬والنجاحات‭ ‬ولكن‭ ‬الجريء‭ ‬رغم‭ ‬يقظته‭ ‬وفطنته‭ ‬فاته‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنّ‭ ‬صكوك‭ ‬الغفران‭ ‬والنجاح‭ ‬ليست‭ ‬حكرا‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المرابطين‭ ‬صباحا‭ ‬مساء‭ ‬تحت‭ ‬أسوار‭ ‬الجامعة‭ ‬والمصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬تقتضي‭ ‬أحيانا‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وصفة‭ ‬النجاح‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬جدران‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬والمنتخب‭ ‬ليس‭ ‬طوافا‭ ‬أصمّا‭ ‬وليس‭ ‬طقوسا‭ ‬من‭ ‬السمع‭ ‬والطاعة‭ ‬والمنتخب‭ ‬هو‭ ‬كذلك‭ ‬ليس‭ ‬يوسف‭ ‬الزواوي‭ ‬حتى‭ ‬يرقص‭ ‬على‭ ‬بنكه‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬وكأنه‭ ‬فارس‭ ‬عصره‭ ‬وكل‭ ‬العصور‭ ‬ثمّ‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬يوسف‭ ‬هو‭ ‬عزيز‭ ‬علينا‮»‬‭… ‬فهل‭ ‬ضاق‭ ‬رحم‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬لتبقى‭ ‬الكراسي‭ ‬حكرا‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬عرّابي‭ ‬الفشل‭…‬؟

نُشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ 23 فيفري 2021


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING