الشارع المغاربي – على‭ ‬أي‭ ‬قدم‭ ‬هذا‭ ‬الرقص‭ ‬اللغوي‭ ‬الرئاسي؟‭!‬ /بقلم: صالح مصباح

على‭ ‬أي‭ ‬قدم‭ ‬هذا‭ ‬الرقص‭ ‬اللغوي‭ ‬الرئاسي؟‭!‬ /بقلم: صالح مصباح

قسم الأخبار

28 يوليو، 2023

الشارع المغاربي: صار‭ ‬اليوم‭ ‬مأثورا‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬التونسية‭ ‬الرقصُ‭ ‬على‭ ‬حبال‭ ‬الكلام‭. ‬فهو‭ ‬يلائم‭ ‬قسرا‭ ‬بين‭ ‬الألفاظ‭ ‬والجمل‭ ‬وإن‭ ‬تنافرت‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬وضعها‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬دلالاتها‭. ‬وقد‭ ‬استقر‭ ‬ذلك‭ ‬لديه‭ ‬سمةً‭ ‬دائمة،‭ ‬وترجمانا‭ ‬لِبِنيَة‭ ‬ذهنية‭ ‬بمقتضاها‭ ‬يخاطب‭ ‬التونسيين‭ ‬ويدير‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬ويطلق‭ ‬المواقف‭ ‬والآراء،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الرقص‭ ‬على‭ ‬قَدَم‭ ‬الأسئلة‭ ‬الحاضرة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عنده‭ ‬مقام‭ ‬الرقص‭ ‬على‭ ‬قَدَمِ‭ ‬الأجوبة‭ ‬الغائبة‭. ‬

1/‬الرقصة‭ ‬الأولى‭:‬ ملف‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬تونس

في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬قال‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬جويلية‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭:”‬نحن‭  ‬أفارقة‭ ‬ونعتز‭ ‬بانتمائنا‭ ‬الإفريقي‭  ‬نجير‭ ‬مَن‭ ‬يلجأ‭ ‬إلينا،‭ ‬ولكن‭ ‬نرفض‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬لا‭ ‬أرض‭ ‬عبور‭ (‬كذ‭) ‬ولا‭ ‬أرض‭ ‬توطين‭”‬،‭ ‬لأنّ‭” ‬قيمنا‭(…) ‬ترفض‭(…) ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفقراء‭ ‬والبؤساء‭ ‬والمهجّرون‭(‬كذا‭)”‬‭.‬

ويظهر‭  ‬إيقاع‭ ‬الرقص‭ ‬على‭ ‬الألفاظ‭ ‬المتنافرة‭ ‬والجمل‭ ‬المتضادة‭ ‬في‭ ‬قوله‭:”‬نجير‭ ‬من‭ ‬يلجَأ‭ ‬إلينا‭”. ‬ويظهر‭ ‬التضادُّ‭ ‬بين‭ ‬فعل‭” ‬نُجير‭” ‬المسند‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬وفعل‭”‬يلجأ‭” ‬المستند‭ ‬إلى‭ ‬المستجيرين‭”. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬لمواطني‭ ‬الدول‭ ‬حركة‭ ‬بينها‭ ‬ثلاثية‭ ‬العناوين‭ ‬وهي‭ ‬السياحة‭ ‬والهجرة‭ ‬واللجوء‭. ‬وليس‭ ‬منها‭ “‬إجارة‭” ‬المستجير‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬قبلية‭ ‬المرجعية‭. ‬لكن‭ ‬قبول‭ “‬اللاجئ‭” ‬هو‭ ‬من‭ ‬مرجعيات‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭. ‬فالرقص‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬مشدودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وعلى‭ ‬أخرى‭ ‬مُنزّلة‭ ‬في‭ ‬مرجعها‭.‬

وسواء‭ ‬كان‭ ‬قبول‭ ‬الوافدين،‭ ‬مستجيرين‭ ‬بنا‭ ‬أو‭ ‬لاجئين‭ ‬إلينا،‭ ‬فإنهم‭ ‬في‭ ‬الحالين‭ ‬مقيمون‭ ‬إقامة‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تختلف‭ ‬وجوبا‭ ‬عن‭”‬التوطين‭”. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لنفيه‭ ‬أن‭ ‬تونس‭”‬أرض‭ ‬توطين‭” ‬لهؤلاء‭ ‬الوافدين‭. ‬ولا‭ ‬معنى‭ ‬أيضا‭ ‬لنفيه‭ ‬أنها‭” ‬أرض‭ ‬عبور‭”‬،‭ ‬لأننا‭ ‬نعاين‭ ‬يوميا‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬حركة‭ “‬عبور‭”‬‭ ‬دؤوبة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتخللها‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬لا‭ ‬يتصورها‭ ‬أي‭ ‬خيال‭ ‬مرضي‭ “‬صادي‭”.‬

فهؤلاء‭ ‬الضحايا‭ ‬هم،‭ ‬بمنطق‭ ‬ذاك‭ ‬الخطاب‭ ‬الرئاسي،‭ ‬مرحّب‭ ‬بهم‭ ‬باسم‭ ‬الإجارة‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أولى‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لتوطينهم،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثالثة‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لعبورهم‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭. ‬فما‭ ‬هو‭ ‬إذًا‭ ‬مصيرهم‭ !‬؟‭ ‬فحيرة‭ ‬الرقص‭ ‬ها‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬قُعُود‭  ‬ولا‭ ‬حركة‭. ‬

2/‬الرقصة‭ ‬الثانية‭:‬ هاجس‭ ‬الإنتخابات

في‭ ‬الخطاب‭ ‬نفسه‭ ‬جدّد‭ ‬سعيد‭ ‬رفضه‭ ‬لتهمة‭ ‬العنصرية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬عليه‭ ‬الخارج،‭ ‬لما‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬21‭ ‬فيفري‭ ‬باحتمال‭ ‬أن‭ ‬يهدد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوافدون‭ “‬التوازن‭ ‬الديمغرافي‭”‬في‭ ‬بلادنا‭.  ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬الإتهام‭ ‬الآتي‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬قال‭:”‬اعتقد‭ ‬مَن‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتركها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقتَنِصها‭ ‬ليحقق‭ ‬مآرب‭ ‬استعدادا‭ ‬للإنتخابات‭” ‬الرئاسية‭. ‬وقوله‭:”‬مَن‭ ‬في‭ ‬الداخل‭” ‬هو‭ ‬تخصيص‭ ‬تمييزي‭ ‬مقابل‭ “‬الخارج‭”‬الذي‭ ‬أشاع‭ ‬تلك‭ ‬التهمة‭.‬

وتبعث‭ ‬عناصر‭ ‬هذا‭ ‬السّجلّ‭ ‬اللغوي‭ ‬على‭ ‬استنتاجات‭ ‬ثلاثةٍ‭ ‬كامنةٍ‭ ‬الأصول‭ ‬في‭”‬لاَوعيه‭” ‬وفي‭ ‬وعيه‭ ‬كمونا‭ ‬شَفَّ‭ ‬عنه‭ ‬رقصُه‭ ‬بين‭ ‬الألفاظ‭. ‬الاستنتاج‭ ‬الأول‭ ‬أنّ‭”‬الخارج‭” ‬هو‭ ‬عنده‭ ‬مُحدِّد‭ ‬انتخابي‭ ‬في‭”‬الداخل‭” ‬أو‭ ‬مؤثّر‭. ‬فهل‭ ‬بهذا‭ ‬التحديد‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬فاز‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2019‭ !‬؟

الاستنتاج‭ ‬الثاني‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬الأفارقة‭ ‬هو‭ ‬عند‭ ‬سعيد‭ ‬شأن‭ ‬يتماسك‭ ‬فيه‭ ‬الخارج‭ ‬والداخل‭ ‬تماسكا‭ ‬ذا‭ ‬تبعات‭ ‬انتخابية‭ ‬قادمة‭. ‬فهل‭ ‬استرضى‭ ‬في‭ ‬الملفِّ‭ ‬نفسِه‭ ‬الخارجَ‭ ‬الأوروبي‭ ‬اليوم‭ ‬لينال‭ ‬منه‭ ‬دعما‭ ‬انتخابيا‭ ‬غدا،‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬أسقط‭ ‬هذه‭ ‬الحسبة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬خاطره‭ ‬على‭ ‬مَن‭”‬في‭ ‬الداخل‭” ‬المعلوم‭ ‬لديه‭ ‬كما‭ ‬سنرى،‭ ‬والذي‭ ‬أغضبه‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ “‬اقتناصا‭”‬لِغضبَ‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬أجل‭”‬مآرب‭” ‬انتخابية‭ ‬قادمة‭ !‬؟‭. ‬فهل‭ ‬المحلل‭ ‬له‭ ‬محرّم‭ ‬على‭ ‬على‭ ‬غيره‭ ‬وإنْ‭ ‬بمنطق‭ ‬الإشتباه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬دليل‭ ‬له‭.‬

الاستنتاج‭ ‬الثالث‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المعقد‭ ‬لا‭ ‬تشغله‭ ‬منه‭ ‬أبعادُه‭ ‬الأمنية‭ ‬ولا‭ ‬الإنسانية‭ ‬ولا‭ ‬المجتمعية‭. ‬إنما‭ ‬الذي‭ ‬يشغله‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬تبعاته‭ ‬الإنتخابية‭ ‬القادمة‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭. ‬فهل‭ ‬انتخبه‭ ‬التوتسيون‭ ‬ليدير‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وغيره‭ ‬اهتداءً‭ ‬بمصالحمهم‭ ‬الحياتية‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬اهتداءً‭ ‬بمصالحه‭ ‬الإنتخابية‭ ‬الخاصة‭!‬؟

3/‬الرقصة‭ ‬الثالثة‭ : ‬شبح‭ ‬عبير‭ ‬موسي

قال‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬نفسه‭:”‬من‭ ‬المفارقات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أنهم‭ ‬يرفضون‭ ‬الإنتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬ويتهافتون‭ ‬على‭ ‬الإنتخابات‭ ‬الرئاسية‭”. ‬وإنّ‭ ‬الضمير‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬على‭” ‬الحرب‭ ‬الدستوري‭ ‬الحر‭”‬عودا‭ ‬جليّا‭. ‬فهو‭ ‬الحزب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭”‬الإنتخابات‭ ‬التشريعية‭” ‬الفارطة،‭ ‬والذي‭ ‬أعلن‭ ‬ترشيح‭ ‬رئيسته‭ ‬عبير‭ ‬موسي‭ ‬للإنتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬القادمة‭. ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬التضمين‭ ‬لهذا‭ ‬الحزب‭ ‬ولرئيسته‭ ‬يستبطن‭ ‬به‭ ‬صاحبُه‭ ‬هواجس‭ ‬انتخابية‭ ‬كشفها‭ ‬رقصُه‭ ‬على‭ ‬الألفاظ‭. ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لفظ‭ “‬المفارقات‭” ‬الحامل‭ ‬لمعاني‭ ‬الغرابة،‭ ‬ولفظ‭”‬يرفضون‭ ” ‬الذي‭ ‬تخيّر‭ ‬له‭ “‬مقابلا‭”‬هو‭ ‬لفظ‭ “‬يتهافتون‭”. ‬ويبدو‭ ‬نسق‭ ‬هذا‭ ‬الرقص‭ ‬اللفظي‭ ‬غريب‭ ‬الإيقاع‭. ‬ذلك‭ ‬أنه،‭ ‬رئيسا‭ ‬للسلطة،‭ ‬ليس‭ ‬وصيا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرفض‭ ‬هذه‭ ‬الإنتخابات‭ ‬ويُقبِل‭ ‬على‭ ‬تلك‭. ‬وأين‭ ‬المفارقة‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬مكبل؟‭! ‬وأين‭ ‬المفارقة‭ ‬في‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬تكون‭ ‬مطمحا‭ ‬لتغيير‭ ‬الأحوال‭ !‬؟‭. ‬فهل‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬مرسوم‭ ‬يستأذنه‭ ‬بمقتضاه‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬الإنتخابات‭ ‬يشارك‭!‬؟‭.‬

ثم‭ ‬إن‭ ‬قوله‭ ‬يخفي‭ ‬هوسا‭ ‬بالسلطة‭ ‬والحكم،‭ ‬اليوم‭ ‬وغدا،‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬ثلاث‭. ‬الزاوية‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬أمنيتُه‭ ‬الدفينة‭ ‬ألا‭ ‬ينازعه‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬الرئاسية‭ ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكتفيَ‭ ‬بالحضور‭ ‬في‭ ‬برلمان‭ ‬كسيح،‭ ‬تكون‭ ‬رئيستُه‭ ‬عضوا‭ ‬فيه،‭ ‬فَيتَسنَّى‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يُجريَ‭ ‬عليها‭ ‬فصلَه‭ ‬الدستوري‭ ‬القاضي‭ ‬بألا‭ ‬يترشح‭  ‬في‭ ‬الرئاسية‭ ‬مَن‭ ‬ترشح‭ ‬في‭ ‬التشريعية‭. ‬لكن‭ ‬رئيسة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬تركت‭ ‬فصلَه‭ ‬المَصُوغَ‭ ‬على‭ ‬مقاسها‭ ‬في‭ ‬التّسلل‭.‬

الزاوية‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬نظرية‭ “‬الإستبدال‭” ‬الأسلوبية‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬التفرد‭ ‬بالترشح‭ ‬الجدي‭ ‬غدا،‭ ‬كحرصه‭ ‬على‭ ‬التفرد‭ ‬بالحكم‭ ‬اليوم‭. ‬ففي‭ ‬التشريعية‭ ‬استعمل‭ ‬فعل‭ “‬يرفضون‭”.‬و‭ ‬دلالة‭ ‬الإعراض‭ ‬فيه‭ ‬معتدلة‭. ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستعمل‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬الرئاسية‭ ‬الفعل‭ ‬الذي‭ ‬يقابله‭ ‬نحو‭” ‬يَقبلون‭”‬مثلا،‭ ‬وإنما‭ ‬استعمل‭ ‬فعل‭”‬يتهافتون‭”  ‬الحامل‭ ‬لشحنة‭ ‬حنق‭ ‬وضيق‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬ينازعه‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬الرئاسية‭. ‬فالرئاسية‭ ‬أثيرة‭ ‬لديه،‭ ‬ومَن‭ ‬بسعى‭ ‬إليها‭ ‬بحظوظ‭ ‬جدية‭ ‬لا‭ ‬تعتدل‭ ‬إزاءه‭ ‬مشاعرُه‭ ‬الإقصائية‭.‬

الزاوية‭ ‬الثالثة‭ ‬هي‭ ‬وعيه‭ ‬بأن‭ ‬وَهَنَ‭ ‬الكيانات‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬واخطاءها‭ ‬الكامنة‭ ‬فيها‭ ‬قد‭ ‬اقدَراه‭ ‬على‭ ‬تحييدها‭ ‬عن‭ ‬منازعته‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ . ‬لكن‭ ‬الكيان‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬رسّخ‭ ‬وجوده‭ ‬المتأصل‭ ‬من‭ ‬أصالة‭ ‬التيار‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬التونسي‭ ‬هو‭ ‬الحزب‭ ‬الدستوري‭ ‬الحر‭. ‬لذلك‭ ‬أدار‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬رئيسته‭ ‬غضَبَه‭ ‬المتوجس‭ ‬من‭ ‬القادم‭ ‬الإنتخابي‭. ‬فهل‭ ‬يأذن‭ ‬هذا‭ ‬بانتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬أكيدة‭ ‬النزاهة‭   ‬وتتساوى‭ ‬فيها‭ ‬الحظوظ‭!‬؟

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 25 جويلية 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING