الشارع المغاربي: اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم السبت 27 اوت 2022 ان جائحة كورونا ابرزت ان التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الاقل في المرحلة الاولى معربا عن اعتقاده بان الشركاء اليابانيين بتجربتهم وبامكاناتهم وبتصورهم للعلاقات مع افريقيا سيمكنون شعوبها من تحقيق امالها وطموحاتها وتطلعاتها.

وقال سعيد في افتتاح مؤتمر” تيكاد 8 ” بقصر المؤتمرات بالعاصمة : “نفتتح على بركة الله تعالى هذه الدورة “تيكاد 8” التي تنعقد في تونس وارحب في مستهل هذه الكلمة بكل ضيوفنا الكرام وارحب بالسيد مكي صال رئيس جمهورية السينغال ورئيس الاتحاد الافريقي وارحب بالسيد كيشيدا فيميو الوزير الاول الياباني رغم انه ليس حاضرا امامنا والذي يتابع اشغال الندوة عن بعد من طوكيو … ارحب بكم جميعا في هذا اللقاء وفي هذا الاجتماع التاريخي …ارحب بكم ضيوفا كراما واجلاء واود في البداية ان اتوجه مرة اخرى بجزيل الشكر للدول الافريقية الشقيقة تحت مظلة الاتحاد الافريقي على اختيارها تونس لاحتضان القمة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا ….وكانت لي لقاءات يوم امس مع عدد من المسؤولين وضيوف تونس الكرام .. في الدول الافريقية في نهاية السنوات الخمسين وبداية السنوات الستين من القرن الماضي كانت الاحلام كبيرة… كان هناك زعماء اسسوا منظمة الوحدة الافريقية لانهم يؤمنون بالوحدة الافريقية ولكن هذه الاحلام الكبيرة والتطلعات النبيلة لم تلق حظها ولم تجد طريقها الى التطبيق ومن واجبنا اليوم ان ننظر في الاسباب الحقيقية التي ادت الى هذه الاوضاع في قارتنا الافريقية المليئة بالخيرات …خيراتنا كثيرة بل ومتفاقمة. “

واضاف “نلتقي اليوم كدول افريقية مع شريك لنا نجح في تحقيق زواج تاريخي وكنت تحدثت عن هذا يوم امس بين الاحتفاظ بثقافته وبقيمه وفي نفس الوقت اختصر المسافة بسرعة في التاريخ بنجاح جدير بالتنويه وجدير بالنظر في اسبابه التي جعلت اليابان اليوم دولة كما يعلم الجميع في مقدمة الدول المتقدمة …في ظرف وجيز وفي ظروف صعبة استطاعت ان تحقق هذه الدولة هذا التطور الذي يشهد به العالم كله وفي نفس الوقت المحافظة على ثقافة المجتمع وعلى التقاليد السائدة داخل المجتمع …والامثلة ربما متعددة بالنسبة الى عدد من الدول الاخرى….اود ان اشكر الضيوف جميعا واود ان اشكر اصدقاءنا اليابانايين واصدقاءنا بكل انحاء العالم ولكن لا بد ان نبحث معا في هذا اللقاء التاريخي عن السبل التي تمكن الشعوب الافريقية من تحقيق امالها وتطلعاتها واحلامها التي كانت تراود الجيل الاول من القادة اثر الاستقلال .”

وتابع “نشعر اليوم اننا دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ.. مرحلة مختلفة عن المراحل السابقة وكأن القرن الحادي والعشرين بدا سنة 2022 …تغيرت الاوضاع بسرعة اثر جائحة كوفيد وما نتج عنها من الام وماس واموات لكن هذه الجائحة ابرزت مرة اخرى ان التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الاقل في المرحلة الاولى حتى ان اللقاحات التي كانت متوفرة في الجانب الشمالي من الكرة الارضية كانت اضعاف اضعاف اللقاحات التي توفرت في جنوب الكرة الارضية وفي افريقيا على وجه الخصوص …دخلنا مرحلة جديدة ايضا نتيجة هذه الحروب التي بدات تظهر في عدد من الدول فكأن العولمة التي ظهرت في بداية السنوات التسعين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي انذاك انقلبت على ذاتها وكأن البعض يريد ان يعود الى الوراء …الى القرن التاسع عشر الى فكرة الدولة الامة الى فكر تجاوزه الزمن .. نحن في حاجة اليوم الى ان نتصور اليات جديدة واعتقد ان شركاءنا اليابانيين بتجربتهم وبامكاناتهم وبتصورهم لهذه العلاقات سيمكنوننا من تحقيق اهدافنا وامالنا واحلامنا.”

وذكر سعيد بان تونس دعت منذ الدخول في هذه المرحلة الجديدة في التاريخ الى خلق توازن جديد متابعا قوله” …العالم لا يمكن ان يستمر على ما كان عليه وافريقيا خاصة التي تعج بالثروات وبالخيرات لا يمكن ايضا ان تتوفر فيها كل هذه الخيرات وان تشكو شعوبها من الفقر والبؤس وغياب عديد المرافق العمومية… نحن اليوم نقارب هذه القضايا مقاربة مختلفة عن المقاربات السابقة التي لم تؤد الى النتائج المامولة والى الاحلام الكبرى التي كانت تراودنا اثر الاستقلال….. نريدها مقاربة انسانية بالنسبة الى الانسانية جمعاء وهناك حقوق تتعلق بالانسان لا تتعلق بالمواطن.. حقوق كرستها عديد المواثيق الدولية العالمية، كرستها العديد من المنظمات ومن بينها الاتحاد الافريقي …دخلنا مرحلة جديدة ونحن نعيش تحولات كبيرة في هذا الظرف بالذات… واجب ان نعمل في ظل هذه التطورات على استنباط اليات جديدة مختلفة عن الاليات السابقة ولا يمكن ان نحقق النحاج المنشود الا في ظل انظمة سياسية مستقرة وفي ظل عدالة اجتماعية مستمرة لان القضايا التي عرفتها الدول الافريقية جاءت نتيجة جملة من الاسباب ليس اقلها التدخلات الخارجية وغياب المؤسسات فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية المنشودة…”

وختم سعيد كلمته بالقول “من المؤسف حقا ان نرى اليوم اشخاصا في افريقيا وحتى خارج افريقيا يبحثون عن قليل من الماء او عن دواء غير موجود او عن مدرسة في الهواء الطلق ولنبني معا مجتمعات عادلة ولنبني معا مرحلة جديدة في تاريخ الانسانية علينا ان ننظر في التاريخ وفي الاسباب التي ادت بنا الى هذه الاوضاع وان نستشرف المستقبل بقراءة جديدة وبقراءة مختلفة حتى نحقق احلامنا وليس من قبيل الصدفة ان يكون المؤتمر مع اليابان.. افريقيا فيها من الثروات الكثير ومن القدرات البشرية الكثير ونعتز بهذه القدرات التي توفرت في تونس وفي عدد من الدول الاخرى وهي ثروتنا الحقيقية التي لا تنضب وسنعمل ان شاء الله مع كل الدول التي تقاسمنا كل القيم التي نتبناها…”.