الشارع المغاربي: دعا محمد عبو الناشط السياسي والامين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي اليوم الاثنين 12 سبتمبر 2022 الى مقاطعة الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 17 ديسمبر القادم معتبرا ان المشاركة في هذا الاستحقاق هي بمثابة مشاركة في ما اسماه بـ”الانقلاب” واصفا رئيس الجمهورية قيس سعيد بـ”الامبراطور” مستنكرا “فشله” في ادارة البلاد رغم امتلاكه كافة الصلاحيات التي شدد على انها تؤهله لاحداث التغيير معتبرا في تصريحات خطيرة ان قيس سعيد “غير متزن” مشيرا الى ان شركاء تونس لا يثقون في “حالته الذهنية”.
وقال عبو لدى حضوره باذاعة “اي اف ام” : “قيس سعيد لم يكن الشخص الذي نعرفه وقد تغير بعد يوم 22 سبتمبر وبعد تفعيل الفصل 80 واكتشفنا سعيد الذي يحب السلطة .. ولا اعتقد ان هناك انسانا بكامل مداركه العقلية يفعل انقلابا كانقلاب 22 سبتمبر خاصة انه يملك عهدتين وكان من الممكن ان يدخل التاريخ… والفصل 80 كان من الممكن ان يؤدي الى اقامة دولة قانون المؤسسات …لا انكر ان من كانوا قبل 25 جويلية اساءوا التدبير لكنهم كانوا يمتلكون الحد الادنى من الكفاءة.. كانوا شعبويين لكن اقل بكثير من قيس سعيد شعبوية..”.
واضاف:” القرارات المتخذة لمقاومة الاحتكار مثلا تخلق مشكلا في شبكة توزيع المواد الغذائية.. ووزارة التجارة تعلم ان ذلك ليس احتكارا لكن مع اصرار الرئيس على اعتبار ذلك احتكار ساروا على خطاه… ما دمر تونس قبل 25 جويلية هو المناخ العام الذي لم يكن يشجع على ما يكفي من الاستثمار اما ما دمرها بعد 25 جويلية فهو غياب ايمان بمستقبل البلاد… دُمرت البلاد من الفساد الى ان اتى المنقذ قيس سعيد فكان اسوأ ممن سبقوه وضرب مناخ الاعمال والمناخ العام ..”
وتابع:” سعيد اصبح امبراطورا يملك كل الصلاحيات لفعل ما يشاء ومع ذلك فشل وكانه يريد ابلاغ التونسيين بان هذه البلاد لن تتغير.. ما الملفات التي اثارها سعيد.. ؟ الرئيس يغالط ان قال ان القضاة يحاولون تعطيله ويغالط ايضا ان ادعى ان الداخلية تحاول عرقلته .. والتحجج بان الدولة العميقة هي من تتحكم في البلاد امر خاطئ .. الدولة العميقة تخاف من الحكام المحترمين ومفهوم الدولة العميقة اتت به النهضة لتبرير فشلها وبالنسبة لي طالما انني لم ار دبابات او مدرعات فهم ضعاف امام الدولة.. ولا احد عطل قيس سعيد..”.
وتابع: ” شركاء تونس متخوفون من الحالة الذهنية لقيس سعيد وقد تضاعف هذا التخوف بعد 25 جويلية.. هم لا يثقون في انه شخص متزن ولو كنت مكانه لما سمحت لاحد بان يتدخل ولحاولت اطلاع الشركاء على انني احارب الفساد…”.
ودعا الى عدم المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة قائلا: “ادعو الى عدم المشاركة في انتخابات 17 ديسمبر المقبلة لان المشاركة فيها تعتبر مشاركة في الانقلاب كما انه لم تعد للبرلمان اية قيمة.. لا اجد تفسيرا لمن سيشارك في الانتخابات التشريعية سوى ان له طموحات شخصية”.
وختم بالقول: “في صورة شغور بمنصب رئيس الجمهورية يتولى رئيس المحكمة الدستورية الرئاسة ونحن لا نملك محكمة دستورية والسؤال الذي اريد طرحه كيف يمكن ان نتجاوز هذا الاشكال في حالة وفاة الرئيس .. هناك عدم اكثرات ولامبالاة من طرفه وهو دليل قاطع على انه لا يفكر الا في اللحظة الحالية ولا يريد الا تحقيق طموحاته الشخصية”.