الشارع المغاربي- حمزة الحسناوي : سارعت كلّ الأحزاب المترشّحة للانتخابات البلدية حال الفراغ من عملية الإقتراع والخروح من الصمت الإنتخابي مساء أمس الأحد 6 ماي 2018 إلى الإعلان عن إرتياحها ورضاها عن النتائج التي حققتها في الإستحقاق المحلي وإعتبارها نصرا مبينا فاق الإنتظارات والتوقعات.

ففي سابقة من نوعها في تاريخ الانتخابات بتونس وربما بالعالم لم ينهزم أي من الأحزاب المترشحة أو على الأقل لم يعلن أي منها هزيمته رغم إعلان الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات عن نتائج اغلب الدوائر الانتخابية الأوّلية، اذ رغم النسب الهزيلة التي تحصل عليها كل من حزبي النهضة ونداء تونس وخسارتهما تباعا لما لا يقال عن 400 الف صوت و900 الف وحلول قائماتها بعد مستقلين في عدد ليس بهين من البلديات ،تشبثا بنكران فشلهما  مقدمين خطابا بمضامين الإنتاج الإنشائي حول نجاح التجربة التونسية ونموذج التوافق .

قيادات النهضة والنداء الفاقدة منذ ساعات قليلة لما يقارب المليون ونصف المليون ناخب من رصيدها التشريعي السابق لم تتوان أبواقها عن ذرّ الرّماد في العيون لصرف أنظار التونسيين عن فشلهما وعن الإنجاز غير المسبوق للمستقلّين الذين إستفادوا من حالة العزوف المزدوج للتونسيين سواء عن المشاركة في التصويت أو عن  التصويت للأحزاب ليتصدّروا نتائج الفرز في بلديات كانت تعدّ أياما قبل الانتخابات معاقل بعض الأحزاب.

أما التيار الديمقراطي والجبهة الشعبية والاتحاد المدني ومشروع تونس بل وحتى حراك تونس الإرادة فلم تشذّ عن هذا الإدعاء ليخرج قياديّوها مصرّحين بإنجاز غير مسبوق بعد إحرازهم على “مقيعدات” في بعض الدوائر البلدية تكاد تعدّ على أصابع اليد الواحدة، دون أن ينسوا في كلّ ظهور التأكيد على المنجز الانتخابي الذي تحقّق دون الخوض في التفاصيل والعود إلى اللغو عن التجاوزات التي رافقت العملية الانتخابية.

لم ينتصر أحد، الوحيد الذي تمكّن من بث رسائله عبر كل الدوائر الإنتخابية بلا إستثناء هو الناخب الذي ضرب  بحسابات الجميع عرض الحائط ليعلن السواد الاعظم من الناخيبين أنه لا يثق في أحد ولا تعنيه النسخ الكربونية من البرامج الانتخابية التي توزعها قوافل المترشحين.