الشارع المغاربي – نجيب الشابي: محاكمة الكيلاني وإيقافه شتيمة لكلّ التونسيين

نجيب الشابي: محاكمة الكيلاني وإيقافه شتيمة لكلّ التونسيين

قسم الأخبار

3 مارس، 2022

الشارع المغاربي: انتقد احمد نجيب الشابي السياسي المخضرم محاكمة عميد المحامين السابق عبد الرزاق الكيلاني امام المحكمة العسكرية واصدار بطاقة ايداع بالسجن في شانه معتبرا ان “المسألة ليست قانونية اطلاقا وانها عنوان لمرحلة بأسرها وشتيمة موجهة لكل التونسيين ورسالة الى كل من تحدثه نفسه بمعارضة ما وصفه بانقلاب قيس سعيد بأن مكانه السجن أو كما قالها الرئيس ذات مرة … مكانكم تحت التراب”

وكتب الشابي في تدوينة نشرها مساء يوم امس الاربعاء 2 مارس 2022 على صفحته بموقع فايسبوك “حضرت بالمحكمة العسكرية للتضامن مع الزميل، عميد المحامين السابق، الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني. عادت بي ساعة الزمن عشر، عشرين، ثلاثين، أربعين سنة إلى الوراء…نفس الديكور نفس الأجواء المتوترة، نفس الهوة السحيقة: القاضي في جانب والمحامون في جانب والمواطنون في جانب ثالث، محاصرون امام اسوار المحكمة العسكرية.”

واضاف “بعد ان اتفق القاضي مع رئيس فرع تونس للمحامين على إجراء التحقيق في قاعة تتسع للسان الدفاع الذي فاق عدده السبعين محاميا، من بينهم محام أجنبي انتدبته الهيئات الدولية لمراقبة سير الإجراءات أعطيت الكلمة للمتهم ففند التهم الموجهة اليه الواحدة تلو الاخرى: تحول المتهم الى مستشفى بوقطفة ببنزرت بصفته محاميا لالتقاء حريفه نور الدين البحيري كما يخول له ذلك القانون المنظم لمهنة المحاماة اعترف المتهم بالتصريحات المنسوبة اليه التي دعا فيها اعوان الامن الى التقيد بالقانون منبها إياهم الى ان من أصدر لهم التعليمات لن يشفع لهم حين المساءلة، وأورد النصوص القانونية فصلا، فصلا، التي توجب ان تكون التعليمات الادارية موافقة للقانون والتي الزمت المأمور العمومي باحترام القانون وانه اذا اشتبه في موافقة التعليمات للقانون يتولى مراجعة رئيسه ويطلب منه جوابا كتابيا، اما اذا كانت الأوامر مخالفة بينة لأحكام القانون فللمأمور ان يرفض تنفيذها. خطاب السيد عبد الرزاق الكيلاني كان إذن في إطار قيامه بواجبه المهني وموافقا تماما لمنطوق قوانين البلاد. تمكن الأستاذ الكيلاني من الدفاع عن نفسه بكل حرية وكان دفاعه مفحما، تساءلت إثره عما يمكن ان يقدم الزملاء من إضافة.”

وتابع “شارفت الساعة على الواحدة ظهرا وبعدما تبين ان الاتهام لا يستند الى واقع او قانون، انسحبت من قاعة المحكمة مطمئن البال…استمرت المرافعات حتى ساعة متقدمة من الليل، وفي آخرها خابرني أحد الزملاء ليعلمني بأن قاضي التحقيق قرر إيقاف العميد عبد الرزاق الكيلاني ايقافا تحفظيا في انتظار ختم التحقيق واحالته على المحاكمة..بأي حق؟”

واوضح الشابي انه “بقطع النظر عن جدية التهمة من عدمها فإن الإيقاف التحفظي اجراء استثنائي يتخذه قاضي التحقيق في ثلاث صور محددة على وجه العد والحصر: الخوف على سير الابحاث، او الخوف من العود او الخشية من التفصي من العقاب.”

وذكر بان “الوقائع تعود الى شهر ديسمبر وبانها موثقة بشريط فيديو” وبان “المتهم وزير سابق وعميد للمحامين وشخصية مدنية مرموقة استجابت بكل تلقائية الى الاستدعاء القضائي” متسائلا:” فعن أي خوف على الأبحاث نتحدث وعن أي عود نتكلم؟” متابعا:” ولو كان التفصي من العقاب يقوم على مجرد الظن لانهارت مبادئ القانون وانتفت قرينتا الاستقامة والبراءة وتحول الإيقاف الى أصل لا استثناء.”

واضاف “معذرة، المسألة ليست قانونية اطلاقا، فالقانون منها براء… هي عنوان لمرحلة بأسرها: دوس للدستور، وخروج عن القانون، وإلغاء الفصل بين السلطات، وتهديد الحريات …هي رسالة الى كل من تحدثه نفسه بمعارضة انقلاب قيس سعيد، فمكانه السجن أو كما قالها الرئيس ذات مرة … “مكانكم تحت التراب”انها شتيمة موجهة الى التونسيين جميعا: لا كبير فيكم، كلكم صغار، كلكم رهين مشيئتي وتحت اقدامي ..لا يا سيدي نحن للحرية ونحن لها فداء …لا يا سيدي سوف تعود تونس تاجا للديمقراطية نباهي به ويباهي بنا …”

وختم الشابي تدوينته قائلا “..ومرة أخرى لبني بلدي أقول: كفانا فرقة، كفانا كرها ونفورا من بعضنا البعض، نحن على ظهر سفينة واحدة اما ان ننجو جميعا او نهلك جميعا، فلنتحد ولنبني قوة التوازن على طريق الخلاص….ولزوجة عبد الرزاق الكريمة ولأبنائه الابرار أقول: صبرا ان بعد العسر يسرا”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING