الشارع المغاربي: اكد وزير الثقافة المقال وليد الزيدي اليوم الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 انه كان ينتظر اقالته منذ اليوم الاول لتعيينه مشددا على انه كان يعلم بأنّه سيقال منذ البداية قائلا “منذ عُهد اليّا بالوزارة فأنا أعرف انني في بحر هائج مائج لا قرار لي فيه ولا استقرار …رئيس وزارة يعرف أنّه مقال منذ اليوم الأوّل” .
وجاءت الاقالة بعد ساعات قليلة من تصريحات غير مسؤولة للوزير وليد الزيدي الذي اكد رفضه الاجراءات التي اقرتها الحكومة في علاقة بتفشي فيروس كورونا وتحديدا منع التظاهرات الثقافية .
وقال الزيدي في كلمة تم تناقاها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ان الوزارة لا تنفذ بلاغات الحكومة.
وقال الزيدي خلال مداخلة له اليوم ببرنامج “الماتينال” على إذاعة “شمس أف أم”: “مقتنع أنّ أيّة مسؤولية تأخذها فمن الممكن أن تؤول الى غيرك وتعود حيث كنت … وفي الاصل عشت بالحكمة التي تقول ما توري من حالك كان لي يدوم “.
وأكّد أنّه مقتنع بضرورة استمرار بعض التظاهرات الثقافية في الوقت الراهن رغم وجود أزمة فيروس كورونا مبرزا أنّ وزارة الثقافة “ليست وزارة لتنفيذ بلاغات الحكومة هذا ليس تمرادا أبدا” وتسائل “تُنفّذُ القرارات والاوامر واقرارات والتقارير …ولكن هل تُنفّذُ البلاغات ؟ البلاغ لا يُنفّذ وإنّما القرار هو الذي ينفذ”.
واضاف “كان لديّ منظورين بُرمجت عروضهم وانا الذي وافقت عليها بناء على مقررات اللجنة …تُبرمج العروض والناس تستعدّ لها منذ أشهر وتلتزم في مدينة الثقافة ودور الثقافة بمراعاة البروتوكول الصحّي فليس من المعقول أن نقول لهم بعد ذلك “تمنع التظاهرات” وإذا قلت تمنع فهذا يعني ان العروض والتمارين تذهب سدّا وأنّهم لن يتحصّلوا بالتالي على الأموال ولكن عندما نقول تؤجّل على الأقل ان كان لا بدّ أن تؤجّل فان ذلك كان سيكون معقولا… ستأتي فترة وتستأنف هذه العروض”.
وتابع ” لا يمكن للمسرحي والفنان وغيرهم الحصول على رواتبهم إلاّ بشهادة انجاز …فكيف ألتزم بصفتي دولة وبعد ذلك أقول لك ممنوع وأنا هو الذي وافقت في البداية على العروض”.
وأشار الزيدي إلى أنّه لم يكن حاضرا في الاجتماع الوزاري المضيّق الذي عقده المشيشي حول تطورات الوضع الوبائي في تونس ، مبرزا أنّ هناك 5 محاور تناولتها الحكومة لا تتضمن الثقافة قائلا “هذا لا يعني ان هناك تقصير في حق الثقافة ولكن لم تتم دعوتي وحتى ان تمّت فلم تبلغني الدعوة …لم نرد ان نصدر ايّ بلاغ وقلنا ان قرارنا سيصدر اثر اجتماعنا مع اللجنة العلمية واطارات وزارة الثقافة وتحاورنا حول ايجاد صيغ لاستمرار هذه التظاهرات على الأقل لانجاز الحد الادنى منها في الاطر الصارمة والمحكمة ومع التزام الرقابة الكليّة “.
ولفت الى أنّ أهل الثقافة لم يقبلوا أيضا قرار المشيشي والى أنّه لم تتمّ مراعاة اقتراحاتهم قائلا ” أعرف أنّ الحكم لرئيس الحكومة ولكن ماذا نفعل مع المنظورين ؟ هل نقول لهم اجلسوا يا ناس وانضبطوا لما أقرّ دون أن نتحاور معكم ودون تهدئة ودون أن نتناغم مع بعضنا ودون أن نحاول ايجاد صيغ وفاقيّة… فقط نفّذوا القرار ؟”.
وتسائل “ماذا لو قرّروا بعد ذلك الاعتصام ؟ فما هو الأخطر ..تظاهرة أم اعتصام ؟ هل ثبت في العلم أن التظاهرات تسبب المرض وأنّ الغائها هو الذي يمنع تفشي الفيروس ؟ وعند الغاء التظاهرات ..ألن نستعمل الميترو ووسائل النقل العمومية ؟ ألن تذهب للسوق وتُخالط النّاس ؟ وفي منع التظاهرات والاعتصام .. هل سيفرض التباعد الجسدي والبروتوكولات الصحيّة ؟”مبرزا أنّ التظاهرة الفنية هامّة في فترة يكثر فيها الاحباط والعبثيّة مؤكّدا أننا البلاد في حاجة الى تنشيط ثقافي .
وكان الزيدي قد أكّد يوم أمس ان
التظاهرات الثقافية لن تلغى وانه سيكون الى جانب المثقفين في احتجاجاتهم حتى ولو ادى ذلك الى اقالته، رغم اعلان رئيس الحكومة هشام المشيشي عن اتخاذ اجراءات في اطار الحد من تفشي عدوى جائحة كورونا ومنها منع جميع التظاهرات والتجمعات الثقافية والاجتماعية والرياضية والسياسية والعلمية والتجارية وكل الاحتفالات العامة والخاصة بجميع الفضاءات.