الشارع المغاربي: اعتبر احمد ونيس الديبلوماسي ووزير الخارجية الاسبق اليوم الخميس 11 اوت 2022 ان تصريحات وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن الاخيرة حول تونس ايجابية وانها جاءت ردا على الانتقادات الشديدة لتصريحات المرشح لمنصب السفير الامريكي بتونس جوي هود.
وقال ونيس في حوار على اذاعة “شمس اف ام”:” اعتقد ان تصريح لويد اوستن وزير الدفاع الامريكي كان ردا على النقد الشديد الذي ظهر في الساحة التونسية اثر تصريحات المرشح للسفارة الامريكية بتونس لما انتقدت الجهات التونسية بالاجماع اشارته لاتفاقيات ابراهيم والتي كان المقصود منها جر تونس الى الاعتراف باسرائيل دون مقابل …”
واضاف “…فتصريحات وزير الدفاع الامريكي جاءت لتؤكد من جديد ان تعلق الولايات المتحدة الامريكية بالتطورات التونسية ليس مركزا الا على قضية الديمقراطية وان ليس وراءها اي تهديد او اي عرض بخصوص اتفاقيات ابراهيم وانا ارى فيها تصريحات ايجابية وردا على الانتقادات الشديدة التي اعتبرت مسبقا ان مهمة السفير المستقبلي بتونس كانت خاسرة وانها اخفقت قبل ان يحل بتونس….ووزير الدفاع اعاد الكفة وقال اننا لا نتعلق في تونس الا بمستقبل الديمقراطية لا ابعد من ذلك.. هكذا افهم تصريحه …يعني يريد ارجاع الحوار حول الجدل القائم بخصوص الخيار الديمقراطي لا اكثر من ذلك …”
وحول اشارة وزير الدفاع الامريكي لـ”اصدقاء بلاده في تونس” اعتبر ونيس ان المسؤول الامريكي اراد ان يقول” ان الولايات المتحدة تبقى وفية للارضية التي خلقت في التعاون بين تونس وبلاده.
وتابع في هذا الاطار” هي ارضية الثقة والصداقة دون ادخال اية ارضية جديدة عليها والغايات الجديدة التي اراد استبعادها هي الضغط او جر تونس الى الاعتراف بالدولة الاسرائيلية خارج طرح السلام العربي الذي كانت تونس اصلا فيه . فالتركيز على الصداقة يعني البقاء على نفس الارضية التي كانت دائما قائمة بين تونس والولايات المتحدة الامريكية… هكذا افهم تصريحاته”.
يشار الى ان لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي كان قد اعتبر يوم الثلاثاء 9 اوت الجاري ان تونس تشهد “تآكلا للديمقراطية” وان “حلمها في تكريس حكم ذاتي مستقل بات مرة أخرى في خطر ” نتيجة صراعات بين من اسماهم بـ”داعمي الديمقراطية والحرية وسيادة القانون وقوى الاستبداد والفوضى والفساد” .
وقال اوستن في كلمة لهُ خلال مراسم تغيير القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) نقلتها عنه وزارة الدفاع الامريكية بموقعها “العديد من الدول في افريقيا ومنها تونس تشهد “تآكلا للديمقراطية” …في جميع أنحاء إفريقيا يقاتل أولئك الذين يدعمون الديمقراطية والحرية وسيادة القانون قوى الاستبداد والفوضى والفساد”.
واضاف “يمكننا أن نشعر بتلك الرياح المعاكسة في تونس التي ألهم شعبها العالم بمطالبه الديمقراطية… اليوم أصبح حلم تونس بالحكم الذاتي في خطر مرة أخرى لكن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم أصدقائنا في تونس وفي إفريقيا الذين يحاولون تشكيل ديمقراطيات منفتحة وخاضعة للمساءلة “.
وتابع اوستن “في أماكن أخرى من إفريقيا نرى تهديدات أخرى للديمقراطية …بعض القادة يقمعون الحريات المدنية وينغمسون في الفساد أو يخنقون إرادة الشعب وقد أطاحت بعض الجيوش الأفريقية بحكومات مدنية لنكن واضحين الجيش موجود لخدمة شعبه وليس العكس”.
ويأتي كلام اوستن بعد مرور اقل من اسبوعين على تصريح جوي هود المرشح لمنصب سفير امريكا بتونس الذي كان قد اعرب يوم الاربعاء 27 جويلية أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي عن أسفه حيال ما اعتبره “تآكل مقلق للمعايير الديمقراطية والحريات الأساسية خلال العام الماضي في تونس” مضيفا “أفعال الرئيس قيس سعيّد خلال العام الماضي لتعليق الحكم الديمقراطي وتعزيز السلطة التنفيذية أثارت تساؤلات جدية