الشارع المغاربي – قسم الأخبار : على خلفية ما أثارت حملة جمع تبرعات لفائدة تونس التي أطلقتها جمعية قطر الخيرية بعنوان “تحت الصّفر 100 ريال قطري تمنح الدّفء لتونس” من ردود فعل غاضبة من التونسيين، استحضر النائب بكتلة الإئتلاف الوطني حادثة مماثلة قال إنّها حصلت عندما كان رئيسا للجامعة التونسية لكرة اليد زمن حكم الترويكا.
وقال الهلالي في تدوينة نشرها اليوم الأحد 23 ديسمبر 2018 على صفحته بـ”فايسبوك”: “في سنتي 2011 و2012 عندما تعرضت الرياضة التونسية لهجمة قطرية تمثّلت في تحويل وجهة أبنائنا القصر الذين لا تتجاوز أعمارهم أحيانا 12 أو 13 سنة و”شرائهم” ببعض الدّولارات لتجنيسهم بواسطة جوازات سفر مهمات لا يمنح لصاحبه أيّ حقوق أو امتيازات المواطن القطري فقط ليلعبوا مع منتخبات قطر في بعض الرياضات وخاصة كرة اليد… كنت في ذلك الوقت رئيسا للجامعة التونسية لكرة اليد وكنت تقريبا الوحيد من المسؤولين الرياضيين التونسيين الذين رفعوا صوتهم عاليا رفضا وتنديدا بهذه الممارسات العبودية وهاجمت هذه السياسة التي اعتمدتها الدولة القطرية في الإعلام وفي كل المنابر دفاعا عن رياضتي وعن شرف بلادي، وقتها لم نجد أذانا صاغية في ظل الوضع السياسي المتردي في ذلك الوقت وفي ظل حكم الترويكا. اليوم سعدت بهذه الهبة الشعبية للدفاع عن كرامة هذه الدولة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بتاريخها ويجب ان تكون هذه دوما ردة فعلنا إزاء كل من تسوّل له نفسه أن يستصغر من شأننا مهما كان إسمه وموقعه ونفوذه”.
وأضاف الهلالي “تحت الصفر، المقصود بها ليست تونس ولا التونسيين بل درجات الحرارة في تونس وفي ثمانية بلدان أخرى والتي قد تبلغ فيها درجات الحرارة مستويات تحت الصفر وتحتاج حسب رأي أصحاب الحملة الدعائية إلى جمع التبرعات لفائدة الفقراء والمحتاجين في هذه البلدان… أنا كتونسي على عكس الكثيرين لم تصدمني هذه اللافتة لأن الفقراء والمحتاجين موجودون في كل بلدان العالم دون استثناء بما في ذلك قطر التي تعامل فيها اليد العاملة الأجنبية من جنوب شرق آسيا ومن سوريا والعراق أقسى أنواع المعاملة ويفتقرون لأبسط الحقوق البشرية وكان أولى بمؤسسة قطر الخيرية تحويل مساعداتها لهؤلاء بدل بذل الجهد والتفكير في الدولة التونسية العريقة عراقة قرطاج وروما والتي وضعت آليات ومؤسسات تضامنية منذ سنين طويلة تعمل بامكاناتها الذاتية وتعول على نفسها وعلى أبنائها قبل أي شيء آخر ولكن تظل منفتحة على كل الدول الصديقة التي ترغب في دعمها في إطار الأعراف والنواميس الدولية وحفظ كرامة الشعوب لأننا في النهاية أبناء وأحفاد بورقيبة الذي علّمنا أن الكرامة قبل الخبز”.
يشار إلى أن جمعية قطر الخيرية قدمت اعتذارها للشعب التونسي بسبب لافتات “تحت الصّفر” والتي اعتبرها جل التونسيين إهانة لهم.
وأوضحت الجمعية في بلاغ صادر عنها أنها “أعطت توجيهاتها لوقف الإعلانات الخاصة بهذه الحملة واعتبرت ان ما ورد في الإعلان لم يكن أبداً الهدف منه الإساءة لجمهورية تونس أو شعبها”.
وأشارت إلى أنها “تتفهّم كلّ الانتقادات والملاحظات التي صدرت عن التونسيين”، مشددة على أنّ “إدارتها تحرص وبشكل دائم على الاحترام الكامل لجمهورية تونس وشعبها وأن ما تقدّم من مشاريع تنموية أو إنسانية يندرج في إطار التعبير عن التضامن والتلاحم بين المجتمعين القطري والتونسي وتعزيزا لروابط الأخوة بين الشعبين”.
يذكر أن صفحة “توانسة في قطر” كانت قد دعت أمس السبت 22 ديسمبر 2018 السلطات التونسية للتدخل لدى الجهات القطرية لانهاء حملة لجمع تبرعات لفائدة تونس. وأرفقت التدوينة المقتضبة بصورة صادمة قالت الصفحة انها معروضة داخل مول “فيلاجيو” بقطر مكتوب فيها “تحت الصفر 100 ريال قطري تمنح الدفء لتونس”.
وتداول الصورة نشطاء على موقع “فايسبوك” معبّرين عن استنكارهم الحملة التي ظاهرها جمع تبرعات وباطنها اهانة لتونس خاصة مع عنونتها بـ”تحت الصفر” عبارة وان كانت تشير الى درجات الحرارة فان طريقة تقديم أصحاب الحملة وهي “قطر الخيرية” أفقدتها اية ايجابية كانت وحولتها الى شرارة غضب فايسبوكية تونسية على الجهة التي تقف وراءها.