الشارع المغاربي-وكالات: قال العاهل المغربي، محمد السادس، إن “المغرب لا يتفاوض على صحرائه، ومغربية الصحراء لم تكن يوما ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات ولكن نتفاوض من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
وأضاف في خطاب متلفز القاه مساء يوم امس السبت 6 نوفمبر 2021 بمناسبة ذكرى “المسيرة الخضراء”: “نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة (دون ان يسميهم) إنّ المغرب لن يقوم معهم بأيّة خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية”.
وجدد التزام بلاده بالخيار السلمي وبوقف إطلاق النار ومواصلة التنسيق والتعاون، مع بعثة المينورسو (البعثة الأممية بالإقليم) في نطاق اختصاصاتها المحددة.
وبعد ان لفت الى ان الصحراء الغربية “اصبحت بفضل المشاريع التي بعثت فيها فضاء مفتوحا للتنمية والاستثمار الوطني والأجنبي”. قال محمد السادس “لدينا والحمد لله، شرکاء دوليون صادقون، يستثمرون إلى جانب القطاع الخاص الوطني، في إطار من الوضوح والشفافية، وبما يعود بالخير على سكان المنطقة”.
واعتبر أن “قضية الصحراء هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة. وهي قضية كل المغاربة”.
وأشاد بالقرار السيادي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه (العام الماضي).
وأوضح أن هذا “التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية، نحو حل نهائي، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية”.
يُذكر أنّ تاريخ تنظيم المسيرة الخضراء يعود إلى 6 نوفمبر 1975 عندما دعا الملك المغربي الراحل الحسن الثاني (والد الملك محمد السادس) إلى مسيرة شعبية سلمية، من أجل الضغط على إسبانيا لمغادرة إقليم الصحراء الذي كانت تحتله.
وشارك في المسيرة 350 ألف شخص من كل مناطق المغرب وحملوا خلالها المصحف بيد والعلم المغربي بأخرى وتجاوزوا الحدود التي كان يفصل بها الإسبان إقليم الصحراء عن الأراضي المغربية المحررة، ومن يومها أصبح المغاربة يخلدون المسيرة الخضراء كل سنة عيدا وطنيا.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
ويأتي خطاب العاهل المغربي وسط توتر في العلاقات مع الجزائر والبوليزاريو اللذين يتهمان الرباط بـ”احتلال الصحراء الغربية” ويطالبان باستقلال “جمهورية الصحراء الغربية”. وشهد التوتر خلال الاشهر الاخيرة ذروته بعد التطبيع بين الرباط وتل أبيب الذي ترى فيه الجزائر خطوة لاستهداف استقرارها .
واتهمت الجزائر المغرب بالسعي لتقسيم البلاد عبر دعم ما يسمى بـ”حركة تحرير القبائل” وقامت بغلق اجوائها في وجه الرحلات القادمة من المغرب وقطع علاقاتها الديبلوماسية معه وتعزيز تواجدها العسكري على الحدود . ومنذ ايام اتهمت الجزائر المغرب بقتل ثلاثة من رعاياها قالت انهم كانوا على متن شاحنتين تجاريتين .