الشارع المغاربي: اعتبر راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب وحركة النهضة اليوم الثلاثاء 12 جانفي 2021 ان هناك “صراعا عنيفا بين النظامين الرئاسي والبرلماني في تونس” لافتا الى ان الخلط بينهما في دستور تونس يمثل صعوبة حقيقية مؤكدا من جهة أخرى ان المشكل اليوم ليس في فتح نقاش حول النظام السياسي وانما في عدم انتهاج نظام برلماني كامل.
وقال الغنوشي خلال ندوة صحفية نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية بعنوان” الثورة التونسية: اية علاقة بين الدولة والمجتمع ؟ “: ” الثورة حصلت في لحظة كان فيها تناقض بين الدولة والمجتمع فكان السؤال المطروح هو هل نُغيّر الدولة او المجتمع؟ وبطبيعة الحال لا يمكن تغيير المجتمع ..التغيير الحاصل عبّرعن مستوى عال من الذكاء يتميز به الشعب التونسي… رغم كل التضحيات التي بذلت في سبيل انجاح الثورة فإنها ثمن معقول وزهيد جدا مقابل ما تم تحقيقه ..صحيح هناك أصوات ترتفع اليوم مستفيدة مما وفرت الثورة من حريات ..هناك اصوات حتى من داخل البرلمان تطالب بحله ..صحيح ان هناك قوى استفادت من الثورة ولكن في المحصلة الشعب التونسي قام بصفقة مهمة جدا تكاليفها محدودة مقارنة بمرابيحها ..ثورات اخرى قضت اكثر من قرن لتثبيت مكاسبها …يحق للتونسيين ان يحتفلوا بثورتهم بعد مرور 10 سنوات على اندلاعها باعتبار انهم حافظوا عليها وهذا لم يكن سهلا في ظل رياح عاصفة على المستويين الاقليمي والدولي ..التونسيون فجروا الثورة بأقل التكاليف وحافظوا عليها بعد 10 سنوات .ما حدث في تونس .ليس سهلا في ظل مناخ عربي يفتقد للحرية “.
وأضاف :”الثورة غيّرت من عقلية المجتمع ..صورة البوليس في تونس لم تعد تلك الصورة المرعبة التي كانت ..التونسيون اصبحوا اليوم يستأنسون بوجود البوليس ..التونسيون لم يعودوا مهددين بالبوليس وانما مهددون بغيابه بعد ان كان في ما مضى رمزا للقمع …هدف الثورة الاول تحقق وهو الحرية والديمقراطية ومطلوب استكماله بارساء بعض المؤسسات مثل المحكمة الدستورية وتطوير القانون الانتخابي …هناك صراع عنيف بين النظام البرلماني الذي جاءت به الثورة والنظام الرئاسوي الذي تربى عليه قطاع واسع من النخبة في تونس “.
وتابع الغنوشي”ما تحقق كثير بعد 10 سنوات من الثورة خاصة على مستوى الحكم المحلي وتشريك المواطنين في تسيير الدولة… ما لم ينجز بعد الثورة يهدد ما أُنجز ..ما لم يُنجز يتعلق بالبعدين الاجتماعي والاقتصادي للثورة …بُعدان يهددان ما انجز من حرية وديمقراطية ..ونحن نستقبل العشرية الثانية للثورة لابد من ان تتركز الانظار كلها لا على نوعية النظام السياسي مثلما يريد البعض عبر اعادتنا الى الجدال حول طبيعة النظام وما مدى نجاعة النظام البرلماني …ربما هناك خلل وهو اننا لم ننتهج نظاما برلمانيا كاملا ..معظم الانظمة الديمقراطية في العالم هي انظمة برلمانية ..الخلط بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي في دستورنا يمثل صعوبة حقيقية وهو ثمرة العقلية التوافقية التي سادت العشرة سنوات الاخيرة ..الذين دافعواعن النظام البرلماني اضطروا الى تقديم تنازلات للاخرين للقاء والتوافق …هذا التوافق يمثل صعوبة حقيقية داخل السلطة باعتباره مزجا بين نظامين ..المشكل اليوم ليس في فتح نقاش حول النظام السياسي” .
وختم الغنوشي قائلا “العلاقة بين الدولة والمجتمع ما تزال في حالة تشكل من خلال تطبيق الدستور واستكمال مؤسساته وتقريب السلطة من الشعب …هناك شعور عام بالمظلومية لدى الشعب التونسي بعد مرور عشر سنوات من الثورة “.