الشارع المغاربي – "لوباريزيان" وصفتها بـ "حادثة دنيئة": موظّفة تموت وزملاؤها يواصلون العمل بجانب جثّتها وكأن شيئا لم يحدث!!

“لوباريزيان” وصفتها بـ “حادثة دنيئة”: موظّفة تموت وزملاؤها يواصلون العمل بجانب جثّتها وكأن شيئا لم يحدث!!

قسم الأخبار

28 يونيو، 2023

الشارع المغاربي-وكالات: “حادثة دنيئة في قلب مدريد”. تحت هذا العنوان خصّصت صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية صفحتها الأولى لواقعة غريبة عاشتها العاصمة الاسبانية مؤخرا و تمثلت في وفاة موظفة وبقاء جثتها هامدة طيلة أكثر من ساعتين دون أن يحرّك زملاؤها في العمل ساكنا.

ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسبانية، من بينها صحيفة “إلباييس” (El Pais)، أن عددا من الموظفين العاملين في مركز اتصالات هاتفية واصلوا العمل بينما كانت زميلتهم تمر بأزمة قلبية أدت إلى وفاتها بالقرب من مكتبها.

وبيّنت المصادر ذاتها نقلا عن ممثل نقابي أن 4 منهم بقوا لأكثر من ساعتين دون التحرك من مكاتبهم وكأن شيئا لم يحدث.

تفاصيل وشهادات

وفي التفاصيل أن الحادثة -التي شغلت الرأي العام في إسبانيا- جدت يوم الاثنين 19 جوان الجاري في أحد مكاتب العاصمة مدريد التابعة لشركة “كونيكتا” (Konecta) المتخصصة في مراكز الاتصال الهاتفي.

وحسب الصحافة الاسبانية أصيبت موظفة تدعى “إنما” تبلغ من العمر 57 سنة في حدود الساعة 12:30 ظهرا بالتوقيت المحلي بنوبة قلبية، وانهارت على الفور وفشل فريق الطوارئ الذي تدخل بسرعة في إنعاشها.

ووفق شهادات جمعتها صحيفة “إلباييس” (El Pais) من موظفي الشركة وممثلي النقابات يبدو أن الدقائق التي تلت هذه الأحداث المأساوية كانت محيّرة للغاية إذ أن زملاء “إنما” القريبين من مكتبها وقفوا مصدومين، بينما لم يكلّف آخرون موجودون في فضاء العمل الذي يضم 70 موظفا أنفسهم عناء رفع أعينهم عن الحواسيب المكتبية الخاصة بهم وظلوا غارقين في العمل دون الانتباه لوفاة زميلتهم.

ارتباك وصدمة

والأسوأ من ذلك أن موظفا كان في حالة من الإرباك بسبب الصدمة مما حدث لزميلته، فقد طلب العودة إلى المنزل لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل مديره لأن عمله “خدمة أساسية”، وفق شهادات 3 من النقابيين من الاتحاد العام للعمال.

وفي حدود الساعة 2 بعد الظهر، أي بعد مرور أكثر من ساعة على وفاة الموظفة، وصل مدير مجموعة “كونيكتا” إلى الموقع، وأمر الموظفين الذين لا يزالون موجودين بمغادرة المبنى.

ولم تحدد وسائل الإعلام الإسبانية عدد الموظفين الذين كانوا لا يزالون في الموقع في تلك اللحظات.

لكن في الساعة 3:10 من عصر ذلك اليوم، ذهب ميغيل أنخيل ساليناس ممثل النقابة للوقاية من المخاطر المهنية إلى المبنى، واكتشف أن 4 موظفين ما زالوا يعملون، في وقت لا تزال جثة زميلتهم “إنما” مغطاة، أي أنهم قضوا ساعتين و40 دقيقة يعملون بجانب الجثة.

وقد سأل ساليناس أحد الموظفين الأربعة عما إذا كان على ما يرام، ليرد الأخير ببساطة “سأنهي هذا وسأغادر”.

وأكد المتحدث باسم شركة كونيكتا أنه “لم يتم إجبار أي شخص على العمل بالقرب من الجثة”، وهو ما صرّح به الموظفون الأربعة لصحيفة “إلبايس”.

من جهته أوضح المتحدث باسم اتحاد العمال أن الموظفين اعتادوا على نظام عمل آلي وغير إنساني حيث يكون الخيار الغريزي بالنسبة لهم هو الانكباب على تلقي المكالمات وعدم الالتفات لأي شيء.

وعقب هذه المأساة، أعلنت شركة كونيكتا أنها سمحت بالعمل عن بعد للموظفين الذين يرغبون في ذلك، مشيرة إلى أنها تركز “على رعاية أقارب الميت”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING