الشارع المغاربي – قسم الأخبار : وصفت الهيئة الإدارية لنقابة القضاة التونسيين الوقائع التي جدت أمس الإثنين في مقر المحكمة الابتدائية ببن عروس والمتمثلة في تجمهر مجموعة من الأمنيين بحرم المحكمة حاملين أسلحتهم الوظيفية وقيامهم بتطويق المكان بالسيارات الأمنية بـ”المخجلة”.
واعتبرت النقابة في بيان صادر عنها اليوم الثلاثاء 27 فيفري 2018 أن هذه الإحتجاجات “ليست سليمة وأنها تمثل ضغطا مباشرا وغير مقبول على القضاء، باستخدام وسائل سخرتها الدولة لضمان علوية القانون ووقع الإنحراف بها وتوظيفها لتحقيق أغراض شخصية وغير شرعية”.
واشارت إلى أن “ما صدر عن المجموعة المذكورة يشكل تجاوزات ترقى إلى مرتبة الجرائم المنظمة وتتطلب التصدي لها ولمرتكبيها، وفق القانون، لضمان عدم تكرارها”.
وحملت نقابة القضاة السلطة التنفيذية “مسؤوليتها في تأمين المحاكم حالا، وممارسة صلاحياتها الرقابية والتأديبية إزاء منظوريها، بما يضع حدا لمثل هذه السلوكات المخالفة لمبادئ دولة القانون».
ولاحظت أن “التغاضي عنها يشكل تواطؤا سلبيا” مشيرة إلى أنه سيقع “النظر في التحركات الممكنة، في صورة عدم الإستجابة لطلب تأمين المحاكم حالا، واتخاذ الإجراءات الملائمة إزاء مرتكبي مثل هذه الإعتداءات”.
ودعت الهيئة الإدارية “كافة القضاة إلى الثبات على مبادئ استقلالية السلطة القضائية وعدم الرضوخ لأية ضغوط من أي نوع، وعدم التواني عن إثارة التتبعات الجزائية إزاء كل تطاول على السلطة القضائية وعلى حرمة المحاكم” وفق نص البيان.
يشار إلى أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس كان قد قرر مساء أمس الاثنين 26 فيفري 2018 ابقاء 5 اعوان من فرقة الشرطة العدلية بجمام الانف في حالة سراح بعد ايقاف دام 24 ساعة، وفق ما أكد للشارع المغاربي مصدر مطلع .
وصدر هذا الحكم بعد دعوة النقابات الامنية للاستنفار وعدم مغادرة أسوار المحكمة الى حين الافراج عن زملائهم الموقوفين.
وتتعلق القضية بتعذيب ارهابي قبل ان تتحول الى الاعتداء بالعنف الواقع من طرف موظف عمومي.
وكان عضو المكتب التنفيذي لنقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل نسيم الرويسي قد أكد أن منظوري النقابات الأمنية نفّذوا، وقفة احتجاجية أمام مقرّ محكمة بن عروس تنديدا بإيقاف 3 أعوان من الشرطة العدلية بتهمة “سوء معاملة الموقوف عامر البلعزي المتّهم في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد”.
وأشار الرويسي، في تصريح لـ”الشارع المغاربي” إلى أن البلعزي المُتّهم بإلقاء مسدّس اغتيال بلعيد في البحر موقوف بتهمة “تكوين وفاق يضمّ 4 أشخاص وافتكاك سيارة باستعمال الحيلة وتحويل وجهة باستعمال آلة حادّة والمشاركة فيه”.
كما أكّد محدّثنا أن المتّهم المذكور أصاب يده وادّعى أنّ أمنيين اعتدوا عليه بالعنف، وقال إنّ محامييه اتّهموا الأمنيين بذلك، مستنكرا ما أسماه بـ”تهمة مُلفّقة للأمنيين” وذات صبغة “سياسية بحتة”، لافتا الى أن الطب الشرعي أقرّ بأنّ الضرر المُسجّل لا يرتقي إلى مستوى العنف فضلا عن شهادة موقوف آخر في نفس القضية جاء فيها أن البلعزي ضرب يده ولم يتمّ تعنيفه، على حد تعبير النقابي الأمني المذكور.
