الشارع المغاربي : دعا عدد من الخبراء والجامعيين في مجال الإعلام، اليوم الخميس 19 أفريل 2018، إلى ضرورة تدريس مادة التربية عن وسائل الإعلام بالمؤسسات التربوية لوقاية الناشئة من المضامين الإعلامية الضارة، وذلك خلال يوم دراسي حول التربية على وسائل الإعلام “الميديا في مسارات التجديد البيداغوجي” التأم بالعاصمة ببادرة من المرصد الوطني للصحفيين التونسيين ووزارة التربية.
ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن الجامعي والمستشار لدى المرصد الوطني للصحفيين التونسيين محمد لمين عواصة، في مداخلة بعنوان “التطور في المجال الإعلامي والاتصالي وانعكاساته”، على أن تدريس مادة التربية على وسائل الإعلام أصبح أمرا مستعجلا وحتميا، لتحصين الناشئة ضد، ما وصفه بالسيل “الكارثي” للمضامين الإعلامية التي تمرر رسائل محبطة تدفع متلقيها، في بعض الأحيان إلى الإقدام على الانتحار أو الانتماء إلى الشبكات الإرهابية.
من جهتها، لفتت رئيسة المرصد الوطني للصحفيين التونسيين وهيبة عقوبي، إلى أن من شأن تدريس مادة التربية عن وسائل الإعلام بالمؤسسات التربوية أن يحدّ من نسبة البطالة في صفوف خرّيجي معهد الصحافة وعلوم الاخبار ، مفيدة أن سيتم رفع التوصيات التي ستنبثق عن هذا اليوم الدراسي إلى وزارة التربية لحثها على تبني هذا المشروع.
وفي نفس السّياق، أكّد رئيس ديوان وزير التربية محمد علي الوسلاتي،أن تدريس مادة التربية عن وسائل الإعلام من شأنه أن يساعد التلاميذ على حسن انتقاء البرامج التي يستهلكونها وعلى حمايتهم من آثارها السلبية ،مشددا على ضرورة إخضاع مدرسي هذه المادة إلى تكوين دقيق ومعمق، قبل الشروع في تنفيذ هذا البرنامج.
بدوره، قال المكلف بالدراسات والبرمجة بالمرصد الوطني للصحفيين التونسيين صابر فريحة، أن الهدف من التربية عن وسائل الإعلام هو جعل المتلقي قادرا على القيام بتحليل نقدي للمحتويات الإعلامية التي يتلقّاها وعلى بناء مواقف إزاء شتى الرسائل ، ليتحول من مجرد مستهلك للرسائل الإعلامية إلى ناقد لها وواع بطبيعتها مؤكّدا أن من شأن تدريس هذه المادّة أن يرتقي بجودة التعليم في تونس عبر دعم القدرات التقبلية والاستيعاب والفهم لدى المتعلم والقرب من ميولاته، من جهة وحمايته، من تأثيرات تقنيات الإبهار المعتمدة بوسائل الإعلام ، من جهة أخرى.
يذكر أنّ مطلب إدراج مادة التربية عن وسائل الإعلام في المناهج التربوية كحل لإشكالية بطالة خريجي معهد الصحافة وعلوم الأخبار وخلق وعي نقدي لدى متلقي الرسالة الإعلامية كان من أهم الشعارات التي نادى بها ممثّلو طلبة المعهد منذ سنة 2005.