الشارع المغاربي – حمزة الحسناوي : أكّد الخبير الاقتصادي ووزير المالية الأسبق حسين الديماسي، أنّ موافقة مجلس الوزراء المنعقد أوّل أمس الأربعاء على الترفيع في عدد المنتفعين بمنحة العائلات المعوزة من 250 ألف إلى 285 ألف منتفع يعتبر “إثقالا لكاهل الدولة المنهكة أصلا وشعبوية غير مدروسة ولا طائل من ورائها”.
وأشار الديماسي في تصريح لـ”الشارع المغاربي” اليوم الجمعة 22 جوان 2018 إلى أنّ القرار المذكور “يأتي في ظرف إقتصادي صعب تمرّ به البلاد يتميّز بإرتباك وخلل كبيرين في التوازنات”، وإلى أنّ “قانون المالية لسنة 2018 تضمّن عديد الثغرات والنقائص التي يؤكّدها معطيان رئيسيان أوّلهما ارتكازه على تمويلات خارجية لم تأت إلى حد الساعة رغم مرور ستة أشهر على بداية السنة بسبب الخلافات القائمة بين الحكومة وصندوق النقد الدولي مما تسبب في شح الموارد فضلا عن تصاعد نفقات الدّعم بسبب ارتفاع أسعار المحروقات”.
واعتبر أن هذا الإجراء (الترفيع في عدد المنتفعين بمنحة العائلات المعوزة) “سيخلق نفقات جديدة غير متوقعة ستزيد في تعميق ازمة الماليّة العموميّة شأنه شأن منحة الـ 500 دينار التي ستُمنح للناجحين في الباكالوريا” لافتا إلى أنّ ذلك “سيفتح عهدا جديدا من الشعبوية المكلفة” على حدّ تعبيره.
وأفاد أن قرار الحكومة الشعبوي يأتي في إطار “سعيها لتعويض السند السياسي المفقود بالدمغجة الشعبوية لضمان المحافظة على السلطة إلى جانب حشد الأنصار لقادم الاستحقاقات الانتخابية”.
وقال الديماسي إن برنامج العائلات المعوزة كان يضمّ إلى حدود سنة 2010 ما يقارب 180 ألف عائلة وأن ذلك كان يُعدّ رقما كبيرا وأنّ عددا من الخبراء طالب بتخفيضه لانه يضم عائلات ليست في حاجة للدعم. وأشار إلى العكس هو ما حصل “لنجد أنفسنا اليوم أمام احتمال تحمل الميزانية العمومية مائة ألف منحة إضافية دون تحديد لحقيقة توجيهها لعائلات معوزة وفق مقاييس مدروسة”.
يذكر أنّ البعض وصف الاجراءات الاجتماعية التي اتخذتها الحكومة وخاصة الترفيع بـ 35 ألف في عدد العائلات المعوزة بـ”القرار الثوري” الذي سيقضي على قائمات الانتظار وسيمكن من التأسيس لمفهوم الدخل الأدنى المضمون في تونس.
يشار إلى أن مجلس الوزراء المنعقد يوم الأربعاء الماضي كان قد أعلن عن قراره بالموافقة على الترفيع في عدد المنتفعين بمنحة العائلات المعوزة ليشمل 35 الف منتفعا إضافيا مما سيرفـع في عدد العائلات المنتفعة بهذه المنحة من 250 ألفا إلى 285 ألف منتفع.
