الشارع المغاربي- الفرشيشي: فوّت الناطق الرسمي باسم الحكومة، إياد الدهماني، فرصة استضافته في ماتينال “شمس أف ام”، اليوم الخميس 5 جويلية 2018، للقطعِ مع عادتهِ في مغالطة الرأي العام وتضليلهِ.
فبعد نفيهِ خبر التعاقد مع شركة بريطانية للقيام بحملة دعائية، بطلب من الحكومة التونسية، وبتمويل من أحد الصناديق السرّية البريطانية، قال إنّ الحكومة لم “تطلق أية حملة لمواجهة الاحتجاجات بتمويل بريطاني”، مستشهدًا بتصريحات السفيرة البريطانية، التي أكدت هذا حسب تعبيرهُ، مشيرا إلى أن التعامل مع بريطانيا يتم في إطار اتفاقيات ومذكرات تفاهم كغيرها من الدول.
ويبدو أنّه فات الدهماني، الذي لم تتسنّ لهُ مرافقة موظفي شركة M & C Saatchi إلى مطار تونس قرطاج، لدى مغادرتهم هذا الصباح ترابَ الوطن في اتجاه لندن، لالتزامهِ مع إذاعة “شمس اف ام”، أنّ السفيرة البريطانيّة أكّدت تمويل حكومتها حملة دعائيّة بطلب من حكومة الشاهد للتسويقِ لإصلاحات صندوق النقد الدولي، مثلما فاتهُ أنّ تمويل هذه الحملة تمّ عبر “رصيد سرّي” وهو ما كشفهُ نائب بريطاني قبل أن تجد الفضيحةُ طريقها إلى النشر على أعمدة صحيفة “الغارديان” ومنها إلى بقية الصحف المحليّة والعالمية.
ولا نعتقد أنّ إياد الدهماني يجهلُ تلك الحكمة العبقرية التي تقولُ إنّ” حبل الكذب قصير” وأن رمي الكرة في ملعب “المعارضة” واتهامها بـ”العبث” و”شريان الشبوك” لا يمكنُ أن ينفي بأيّة حال صفة “الكذب” و”المخاتلة” عنهُ ، ولا نخال أيضا ان أيا من مكونات المعارضة قد تكون لها سلطة القرار على صحيفة بمثل عراقة الغارديان .
وفي انتظارِ مساءلة يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، ووزير خارجيتهُ، خميس الجهيناوي، من طرف نواب مجلس الشعب على خلفية ما ورد في مقال صحيفة “الغارديان” البريطانية، لا مناص من تذكير أنفسنا وبقية أفراد الشعب الكريم بجملة الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي: “الدهماني ما عادش تاخذو بكلامو” ، التي قالها في حوار مع صحيفة الشارع المغاربي في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي.