الشارع المغاربي – قسم الأخبار : مثّل تصريح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي أدلى به مساء أمس من العاصمة الألمانية برلين حول العملية الإرهابية التي جدّت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مفاجأة للتونسيين باعتبار ما تشهد تونس من أزمات على كافّة الأصعدة.. مفاجأة من العيار الثقيل أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر للمخاوف التي أثارها التصريح في نفوس أفراد الشعب خاصة أنّ الموضوع يتعلّق بالإرهاب.
وقد سارع مستشارا قائد السبسي نور الدين بن تيشة وسعيدة قراش اليوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 إلى محاولة تدارك الأمر وتوضيح مقصد رئيس الجمهورية من قوله “ظننا أنّنا قضينا على الإرهاب ولكن في الحقيقة إن شاء الله ما يقضيش هو علينا”.
الناطقة باسم الرئاسة سعيدة قراش قالت اليوم في مداخلة لها بإذاعة “شمس أف أم”: “مرّة أخرى يتمّ إخراج كلام رئيس الجمهورية من سياقه، بل والاكتفاء بجملة يريدها البعض.. كلام الرئيس كان واضحا جدا ومباشرا ودون مواربة.. التعليق مثّل لفت انتباه وتأكيدا على أنّ من شأن المناخ العام الراهن جعل البلاد أكثر عرضة للعمليات الإرهابية وأكثر هشاشة في مواجهة الإرهاب”.
وأضافت “الرئيس كان يقصد بقوله “في بالنا قضينا عليه” أنّه تمّ دحر آفة الإرهاب في المدن، والدليل على ذلك أننا لم نُسجّل أيّة عملية إرهابية منذ سنة 2015 أي بعد التفجيرات التي استهدفت نزلا بسوسة ومتحف باردو وحافلة للأمن الرئاسي بشارع محمد الخامس.. أما قوله “إن شاء الله ما يقضيش علينا” فالمقصود به أن توتّر المناخ السياسي والانصراف عن شواغل الشعب وتطلعاته يجعلاننا عرضة للهجمات الإرهابية.. ولا أحد يُمكنه إنكار ما يصبغ المناخ السياسي من تجاذبات كبيرة في استباق لمرحلة انتخابية سنة 2019″.
وأكّدت قراش، التي ردّدت عبارة “الكلام واضح” أكثر من مرّة، أنّ الرئيس قائد السبسي أراد أن يُطمئن شعبه بأنه يقف إلى جانبه حتى لو كان في بلد آخر، داعية إلى عدم الحط من معنويات رجال الأمن والجيش الذين يدفعون ضريبة الدم.
أما المستشار السياسي نور الدين بن تيشة فقد قال في تعزيز لكلام قراش في تدخّل له بإذاعة “موزاييك”: “لا أعتقد أن قائد السبسي في مأزق أو أن في كلمته لغطا.. أراد أن يبلّغ ان المناخ السياسي المشترك حاليا ليس ملائما للذهاب بالشعب التونسي نحو الأفضل”، معتبرا أنّ تصريح الرئيس كان تحفيزيا وليس انهزاميا في إشارة إلى أنّه أخرج من سياقه.
كما اعتبر بن تيشة أنّ “قائد السبسي أراد توجيه الطبقة السياسية إلى ما ينفع الناس وما ينفع الدولة بالحديث عن مناخ يتّسم بالمشاحنات والتجاذبات ومحاولات إعادة تشكيل المشهد السياسي دون أن يتّهم أحدا بالوقوف وراء العملية الإرهابية”.