الشارع المغاربي – منى المساكني : مرّة أخرى، يتّجه حزب حركة نداء تونس نحو “انتداب” وجوه جديدة في إطار تجديد مشهده القيادي تزامنا مع تعثّر الإعداد لمؤتمره الانتخابي الأول وتواصل صراعاته الداخلية وتأسيس حزب جديد نواته الصلبة ندائية علاوة على انهياره في نتائج سبر الآراء الأخيرة الصادرة عن مؤسسة “سيغما كونساي” والتي منحته 15% فقط من نوايا التصويت.
ومن أبرز الوجوه، التي يتفاوض معها النداء ممثّلا أساسا في الثلاثي رؤوف الخماسي وسفيان طوبال وحافظ قائد السبسي، المنذر الزنايدي أحد وزراء بن علي والمرشّح السابق للانتخابات الرئاسية سنة 2014، والذي كان قد التقى منذ حوالي أسبوعين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.
ويقول مصدر من النداء لـ”الشارع المغاربي” أنّ الزنايدي قدّم موافقة مبدئية على الالتحاق بالحركة وأنّه يتعرّض لما أسماه بضغوطات قبيل الإعلان الرسمي عن هذا الالتحاق دون ان يكشف عن الأطراف التي تقف وراءها، لافتا الى ان شخصيات اخرى رفض الكشف عنها ستلتحق بالنداء وإلى أنّ الإعلان عن ذلك سيتمّ بداية الأسبوع القادم.
وذكر نفس المصدر ان الإعلان سيتم قبل موعد المؤتمر وان مشاورات جارية مع الزنايدي وغيره بخصوص خارطة طريق العمل في الحزب وان اتفاقا تم مع حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للحزب ينصّ على تقاسم قيادة النداء مرجحا النجاح هذه المرة في إقناعه بضرورة حدوث ذلك.
ويخوض النداء معركة استقطاب مع الحزب الوليد “تحيا تونس” المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وخلال الأسابيع الأخيرة كان للنداء وللحزب الجديد مشاورات ومفاوضات مع نفس الشخصيات نذكر منها مهدي جمعة وفاضل عبد الكافي ومنذر الزنايدي والثلاثي المذكور التقيا الشاهد من جهة ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من جهة أخرى.
وان تشير المعطيات المتوفرة الى ان جمعة سيلتحق على الأرجح بتحالف مع حزب الشاهد هو والمبادرة ومشروع تونس، فان الزنايدي قد ينتهي به الامر الى خوض تجربة حزبية مع نداء تونس فيما أعرب فاضل عبد الكافي عن اعتذاره لكلا الفريقين الشاهد وقائد السبسي في الوقت الحالي متعللا بالقضية التي لم تُغلق بعد.
والتوجّه نحو ما يُسمّيه نداء تونس بالانفتاح على الكفاءات الوطنية ليس بالخيار الجديد، فقد سبق أن أُعلن خلال شهر مارس 2017 عن انتدابات شملت وزراء سابقين وتجمعيين وغيرهم أصبحوا لاحقا يُلقّبون بمجموعة الوافدين الجدد. وتمّ خلال تلك الفترة تأسيس هيكل جديد في الحركة سُمّي بالقيادة الوطنية ومن أعضائه نذكر سمير العبيدي وفريد الباجي ومحسن حسن وماجدولين الشارني وماهر بن ضياء ومنير بن صالحة ووسام السعيدي وبرهان بسيّس، وقد استقال جلّهم بعد الانتخابات البلدية وتحوّل الحزب إلى المعارضة باستثناءات منها برهان بسيس وسمير العبيدي.
والمُلاحظ أنّ موجة الانتدابات السابقة فشلت في إعادة البريق للنداء بل وتسبّبت في حصول انقسامات حادّة بين من يسمّون أنفسهم بحُرّاس المعبد والوافدين الجدد، لكنها مكّنت وقتها نجل الرئيس من زعامة بفضل القيادات الملتحقة الحديثة. انتدابات 2019 جاءت أيضا لحماية حافظ من مؤتمر انتخابي ومن مطالب بإبعاده عن القيادة، نجاحها لا يبدو مؤكدا بل وليس مطروحا أصلا في انتظار الإعلان الرسمي وقبول ما تسمّى بالشخصيات الوطنية الاتحاق بنداء تونس وهو في أسوء حالاته منذ تأسيسيه سنة 2012.