الشارع المغاربي – قسم الاخبار : قال الناشط السياسي عمر صحابو إن “تونس مستهدفة وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها وهي مستهدفة منذ سنة 1956 ..منذ أن أنجزنا مجلة الاحوال الشخصية ومنذ بدأ النموذج التونسي يُنحت”.

واضاف صحابو أثناء حضوره في قناة “تونسنا” ” منذ انجزنا مجلة الأحوال الشخصية والتنظيم العائلي وألغينا الأحباس اصبحت تونس محل استهداف من بعض الأنظمة العربية الاسلامية التي لا ترتاح للتوجه الحداثي الاجتهادي لتونس .. ثم عكرنا الجو في سنة 2014 عبر تصدير ثورة.. كسر التونسيون حاجز الخوف واستنبطوا منهجية انتفاضة تجلت في شعارات مثل “الشعب يريد اسقاط النظام “وشعارات صدرناها وأخذتها عنا شعوب اخرى ولم يقف التونسيون عند هذا الحد بل نجحنا في التمشي الديمقراطي عبر انجاز 3 استحقاقات انتخابية وتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة… ” كل هذا دفع بعض الأنظمة العربية الإسلامية إلى  التساؤل : ” أين هم ذاهبون التونسيون ؟ يجب أن نُحطمهم ..”

وأشار صحابو إلى أنه تحدث مع أحد الاماراتيين وأن هذا الأخير قال له ” لدينا مشكل فقط ..هو التونسيون ” وأبرز صحابو  “وجود تخوف من العدوى” وأنهم لذلك “يريديون القضاء على الأنموذج التونسي بشتى الطرق سواء بالتجويع أو بالتفقير أو بالتداين أو بالارهاب”.

وعبّر عن أسفه لوجود جهات وطنية سواء اشخاص أو تنظيمات من ذوي التوجه الاسلامي المُتشدد قال إنهم في تضامن موضوعي مع الجهات الأجنبية ولهم نفس الهدف وهو انهيار الدولة المدنية التونسية.

واضاف من جهة أخرى  ” عندما دخل رئيس الجمهورية إلى المستشفى كانت فرضية الشغور واردة وهو شيء طبيعي وفي هذه الحالة من الضروري والطبيعي والمنطقي ان يتحرك المعنيون بالسلطة وهم النهضة وجماعة يوسف الشاهد لأن الشاهد سيصبح المعني بالمسألة في صورة اقرار شغور وهنا لا يجب أن نقول كان من الأجدر على يوسف الشاهد وجماعته أن يكتفوا بالمراقبة …هذا مستحيل والنهضة أيضا طرف في الحكم ومن المعقول ان تتحرك… لكن هناك شيئا يجب أن يعرفه الناس وانا اتحدث من منطقي كسياسي معارض وكخصم تاريخي وعنيد لحركة النهضة لكن يجب أن يعلم الجميع أن النظام الداخلي للبرلمان يقول إنه في حالة عجز رئيس البرلمان يحل محله آليا نائبه الأول والنهضويون أرادوا أن يتثبتوا إن كان محمد الناصر عاجزا أم لا وليس بالضرورة ان تكون لهم نية تآمرية”.

وأشار إلى أنه “للخروج مالغوغاء و”الغولة التي دخلت في البلاد” هناك عمليتين بسيطتين أولهما معرفة حقيقة الوضع الصحي لرئيس الجمهورية” مبرزا أنه” لا بأس أن يكون الرأي العام على بينة على قدر المستطاع من صحة الرئيس وهذا من تقاليد الدول الراقية …والمعمول به أنه عندما يدخل رئيس الجمهورية إلى المستشفى يقوم الطاقم الطبي بإصدار بلاغ ويبقى يتابع الوضعية الصحية للرئيس …لو قام الطاقم الطبي بإصدار بلاغ لكان الشعب تجمع حول البلاغ ولما تجمع حول الاشاعات والروايات المضادة”.

وشدد على أن الرأي العام كان في حاجة الى بلاغ من الطاقم الطبي ولكن هذا الطاقم لم يتكلم ليس عن طيب خاطر وانما مُنع من ذلك،  آملا أن يتم اصدار البلاغ الطبي الذي قالت سعيدة قراش الناطق الرسمي باسم الرئاسة إنه سيتم اصداره.

وتابع صحابو” الحقيقة الثانية التي يجب ان نعرفها هي ما حدث يوم الخميس الأسود… وقد غرقنا في الروايات والروايات المضادة والاتهامات والانقلابات” مشددا على “ضرورة معرفة الحقيقة” معتبرا أن “الشخصية المحورية التي يمكنها ان تفيدنا بالحقيقة هي شخصية رئيس البرلمان محمد الناصر لأن كل المناورات تمحورت حول شخصه باعتباره المعني أساسا بالشغور وهو مطالب بالتكلم والدور الوطني يفرض عليه التكلم وليس الصمت واذا لم يتكلم محمد الناصر ستظل التوجسات والقيل والقال تلاحقنا …محمد الناصر يجب ان يفصل في  الملف”.

وأكد أن الوضع معقد وأن الخروج منه يكون بمعرفة حقيقتين هما معرفة الوضع الصحي للرئيس وأن يتكلم محمد الناصر ويتحدث عما حدث .

وفند صحابو ما تم تداوله من أن النهضة هي التي تحركت بسرعة للانقضاض على السلطة ، قائلا “صحيح أن النهضة تحركت لصالحها لكنها لم تتحرك وحدها وانما ايضا يوسف الشاهد وجماعته تحركوا”.

وقال ” المقادير الإلاهية ارادت لتونس خيرا لأنه لا قدر الله لو حصل شغور جزئي أو تام لدخلت البلاد في أزمة خطيرة جدا بسبب غياب المحكمة الدستورية ولكانت الدولة مهددة بالشلل لأن غياب المحكمة الدستورية يخلق فراغا يصعب ملؤه” متسائلا :  “هل من السهل أن يتفق البرلمان بالاغلبية على تعويض المحكمة الدستورية خاصة أن لكل كتلة خلفياتها وحساباتها ؟ .. لو بقي الشغور اسبوعا أو 10 أيام لحدثت حرب اهلية حسب اعتقادي وهذا ليس مستحيلا  ..نحن الأن نعيش حربا اهلية سياسية وكلامية كانت لا قدر الله ستتطور لو طال الشغور”.

وتابع ”  الهدف الاستراتيجي لبعض الدول هو الاطاحة بالدولة المدنية التونسية وهذا وراد” .

وشدد على أن الدولة التونسية “تشكل انموذجا تصديريا لا يساعد بعض الدول باعتبار ان تونس نجحت في الديمقراطية ومنعت تعدد الزوجات وفي طريق الاشعاع والتأثير الإيجابي على الشعوب الأخرى وهذا لا يساعد بعض الدول”.

أما بخصوص ظاهرة الارهاب فقد أكد صحابو أن الارهاب ظاهرة عالمية لا تعني تونس فقط وأنه لا توجد أي بلاد في منآي عن هذه الظاهرة وأن القوات الامنية والعسكرية تقوم باعمال استباقية بطولية و أن هناك الالاف من الجنود والامنيين منتشرون في كامل ولايات الجمهورية يؤمنون الشعب،  مستدركا” لكن لن ينتهي الإرهاب والتونسيين يجب ان يعرفوا أن قدرنا ومصيرنا مواجهته.. فتونس مستهدفة وستبقى مستهدفة وقدرنا ان نواجهه كأمة متراصة الصفوف” .

وختم قائلا” في تونس ليس الأمن الأمني فقط مهدد وإنما مهددين في أمننا الغذائي والصحي والمالي والاقتصادي والاجتماعي …نحن مهددون في أمننا كمفهوم شامل وهذا ليس بفعل جهات خارجية بل بسبب فشل حكامنا” مشيرا إلى أن “الدولة تعيش في حالة افلاس غير معلنة وهذا ثابت بالارقام”.

https://www.facebook.com/OmarShabouOfficial/videos/2117642131678131/