الشارع المغاربي -منى المساكني: نشر القيادي بحركة النهضة لطفي زيتون اليوم الاحد 20 اكتوبر 2019 مداخلته بمجلس شورى المنعقد منذ مساء يوم امس ويختتم أشغاله اليوم ، لأول مرة أو حتى في بدعة بالنسبة للنهضة التي تحافظ على سرية جلساتها واجتماعاتها ، وسبق لزيتون ان غادر احدى دوراته متهما أطرافا لم يسمها بترسيب مداخلاته خلال اجتماعات المجلس لجهات من خارجه .
ونشر زيتون المداخلة في صفحته بموقع فايسبوك ودعا فيها النهضة التي قال انها مالت “خلال الحملة ميلا خطير الى اقصى اليمين” الى العودة الى الوسط والانخراط في التوافق من جديد” مفسرا ” توافق مبني على الصورة التي رسمها الشعب لرئيسه: التواضع والارتفاع عن الانتماءات ونظافة اليد ومحاربة الفساد والاعتماد على الكفاءة الشخصية في التصعيد الانتخابي وليس على القائمات المجهولة”.
واكد على ضرورة ان يكون رئيس الحكومة القادم ” شخصية سياسية كبيرة مقبولة داخليا وخارجيا ينخرط في اعادة تجميع التونسيين في مشروع وطني جامع واخلقة السياسة .. والاستجابة لطموحات الشباب ومطالبه وهذا بالتعاون الوثيق مع رئيس الجمهورية وفي اطار شرعيته الواسعة التي تشمل كل الاطياف السياسية دون استثناء”.
وحول نتائج الانتخابات الرئاسية ، اعتبر زيتون أن انتخاب قيس سعيد حمل”رمزيتين الاولى ايذان بسقوط منظومة الفشل التي هيمنت على البلاد لمدة ثلاث سنوات كبيسة اوشك فيها الاقتصاد الوطني على الانهيار وانتشر الفقر حتى اصبح احد اهم العوامل التي يصوت على اساسها التونسيون ..الثانية لما تحصل عليه السيد الرئيس من شرعية كاسحة اخترقت كل الاطياف السياسية والايديولوجية ” معتبرا ان ذلك “انحياز الشعب وانتصاره الواضح لمقولة التوافق التي ابتدعها الذكاء التونسي الخلاق وصنع بها الاستثناء التونسي اذ اجتمعت في مشهد استثنائي كل العائلات السياسية مع كتلة مليونية من العازفين تقليديا عن المشاركة..”.
واشار الى ان “الشعب الذي خرج في الجنازة التاريخية للرئيس الباجي هو الذي سلم ميراث التوافق لمؤسسة الرئاسة في تحويل حاسم لموازين القوى السياسية والدستورية لصالحها بعد ان تخلى عنها صناعها”.
وأضاف” هناك فرصة اليوم لمصالحة الشعارين اللذين تسبب تصادمهما في تراجيديا نهايات حكم الباجي قايد السبسي رحمه الله : التوافق والاستقرار الحكومي…تحتاج الحركة التي بوأها الشعب المرتبة الاولى مع ما يقتضي ذلك دستوريا والبلاد لعقل سياسي خلاق يوافق بين الشعارين وليس ذلك مستحيلا اذا خلصت النوايا ووقع اعلاء مصلحة الوطن والدولة والتجرد عن الاطماع الحزبية والفئوية والشخصية” خاتما بالقول” نحن امام فرصة تاريخية ممكنة جدا لنحول الاستثناء التونسي والثورة المخملية التي صنعها التونسيون عبر صناديق الاقتراع الى ثورة تاريخية كبرى بما تعني من حرية ورخاء”.