الشارع المغاربي-ترجمعة الحبيب القيزاني: كشف موقع “فورين بوليسي” Foreign Policy الأمريكي نقلا عن 3 ديبلوماسيين لم يذكر أسماءهم أن مردّ إقالة سفير تونس بالأمم المتحدة يوم الخميس 6 فيفري 2020 بطريقة وصفها بـ “القاسية” يتمثل في إجراءه مفاوضات ديبلوماسية حول مشروع قرار فلسطيني يؤكد أن خطة السلام بالشرق الاوسط التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا تحت اسم “صفقة القرن” تمثّل خرقا للقانون الدولي.
ووفق الموقع المتخصص في الشؤون السياسية الدولية فإن اثنين من الديبلوماسيين الثلاثة “فهموا أن الرئيس قيس سعيد المنتخب حديثا أقال البعتي اثر شكايات تقدمت بها الولايات المتحدة الأمريكية” وأنه “يُنظر الى ذلك كجزء من مجهود لتجنب حدوث قطيعة كبرى في علاقات تونس بالولايات المتحدة مع بداية عهدته الرئاسية”.
وذكّر الموقع بأن البعتي شارك مع سفير أندونيسيا بالأمم المتحدة الممثلة مثل تونس بمجلس الأمن الدولي في إعداد مشروع قرار “شبه رسمي يأسف شديد الأسف لخرق خطة ترامب القانون الدولي والقرارات الأممية المعترف بها دوليا للتوصل إلى حلّ عادل، شامل ودائم للصراع الاسرائيلي الفلسطيني”. وأشار نفس المصدر إلى أن البعتي وسفير أندونيسيا وزّاعا يوم الخميس الماضي نسخة من مشروع القرار على ممثلي بقية الدول مبرزا أن “رد فعل البيت الابيض كان تكثيف الضغوط الديبلوماسية على تونس البلد العربي الوحيد المممثل في مجلس الأمن الدولي للقطع مع الاصطفاف الى جانب الفلسطينيين”. ونقل الموقع عن عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة “فتح” حنان عشراوي قولها : «لقد جن جنون جاريد كوشنر (صهر ترامب) عندما علم بالأمر وفعل المستحيل لاسقاط مشروع القرار” مضيفة”«هذا يظهر أي مدى يمكن للأمريكان أن يبلغوا للدفع بأجندتهم والضغط على الآخرين وابتزاز الفلسطينيين بل وأيضا توجيه تهديدات الى الدول المستضعفة والتي تدرك أنه لا يمكن لها أن تسمح لنفسها بتحمل تبعات غضب الولايات المتحدة الامريكية عليها”.
ونقل عن ديبلوماسيين أن البعتي حضر صباح يوم الخميس اجتماعا بمجلس الأمن الدولي وأنه صرّح بأنه سيغادر إلى تونس قبل نهاية اليوم. وأبرز الموقع أن أحد السفراء بالأمم المتحدة قال إن «الجميع أصيبوا بصدمة عندما علموا بذلك» معتبرا أن «تبرير إقالة البعتي بعدم حرفيته ومهنيته مزحة ومن شأن ذلك تقويض مصداقية تونس”.
كما نقل الموقع عن مصدر آخر دون ذكره قوله : “الرئيس قيس سعيد يسعى لإقالة مسؤولين سامين من الحكومة السابقة والبعتي أحدهم وقد جاءت شكاية البيت الابيض به لتحسم في مصيره”. وتابع الموقع “الامريكان كانوا يريدون اصدار مجلس الامن الدولي قرارا أكثر نقاوة وطهرا يدعو الى مفاوضات مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.
يشار الى ان الجدل لا يزال متواصلا بخصوص خفايا اقالة سفير تونس بالامم المتحدة ، التي قالت رئاسة الجمهورية ان مردها خطأ مهني جسيم.
