ووصف تيون تطورات الوضع في ليبيا باعلان المشير خليفة حفتر قيادة البلاد واسقاط اتفاق الصخيرات مستندا الى ما أسماه بالتفويض الشعبي بـ”الانزلاقات الخطيرة” معربا عن اسفه ازائها مشددا على استعداد الجزائر مواصلة مساعدة الشعب الليبي للخروج من أزمته . ونقل عن تبون في مقابلة صحفية مع ممثلين عن وسائل إعلام محلية قوله بأن”الجزائر مع الشرعية الشعبية في ليبيا ونريد أن يكون حل المشكل ليبي- ليبي”.
واكد أن الجزائر “لن تتخلى على هذا البلد” ، مضيفا بالقول “نحن قادرون على حل المشكل الليبي لنزهاتنا وحيادنا ولكون الوساطة الجزائية مطلوبة في كل مكان” .وفي حديثه عن الوضع الليبي، أثار مؤتمر برلين حول ليبيا وقال “لقد تم إدخال 3000 طن من الأسلحة إلى ليبيا بعد شهر من برلين ” مستغربا الأمر ومتسائلا “هل هؤلاء لا يريدون استقرار ليبيا أو أن الجزائر هي المستهدفة”.
وأضاف يقول : “فلنترك الليبيين يحلون مشكلتهم ونحن مستعدون للمساعدة …صحيح أن قرارنا أن جيشنا لا يخرج خارج الحدود لكن تقنيا يمكن أن نخرج للمساعدة كالتنظيم مثلا “، يضيف الرئيس عبد المجيد تبون، متمنيا في هذا الشهر الكريم أن “يرجع الليبيين إلى وعيهم”. وتابع “أشقاؤنا الليبيين يتقاتلون ولا زال الدم الليبي يسيل وليس هناك من يعالج وباء كورونا ..خراب في خراب”، متسائلا لماذا كل هذا ، “أهو من أجل السلطة ، من اجل الحكم و أين هي الدولة الليبية” التي قال أنها تعد “من أغنى الدول في شمال أفريقيا وفي أفريقيا”. واضاف ” إننا كجزائريين نعرف مرارة مثل هذا الوضع فلقد سال الدم الجزائري ولا نريد أن يسيل الدم الليبي” مضيفا القول “لا يمكن فعل أي شيء في ليبيا من دوننا”.
وحذر تبون من البوادر “السيئة جدا” الحاصلة بليبيا ، مضيفة بلهجة حازمة “إذا لم تنطفئ النار فستأتي على الأخضر واليابس بليبيا وبدول الجوار وبغير الجوار” ، مذكرا بأن ليبيا لا تبعد عن ايطاليا إلا عشرات الكيلومترات وبأنه “لهذا فان هذا البلد – يضيف تبون – يشاطرنا الرأي مائة بالمائة بشان الأزمة الليبية ولقد عبرنا للبلدان عن هذا الموقف “.
وقال ان الجزائر ليست مع “هذا الطرف أو ذاك بل مع الشعب الليبي، وأن “الحلول موجودة” وانه قدمها للمبعوثين الخاصين للرؤساء الذين حضروا إلى الجزائر” وانها تتمثل في ” المجلس الوطني الانتقالي وجيش وطني مؤقت يخرج بحكومة مؤقتة والدخول في الشرعية الانتخابية ” وتابع مفسرا “لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من حل المشكل الليبي لكن لم يتركونا فمنهم من يقول ان الجزائر إذا تمكنت من حل الأزمة الليبية رجعت في الصفوف الأولى للديبلوماسية وأنها دولة خطيرة ، إلى جانب حسابات جيوسياسية أخرى”.
وتطرق تبون الى ملف رفض تعيين الديبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة مؤخرا كمبعوث إلى ليبيا، وأكد انه كان من الممكن أن يساهم في إيجاد حل للمشكل الليبي.
وأضاف “نحن لم ندخل رصاصة إلى ليبيا بل أدخلنا مساعدات وأدوية إلى هذا البلد الشقيق، وهذا ما اعتبره الجوار الحقيقي” ، قبل أن يعرب عن أمله في أن “يعود الليبيون إلى الوعي”.
وفي السياق ذاته ، قال تبون “التاريخ سيفرض نفسه فلا أزمة في ليبيا تم حلها بالسلاح ، فهذا يقتل ذاك وفي الأخير يتجه الجميع إلى طاولة الحوار ومن الأحسن أن يكون ذلك عاجلا وليس أجلا “، مؤكدا أن كل القبائل الليبية قابلة بالحل الجزائري.