الشارع المغاربي: أكد عبد الكريم الهرمي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالديبلوماسية اليوم الخميس 2 جويلية 2020 انه لم يطرأ أي تغيير على موقف تونس من القضية الليبية مثلما قد يكون تبادر لاذهان البعض اثر تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارته الاخيرة الى فرنسا.
واعتبر الهرمي خلال مداخلة له في برنامج “البلاد اليوم” على “الاذاعة الوطنية” ان “لبسا حصل في الموقف” الذي عبّر عنه سعيّد عند استعماله كلمة “الشرعية المؤقتة” في اشارة الى حكومة الوفاق الليبية مؤكدا ان الموقف التونسي كان مع ذلك واضحا وانه مع الشرعية الدولية ومع ان يكون الحل ليبيا- ليبيا ورفض كل تدخل خارجي.
وأكد ان المقصود بـ”الشرعية المؤقتة” هو انتظار ان يجلس الليبيون الى بعضهم البعض ويتفقوا على صيغة لادارة الازمة وعلى صياغة دستور والنظر في النظام السياسي او مرحلة انتقالية مذكرا بان مسار اللجنة الليبية التي كانت تشتغل على الدستور توقف بسبب تطورات الاوضاع في ليبيا لافتا الى انه “لم يصدر موقف رسمي ليبي حول تصريحات رئيس الجمهورية في فرنسا”.
وأضاف ان “تونس ضد التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا مهما كانت” وان” تونس تؤمن بان التدخل الاجنبي لن يزيد الوضع الا تعقيدا “مشيرا الى ان “الحرب في ليبيا اصبحت الان بالوكالة بمال وبدماء الشعب الليبي” مشددا على ان “تونس من اكثر البلدان تضررا من الوضع الليبي” .
وأبرز الهرمي من جهة اخرى ان “استحضار رئيس الجمهورية مثال القبائل الافغانية عند حديثه عن المسالة الليبية ليس من باب اسقاط الواقع الافغاني على الواقع الليبي” وان المقصود من ذلك “هو ادارة الخلاف بالتفاوض وبالحوار “مذكرا بان “رئيس الجمهورية هو استاذ قانون دستوري وانه متضلع في مثل هذه المسائل” مشيرا الى ان “المجتمع القبلي في افغانستان ورغم التعقيدات والخلافات توصل الى ابرام اتفاقات” .
وأوضح انه “لا وجود لصمت للديلوماسية التونسية” مشددا على “انها تشتغل بعيدا عن الضجيج الاعلامي “وعلى ان “مواقف رئيس الجمهورية واضحة من مختلف القضايا مشيرا بالخصوص الى مواقفه التي وصفها بـالثابتة من القضية الفلسطينية وايضا من القضية السورية والتي قال ان الموقف التونسي منها انه ضد كل استهداف للدولة او الشعب السوري وانه ليس مع نظامها او ضده وان هذه المسالة يحددها الشعب السوري نفسه مشددا على ان تونس مع الحوار ومع الحلول السلمية سواء في سوريا او في اليمن او غيرها من بؤر التوتر.