الشارع المغاربي: أكدت وزارة الشؤون الخارجية اليوم الخميس 10 سبتمبر 2020 انه لم يتم إعفاء مندوب تونس الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة قيس القبطني وان المسألة تتعلق بنُقلته إلى مركز دبلوماسي آخر.
وأوضحت الوزارة في بلاغ توضيحي صادر عنها نشرته بصفحتها على موقع “فايسبوك” ان “مسألة نقلة القبطني تمّت في إطار تقييم شامل ومعمق أجرته الإدارة المركزية على مستوى إدارة الموارد البشرية والتصرف الإداري والمالي وتقييم المردود المهني للمعني ومدى إلتزامه بالأهداف الدبلوماسية المرسومة للبعثة”.
وأضافت أن قرار النقلة جاء “في إطار الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية وفي إطار سلسلة من النقل الروتينية لبعض السفراء كإجراء يندرج ضمن السير العادي للمسارات المهنية وفي ضوء رؤية وتوجهات تتماشى مع مصالح الدولة ومتطلبات العمل الدبلوماسي والتعاطي مع التحديات التي تواجهها بلادنا”.
وشددت الوزارة على أن “خدمة مصالح تونس العليا وصون صورتها وتعزيز مصداقية مؤسساتها تظلّ في مقدمة الواجبات المحمولة على ممثلي الدولة في الخارج والمعيار الاساسي لتقييم مردودهم ومدى احترامهم لمواقعهم”.
وأبرزت أن هذه النقلة “لن تؤثر على مردود المندوبية الدائمة لتونس بنيويورك بل ستسمح بإضفاء أكثر أريحية ونجاعة على نشاط البعثة التي تزخر بكفاءات عليا أثبتت جدارتها ومهنيتها منذ تولي تونس موقع عضو غير دائم في مجلس الامن، وساهمت بفضل العمل الجماعي في انجاح مبادرة سيادة رئيس الجمهورية الداعية الى تضامن دولي في مكافحة جائحة كورونا والتي اشرف سيادته بصفة مباشرة على جميع مراحل تجسيدها”.
وكانت وكالة الانباء الفرنسية قد نقلت اليوم عن القبطني قوله “قرّرت الاستقالة من السلك الدبلوماسي التونسي.. إنها مسألة شرف ومبدأ” مضيفة ان القبطني اشار الى أنّه لم يعلم بقرار إعفائه من مهامه واستدعائه إلى تونس إلا يوم الثلاثاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
واكدت الوكالة ان الديبلوماسي أعرب عن أسفه لقرار السلطات التونسية تغيير سفيرين في غضون سبعة أشهر معتبراً أنّ هذا الأمر “سيء جداً لصورة بلدي”.
وأضافت ان السفير عزا سبب إعفائه من منصبه إلى “الدائرة المحيطة برئيس الجمهورية” مؤكدا أنّه رفض نقله إلى مركز مرموق في أوروبا قائلاً “لم أعد أثق في الرئيس سعيّد…متابعا “لقد قمت بواجبي، لقد بذلت قصارى جهدي مع فريق دبلوماسي صغير جداً في نيويورك” معرباً عن خيبة أمله العميقة لما جرى.
ويأتي قرار تونس تغيير سفيرها في الأمم المتّحدة في وقت تشغل حتى نهاية عام 2021 مقعداً غير دائم العضوية بمجلس الأمن.
يذكر ان هذه المرة الثانية التي تغير فيها تونس سفيرها بمنظمة الامم المتحدة في غضون سبعة أشهر اذ انه كان قد تم في فيفري استدعاء السفير المنصف البعتي واعفاءه من مهامه بعد خمسة أشهر فقط من تسلّمه رئاسة البعثة الدبلوماسية في نيويورك وكان السبب وراء إقالته اتّهامه من قبل الرئاسة بدعم الفلسطينيين على حساب علاقة تونس بالولايات المتّحدة.
وكان البعتي الدبلوماسي المخضرم، متقاعداً حين طلبت منه وزارة الخارجية في 2019 العودة إلى السلك لتمثيل تونس في الأمم المتحدة خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن.