الشارع المغاربي – العربي: مازالت الأخبار المتداولة بشأن رغبة رجل الأعمال التونسي محمّد العيّاشي العجرودي شراء نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي تثير الكثير من الجدل واللغط محليا وخارجيا خاصة أنّ وسائل الاعلام الفرنسية بدأت تأخذ الموضوع على سبيل الجدّ بدليل استضافته في أكثر من منبر إعلامي.
العجرودي شغل الناس وملأ الدنيا وعناوين الصحف الفرنسية وبات حديث القاصي والداني هناك والجميع يترقّب خطواته المستقبلية خاصة أنّ الرجل لم يتحرّج من الحديث عن حلمه الكبير بتحويل أولمبيك مرسيليا الى فريق عالمي من خلال التعاقد مع المدرّب العالمي زين الدين زيدان والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وبعيدا عن الخوض في حقيقة المزاعم التي تتحدّث عن شراء العجرودي للنادي الفرنسي من عدمه فإنّ ما صرّح به رجل الأعمال “التونسي الفرنسي” في حواره لصحيفة لوفيغارو الفرنسية يكشف معدن الرجل وما تضمره نفسه من قفز على حبال الكذب والعواطف والمغالطات ويكشف كذلك حقيقة المخطّطات التي رسمها لنفسه في المرحلة القادمة.
العجرودي وفي محاولة للتعريف بنفسه للجمهور الفرنسي الذي يجهله قال إنّه مواطن فرنسي يحبّ بلده ويبحث عن مزيد إشعاعه. ولم يكتف العجرودي بهذا الغزل المستفيض بل كشف صاحبنا أنّه يبكي عند سماع النشيد الرسمي الفرنسي في حركة تدّل على وفاء الرجّل وتعلّقه الشديد ببلده.
ويبدو من خلال هذه المقدّمة الشاعرية التي سوّقها العجرودي لنفسه والذي عرفه الجمهور التونسي بعد الثورة بصاحب “القناة الجنوبية” حاول كسب عطف الفرنسيين وخاصة جماهير أولمبيك مرسيليا الباحثة بدورها عن منقذ لفريقها الذي فقط سطوته على الجنوب وذلك من خلال التأكيد على وطنيته وحبّه الكبير لبلاده “فرنسا”… وهي نفس الأساليب تقريبا التي انتهجها لمغازلة جماهير الملعب النابلي والملعب القابسي التي دفعت ثمن تصديق وعوده وكلماته الزائفة وحديثه عن المشاريع العملاقة والانتدابات والبريمات والنتيجة مثلما يعرفها الجميع… الملعب النابلي مهدّد اليوم بالاندثار والملعب القابسي غادر مصاف الكبار باتجاه بطولة الرابطة الثانية بعد علاقة “غير مشروعة” وكارثية بكل المقاييس.
العجرودي أبكى النوابلية والقوابسية في تجربة للنسيان ولكنّه مع ذلك لم يبال لذلك وذهب الى فرنسا ليبكي على ايقاع النشيد الرسمي الفرنسي على أمل ان يجد لنفسه بقعة تحت الضوء بعد أن فشلت كلّ محاولاته الرياضية والاعلامية بتونس في افتكاك مقعد في الواجهة بعد أن ظلّ لسنوات حبيس العتمة وهو الثريّ صاحب المال والأعمال وشبكة العلاقات الواسعة ومترامية الأطراف.
قد يبكي العجرودي لسماع النشيد الفرنسي وهذا حقّه بعد أن أثبت للجميع حبّه وتعلّقه ببلاده فرنسا… ومن حقّنا نحن كذلك أن نسخر من كلماته ومن تصريحاته التي لا يردّدها سوى الغافل ولا يصدّقها أيّ عاقل… فمن فشل في إنقاذ فريقه من كمّاشة النزول في بطولة تونسية متواضعة جدّا لن يقدر بأيّ حال من الأحوال على جعل أولمبيك مرسيليا في مكانة ليفربول… لذلك للعيّاشي نقول “وحدة وحدة يا عجرودي”…