الشارع المغاربي: أكّد النائب عن حركة الشعب هيكل المكّي اليوم الثلاثاء 16 فيفري 2021 الوضع الذي تشهده البلاد يستوجب ارساء حوار وطني حول مضامين حقيقية يشمل رئيس الجمهورية واتحاد الشغل والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني والشباب من كلّ الجهات المحرومة مضيفا ” إمّا نتحاور بشكل جدّي دون مغالبة وإمّا سنقتتل”.
وقال المكي خلال حضوره اليوم ببرنامج “ميدي شو” على إذاعة “موزاييك أف أم”: “اعتبر أنّه على الشعب قول كلمته حتى عبر الشارع واقول للاشخاص الذين يهددوننا بالشارع (في اشارة الى النهضة) أنّ الشارع سيكون بالشارع وأدعو كلّ أنصار حركة الشعب وكلّ الوطنيين وكلّ الغيورين على البلاد والذين يريدون تخليص الوطن من هذه العصابات التي لا تؤمن به، الى الخروج بكثافة يوم 27 فيفري وهي دعوة للتعبير السلمي وليست دعوة للمواجهة في الشارع …هي دعوة للتعبير السلمي حماية للشعب ولهذه الدولة ولهذا الوطن سلميا …ادعو انصار حركة الشعب الى التظاهر وكل الوطنيين الرافضين لسيطرة الاخوان المسلمين على هذه الدولة ومفاصلها وسيطرة الارهاب والفساد للتظاهر سلميا وفي اطار القانون”.
وبخصوص رسالة قيس سعيد قال المكي “لم أُفاجأ برسالة رئيس الجمهورية لأنّ مضمونها هو تقريبا ما تحدّث عنه في لقائنا معه بقصر قرطاج وهو أمر معروف واذا كان الرئيس يعيش في كوكب الاستقامة والنزاهة ومقاومة الفساد والفاسدين والارهاب فليكن ولنذهب كلنا الى هذا الكوكب” متابعا “كوكب تونس المستقبل هو كوكب بلا فاسدين وبلا ارهابيين وبلا لوبيات تتحكم في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الأمني …أعتقد أن هذا كوكب جميل يجب ان نحلم به لتكون تونس في المستقبل خالية من كلّ هذا”.
وأكّد المكّي أنّ المحاسبة والعقاب المستحق لمن يخطئ لا يتضمنان أي استثناء، وعلق على تصريح الحبيب خضر وقوله إنّ سعيّد خرق الدستور بالقول “ولاء الحبيب خضر العقائدي لمشروعه، مشروع الاخوان المسلمين ولا يمكنه الحديث…يجب على من يقرأ الدستور ويتحدّث عن خطأ جسيم أن يكون أيضا واضحا وصريحا في أنّ تقدير الخطأ ان كان بسيطا او جسيما يعود للمحكمة الدستورية التي تقرر ان كان الخطأ بسيطا أو جسيما”.
وتابع “يفعل النواب ما يريدون ولكن المحكمة الدستورية هي التي تقرر…. سمير ديلو قيادي بارز في حركة النهضة ولكنه يقول كلاما معقولا وعبد اللطيف المكي يقول كلاما معقولا ولطفي زيتون حتى قبل استقالته كان يقول كلاما معقولا… توجد اطراف أعمت أعينها الايديولوجيا والولاء العقائدي ولم تعد ترى غير الجماعة وانتصار الجماعة”.
واعتبر النائب أنّ قيس سعيّد لم يرتكب شرا متابعا “ولم يرسل ابناءنا لسوريا وليبيا ولم يحم الارهابيين وأنصار الشريعة في تونس ولم يفقّر التونسيين بسياسات اقتصادية واجتماعية لا تملك اي ولاء للشعب ولم يكن ولاؤه للخارج وللأتراك وللجماعات المسلحة في ليبيا ولقطر وبالتالي ربما لم يقدم الى حد الآن شيئا ملموسا للتونسيين ونتمنى دفعه لذلك ولكن على الاقل هو لم يُجرم ولو بوضع فلس واحد من المال العام في جيبه”.
وقال ” رفض المشيشي أن يكون وزيرا أوّلا لرئيس الجمهورية وارتمى في أحضان الآخرين واختار ان يكون عون تنفيذ تافه لدى راشد الغنوشي …اله المُخاتلة هو راشد الغنوشي وهو قادر على ان يُرقّص الدمى كما يريد وهو فعلا يُرقصها كما يريد والاشكال اليوم يتمثل في ان التونسيين لم يفهموا بعد أن تونس لا تستطيع أن تتقدم ولو بخطوة في اطار سيطرة هذا الرجل (الغنوشي) على البلاد واعتقد أنّ الازمة الحقيقية بعد مرور 10 سنوات تتمثل في حكم راشد الغنوشي..منذ حكم لم نر غير الخراب والدمار في البلاد واليوم توجد قوى سياسية صاعدة وكانت معه “ناس المخزن” الذين تعودوا على القفز الى السلطة وعلى الرجل القوي …الكثير من الاطراف قفزت الى راشد الغنوشي وتصوروا انهم قاموا بتوافقات مع حركة النهضة” مشيرا الى أنّه لا يمكن لراشد الغنوشي اصدار رسالة بمضمون رسالة سعيد مضيفا “لأنّه هو عرّاب الفساد والارهاب” .
وواصل النائب “الحل يتمثل أيضا في ان يقول الشعب كلمته مع اي فريق ويجب ارساء حوار حول مضامين وليس حول اقتسام السلطة بل حول مضامين حقيقية وحول ما هي الدولة التي نريد وكيف يكون دورها الاجتماعي للدولة وكيف ستكون علاقاتنا الدولية وكيفية تقسيم الثروة وفي ما تتمثل الخيارات التي سنتوجه اليها …على كلّ المستويات”.
وبخصوص سحب الثقة من رئيس البرلمان قال المكي ” الامضاءات موجودة ولكن يجب تحصين هذه الفرصة ولا يجب ان نقدم العريضة الا بعد ضمان 109 اصوات ..ممكن يتنفس شعب تونس لو يزاح هذا الرجل عن ذلك الموقع”.